وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية القبرصية إنه "لم تتخذ أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي موقفاً رسمياً بشأن إعادة تقييم المناطق الآمنة في سوريا".
وذكرت تقارير إخبارية أن وزير داخلية قبرص كونستانتينوس إيوانو كان قد أثار قضية المناطق الآمنة في سوريا خلال اجتماع غير رسمي لأعضاء الاتحاد الأوروبي عقد في إسبانيا في تموز/يوليو.
واعتبر الوزير القبرصي أن بلاده من بين الدول الأكثر تأثراً بالهجرة بسبب قربها من المنطقة، مؤكداً على ضرورة دراسة ما إذا كان الوضع في سوريا مناسباً بما فيه الكفاية لإعادة طالبي اللجوء.
وبذلك تكون قبرص قد تبنت رسمياً رواية "سوريا آمنة"، لتنضم بذلك إلى بعض دول الجوار السوري التي تسعى إلى حل ملف اللجوء على أراضيها بحجة "تضررها" من الوجود السوري، كما هو الحال في لبنان.
واللافت في بيان الداخلية القبرصية توقيته، الذي يأتي بعد يومين من اللقاء الذي جمع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب ووزير خارجية قبرص كوستانتينوس كومبوس، في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأم المتحدة، والذي بُحث فيه التعاون في مسألة النزوح، وضرورة إيجاد حلول مستدامة للنازحين في بلدهم الأم (سوريا).
ولم يستبعد المحلل السياسي المطلع على السياسات الأوروبية أسامة بشير أن يكون التحرك القبرصي بدفع من دول الجوار السوري التي تعاني من إشكاليات بسبب اللجوء السوري، أي تركيا ولبنان والأردن.
ويقول ل"المدن" أن تلك الدول تريد استغلال مكانة قبرص العضو في "الاتحاد الأوروبي" لشرعنة عمليات إعادة اللاجئين السوريين "القسرية".
كذلك، يبدو أن دول الجوار السوري قد وجدت في أعمال العنف التي سجلتها بعض مدن قبرص الرئيسية في آب/أغسطس ضد اللاجئين السوريين، فرصة لدفع قبرص إلى محاولة اختراق الموقف الأوروبي.
لكن ماذا عن حظوظ الطلب القبرصي من الاتحاد الأوروبي؟ يرد بشير: "لن يوافق الاتحاد الأوربي على هذا الطلب، فلا تزال المناطق السورية غير آمنة، ولا تتوفر بها سبل العيش"، مؤكداً أن "أوروبا لا تنظر فقط للموضوع الأمني، لكنها تنظر إلى الموضوع الإنساني".
وتقود كل المؤشرات إلى أن تحركات دول الجوار تنطلق من عدم وجود رغبة دولية بالتعامل مع ملف اللاجئين السوريين، وسط اقتناع أممي بأن سوريا لا تزال غير آمنة لعوة اللاجئين، حيث أكد باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بشأن سوريا، قبل أيام أن "سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين، وأن الحرب في سوريا لم تنته".
من جهته، يلفت الكاتب السياسي الدكتور باسل المعراوي إلى عدم تجاوب النظام السوري مع توجه دول الجوار في ملف اللاجئين، ويقول ل"المدن": إن "النظام يربط إعادة اللاجئين بالحصول على الدعم المالي، مدعياً أن عودة اللاجئين تتطلب توفير البنى التحتية وغيرها من الشروط".
ويضيف المعراوي أن طلب قبرص من الاتحاد الأوروبي لا يخرج عن محاولات بعض الدول فتح هذا الملف، مشيراً إلى مواقف بعض الدول الأوروبية القريبة من النظام السوري، مثل اليونان وهنغاريا، وقال: "تعاني البلدان المستضيفة للاجئين من ارتفاع شعبية الأحزاب المتطرفة ومن مشاكل اقتصادية، وبالتالي يتم الترويج لعودة اللاجئين على أنها من بين الحلول".
يذكر أن وكالة الاتحاد الأوروبي لشؤون اللجوء تصنف محافظة طرطوس السورية بأنها من المناطق التي لا يوجد فيها خطر حقيقي على المدنيين من العنف العشوائي، أما محافظات اللاذقية ودمشق وحمص والقنيطرة فهي تعتبر من المناطق التي تسجل بعض العنف العشوائي لكن ليس بمستويات عالية.
------
المدن
وذكرت تقارير إخبارية أن وزير داخلية قبرص كونستانتينوس إيوانو كان قد أثار قضية المناطق الآمنة في سوريا خلال اجتماع غير رسمي لأعضاء الاتحاد الأوروبي عقد في إسبانيا في تموز/يوليو.
واعتبر الوزير القبرصي أن بلاده من بين الدول الأكثر تأثراً بالهجرة بسبب قربها من المنطقة، مؤكداً على ضرورة دراسة ما إذا كان الوضع في سوريا مناسباً بما فيه الكفاية لإعادة طالبي اللجوء.
وبذلك تكون قبرص قد تبنت رسمياً رواية "سوريا آمنة"، لتنضم بذلك إلى بعض دول الجوار السوري التي تسعى إلى حل ملف اللجوء على أراضيها بحجة "تضررها" من الوجود السوري، كما هو الحال في لبنان.
واللافت في بيان الداخلية القبرصية توقيته، الذي يأتي بعد يومين من اللقاء الذي جمع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب ووزير خارجية قبرص كوستانتينوس كومبوس، في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأم المتحدة، والذي بُحث فيه التعاون في مسألة النزوح، وضرورة إيجاد حلول مستدامة للنازحين في بلدهم الأم (سوريا).
ولم يستبعد المحلل السياسي المطلع على السياسات الأوروبية أسامة بشير أن يكون التحرك القبرصي بدفع من دول الجوار السوري التي تعاني من إشكاليات بسبب اللجوء السوري، أي تركيا ولبنان والأردن.
ويقول ل"المدن" أن تلك الدول تريد استغلال مكانة قبرص العضو في "الاتحاد الأوروبي" لشرعنة عمليات إعادة اللاجئين السوريين "القسرية".
كذلك، يبدو أن دول الجوار السوري قد وجدت في أعمال العنف التي سجلتها بعض مدن قبرص الرئيسية في آب/أغسطس ضد اللاجئين السوريين، فرصة لدفع قبرص إلى محاولة اختراق الموقف الأوروبي.
لكن ماذا عن حظوظ الطلب القبرصي من الاتحاد الأوروبي؟ يرد بشير: "لن يوافق الاتحاد الأوربي على هذا الطلب، فلا تزال المناطق السورية غير آمنة، ولا تتوفر بها سبل العيش"، مؤكداً أن "أوروبا لا تنظر فقط للموضوع الأمني، لكنها تنظر إلى الموضوع الإنساني".
وتقود كل المؤشرات إلى أن تحركات دول الجوار تنطلق من عدم وجود رغبة دولية بالتعامل مع ملف اللاجئين السوريين، وسط اقتناع أممي بأن سوريا لا تزال غير آمنة لعوة اللاجئين، حيث أكد باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بشأن سوريا، قبل أيام أن "سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين، وأن الحرب في سوريا لم تنته".
من جهته، يلفت الكاتب السياسي الدكتور باسل المعراوي إلى عدم تجاوب النظام السوري مع توجه دول الجوار في ملف اللاجئين، ويقول ل"المدن": إن "النظام يربط إعادة اللاجئين بالحصول على الدعم المالي، مدعياً أن عودة اللاجئين تتطلب توفير البنى التحتية وغيرها من الشروط".
ويضيف المعراوي أن طلب قبرص من الاتحاد الأوروبي لا يخرج عن محاولات بعض الدول فتح هذا الملف، مشيراً إلى مواقف بعض الدول الأوروبية القريبة من النظام السوري، مثل اليونان وهنغاريا، وقال: "تعاني البلدان المستضيفة للاجئين من ارتفاع شعبية الأحزاب المتطرفة ومن مشاكل اقتصادية، وبالتالي يتم الترويج لعودة اللاجئين على أنها من بين الحلول".
يذكر أن وكالة الاتحاد الأوروبي لشؤون اللجوء تصنف محافظة طرطوس السورية بأنها من المناطق التي لا يوجد فيها خطر حقيقي على المدنيين من العنف العشوائي، أما محافظات اللاذقية ودمشق وحمص والقنيطرة فهي تعتبر من المناطق التي تسجل بعض العنف العشوائي لكن ليس بمستويات عالية.
------
المدن