ويظهر أن الاصطلاح قد شاع عالميا أيضا، وحتى بين غير المسلمين أو الناطقين بلغة الضاد. فقد أصدرت مؤخرا دار نشر «بلغريف مكملان» الأميركية كتابا بعنوان «Civilian Jihad» (الجهاد المدني) ضمن سلسلتها «Civil Resistance» (سلسلة المقاومة المدنية). شارك في الكتاب فريق من كبار المفكرين والأكاديميين والمجاهدين العرب والمسلمين الآخرين. كنت واحدا بينهم، ساهمت بفصل بعنوان «الفكاهة والمقاومة في العالم العربي والشرق الأوسط الكبير».
فمما يغيب عن انتباه قراء هذه الزاوية هو أنني لا أقصد من ورائها، ومما تتضمنه من فكاهة، مجرد دغدغة مشاعر القراء وتمتيعهم وتسليتهم. إنني كاتب ملتزم وصاحب رسالة، وفي جل ما أكتبه من فكاهات، روايات، مسرحيات، قصص قصيرة أو مقالات، هناك فكرة أستهدف النظر إليها ومعالجتها. وهذا كله جزء من إيماني برسالة الجهاد المدني. النكتة سلاح من أسلحة الجهاد المدني. فلنستذكر ما قاله كامل الشناوي في هذا الصدد: «كانت النكتة السلاح السري الهدام الذي استخدمه المصريون ضد الغزاة وقوى الاحتلال، كانت المخرب الذي خرق واقتحم حصون الطغاة، فأقلق راحتهم وملأ قلوبهم رعبا».
بيد أن غرض النكتة ليس في الدرجة الأولى إقلاق راحة الطغاة. إنها أوسع من ذلك بكثير. إنها نوع من الإنترنت تنقل الأفكار بين المواطنين فتتداول بينهم بصورة سلمية شفاهية، وفي كثير من الأحيان في منأى من يد المخابرات. وهي تعطي استبيانا مجانيا وعمليا عن موقفهم وأفكارهم. وبعين الوقت تشد من عزيمتهم وشعورهم بالانتماء لمجموع الشعب وما يريده الشعب. إنها تمزق روح اليأس والوحدة التي يحاول الطغاة إحاطة قلب المواطن بها. وهي بعين الوقت تخفف عن المواطن محنته وأوجاعه وتمكنه من الاستمرار والصمود.
النكتة والفكاهة والسخرية من أدوات الجهاد المدني. والجهاد المدني هو ترسانة المقاومة والتحدي السلمي بعيدا عن السلاح والإرهاب وسفك الدماء وهدم المنشآت وتبديد ثروات الوطن. يشك البعض في جدواه، فيتحمسون لأخبار الانفجارات والرصاص والقتل، ولكن التجارب أثبتت أن الجهاد غير المسلح يعطي على المدى البعيد نتائج أنجع وأعمق وأقل تكلفة وأسلم لحياة المجتمع وبناء مستقبله وضمان استقراره بشكل صحي سليم غير مشوه ولا مشحون بمشاعر الثأر والحقد وكره الآخرين. وكله موضوع سأعود إليه.
فمما يغيب عن انتباه قراء هذه الزاوية هو أنني لا أقصد من ورائها، ومما تتضمنه من فكاهة، مجرد دغدغة مشاعر القراء وتمتيعهم وتسليتهم. إنني كاتب ملتزم وصاحب رسالة، وفي جل ما أكتبه من فكاهات، روايات، مسرحيات، قصص قصيرة أو مقالات، هناك فكرة أستهدف النظر إليها ومعالجتها. وهذا كله جزء من إيماني برسالة الجهاد المدني. النكتة سلاح من أسلحة الجهاد المدني. فلنستذكر ما قاله كامل الشناوي في هذا الصدد: «كانت النكتة السلاح السري الهدام الذي استخدمه المصريون ضد الغزاة وقوى الاحتلال، كانت المخرب الذي خرق واقتحم حصون الطغاة، فأقلق راحتهم وملأ قلوبهم رعبا».
بيد أن غرض النكتة ليس في الدرجة الأولى إقلاق راحة الطغاة. إنها أوسع من ذلك بكثير. إنها نوع من الإنترنت تنقل الأفكار بين المواطنين فتتداول بينهم بصورة سلمية شفاهية، وفي كثير من الأحيان في منأى من يد المخابرات. وهي تعطي استبيانا مجانيا وعمليا عن موقفهم وأفكارهم. وبعين الوقت تشد من عزيمتهم وشعورهم بالانتماء لمجموع الشعب وما يريده الشعب. إنها تمزق روح اليأس والوحدة التي يحاول الطغاة إحاطة قلب المواطن بها. وهي بعين الوقت تخفف عن المواطن محنته وأوجاعه وتمكنه من الاستمرار والصمود.
النكتة والفكاهة والسخرية من أدوات الجهاد المدني. والجهاد المدني هو ترسانة المقاومة والتحدي السلمي بعيدا عن السلاح والإرهاب وسفك الدماء وهدم المنشآت وتبديد ثروات الوطن. يشك البعض في جدواه، فيتحمسون لأخبار الانفجارات والرصاص والقتل، ولكن التجارب أثبتت أن الجهاد غير المسلح يعطي على المدى البعيد نتائج أنجع وأعمق وأقل تكلفة وأسلم لحياة المجتمع وبناء مستقبله وضمان استقراره بشكل صحي سليم غير مشوه ولا مشحون بمشاعر الثأر والحقد وكره الآخرين. وكله موضوع سأعود إليه.