نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عامٌ من الألم

19/09/2024 - الياس خوري

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي

(عن الحرب بصفتها "الأهلية" ولكن!)

07/09/2024 - سميرة المسالمة *


عندما يمجد الأميركان ستالين







على مدى سبعين عاما مضت، والعالم كله يعرف ولا يشك في أن هتلر هو الذي أشعل الحرب العالمية الثانية، ويعلم أن الاتحاد السوفييتي تحالف مع الحلفاء في الحرب ضد محور هتلر، وقد سجلت هذا كتب التاريخ والمدارس والجامعات في كل بلدان العالم، بما فيها بلدان المحور النازي. ومع هذا نلاحظ الآن ظهور نزعات جديدة تحاول تزوير التاريخ وقلب الحقائق، فقط بهدف تشويه سمعة روسيا، وخاصة من دول المعسكر الاشتراكي السابق أمثال بولندا وغيرها.


ويحاول هؤلاء طرح أكاذيب تقول إن الاتحاد السوفييتي اتفق مع النازي هتلر على ضرب أوروبا، ويتحجج هؤلاء باتفاق عدم الاعتداء الذي وقعه الاتحاد السوفييتي مع ألمانيا النازية عام 1939 والمسمى باتفاق «مولوتوف ـ ريبنتروب»، نسبة إلى وزيري الخارجية السوفييتي والألماني، ويقولون إن ستالين في هذا الاتفاق تعهد لهتلر بعدم الاعتداء على ألمانيا وتركها تفعل ما تشاء في أوروبا، وقد انتشرت هذه ألأكاذيب مؤخرا في الأيام الماضية مع الاحتفال بالذكرى السبعين لاندلاع الحرب العالمية الثانية.

وكتب «سيمس ميلين» نائب رئيس تحرير صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالا في سبتمبر الماضي تحت عنوان «إعادة كتابة تاريخ الجحيم الأوروبي»، يساوي فيه بين الشيوعية والنازية.
واتهم ميلين ستالين بأنه أعطى الضوء الأخضر لهتلر في محارق الهولوكوست ضد اليهود، كما كتبت مجلة «إيكونومست» أن ستالين خطط لهتلر كيف يدمر أوروبا.

الغريب أن هذه الظاهرة المعادية لروسيا في أوروبا، تأتي في التوقيت الذي قررت فيه الولايات المتحدة ولأول مرة «تمجيد ستالين»، حيث أصبح الآن بمقدور الشعب الأميركي وكل شعوب العالم مشاهدة فيلم أميركي يكيل آيات المديح للاتحاد السوفييتي وزعيمه جوزيف ستالين، حيث قررت هوليود الإفراج عن هذا الفيلم مؤخرا كوثيقة تاريخية من وثائق أرشيف هوليوود، وتم تصوير الفيلم الذي عرض بعنوان «مهمة في موسكو» في عام 1942 بطلب من الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت.

وسرعان ما سحبت نسخ الفيلم من التداول ووضع على الرف، وظل حبيس الأدراج حتى الآن. وأعلن أخيرا عن صدور قرص الدي في دي الذي يتضمن فيلم «مهمة في موسكو»، ليطرح في الأسواق كأول فيلم سينمائي غربي يعترف بدور الاتحاد السوفييتي وزعيمه ستالين في دحر النازية.

وكان الهدف من إنتاج هذا الفيلم عام 1942 دعم معنويات الأميركيين وهم يواجهون خطرا جسيما تشكله ألمانيا بقيادة هتلر، من خلال إبراز مآثر أهم حلفائهم ـ الاتحاد السوفييتي ـ الذي انبرى لمواجهة هذا الخطر، وقدم حياة الكثير من أبنائه فداء من أجل درء الخطر المميت. وذكر الفيلم أن ستالين أدرك أن ألمانيا النازية تمثل تهديدا للعالم، قبل أن يدرك زعماء الغرب هذا.

ولم يسكت الفيلم على ما شهده الاتحاد السوفييتي من حملات تأديبية أدت إلى اغتيال الكثير من «أعداء الشعب»، ولكنه عزا أسباب هذه الحملات على وجه التحديد إلى «مؤامرة المخابرات الألمانية».
وفسر الفيلم اتفاقية عدم الاعتداء التي وقعها الاتحاد السوفييتي وألمانيا في أغسطس 1939، بأنها محاولة لتأخير اعتداء ألمانيا المرتقب على الاتحاد السوفييتي وحلفائه، حتى يتمكن ستالين من إعداد جيشه للهجوم على النازي.

وقدم مناوئون لروسيا في الولايات المتحدة الأميركية هذا الفيلم في حقبة الحرب الباردة، في قالب الشهادة التي دلت على توغل «العدوى الشيوعية» في هوليوود. واضطر مؤسسو شركة وارنر برازر الأميركية التي أنتجت الفيلم، إلى إعلان أسفهم لتصوير فيلم «مهمة في موسكو»، لكنهم لم يعدموا الفيلم، بل احتفظوا به في أرشيفهم.

وربما من الصدف الغريبة أن يأتي الآن بالتحديد قرار هوليوود بالإفراج عن أفلامها القديمة التي كانت قد منعت من العرض لأسباب مختلفة، في الوقت الذي يسعى فيه بعض الجهات في أوروبا لتشويه سمعة روسيا، عن طريق قلب الحقائق وتزوير تاريخ الحرب العالمية الثانية.
--------------
البيان- دبي

ليونيد ألكسندروفتش
الخميس 5 نونبر 2009