لا يعني طلب موسكو من حليفها السوري التوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة في ضرب الأماكن السكنية سوى نافذة للولوج إلى موقف آخر يفتح إلى ساحة أوسع تتحرر من خلالها روسيا من قيود أزمة تكاد تعزلها عن العالم، ذلك أن موسكو بطلبها هذا تعترف بما رفضته دائماً وهو مسؤولية النظام عن قصف المناطق السكنية.
لا شك في أن موسكو، ومهما قيل عن قِصَر نظرها في الأزمة السورية، تراقب الموقف بطريقة ما وتعرف بعض الخفايا من خلال علاقتها بالنظام وأركانه، كما أنها تعرف قدرة النظام على البقاء والصمود، وكل الحيثيات المحيطة بالمشهد السوري والتفاصيل التي تشكله.
ومما لا شك فيه أن معركة دمشق منحت اللاعب الروسي زاوية نظر أوسع استطاع من خلالها تقدير الموقف بطريقة أكثر واقعية، فالروس الذين لم يروا في أحداث حلب أو حمص خطورة كبيرة على النظام، لا بد أنهم شعروا بشيء مختلف أمام الوضع الذي ينهار بشكل ممنهج ومدروس في دمشق، وبالتالي فإن جميع رهاناتهم على بقاء النظام بدأت تتهاوى.
لقد حمل شهر تشرين الثاني (نوفمبر) تغيرات خطيرة ودراماتيكية على مسرح الحدث السوري لم تكن متوقعة لأغلب المتابعين، فقد قام الجيش الحر بتفعيل إستراتيجية جديدة تقوم على تنظيف الدائرة المحيطة بدمشق وقضمها رويداً رويداً، وهي قد تكون الدائرة الأكثر كثافة عسكرياً على مستوى العالم كله، عبر تحصينها بمختلف أنواع القوات والأسلحة، وذلك في طريق الوصول إلى القصر الجمهوري، الذي لم يعد يفصل بينه وبين الثوار في مناطق عديدة، مثل داريا وكفرسوسة، سوى مئات الأمتار.
وتشير تسريبات مصدرها الجيش الحر، أنه يجري الإعداد للاقتحام بطريقة أكثر انضباطاً من أجل تجهيز البنية العسكرية الكاملة، وتأمين طرق الإمداد والعبور وإغلاق الدائرة المحيطة بالقصر تماما لتحويلها في ساعة الصفر إلى دائرة نار لا يمكن الخروج منها، وإلى ذلك الحين يجري إنهاك النظام عبر إشغاله في مناطق ومساحات واسعة في مختلف أرجاء العاصمة.
الأمر المهم في هذا المتغير، أن هذه الإستراتيجية أفرزت متغيراً عسكرياً مهماً، تمثل في تحييد أغلب أسلحة النظام التي كان يتفوق فيها على الثوار، وذلك عبر الاشتباك القريب المدى مع قوات النظام والسيطرة على بعض أسلحته الفعالة، وخاصة الدفاعات الجوية، فقد تم إبطال مفاعيل الدبابات والطائرات، وبات تركيز النظام على راجمات الصواريخ التي يستخدمها بكثافة ومن أعالي جبال قاسيون.
ولا شك في أن رجال النظام العسكريين قرأوا هذا الأمر جيداً وباتوا يعرفون أن المعارضة قد دفعتهم إلى نمط من الحرب لا يستطيعون الانتصار فيها، كما لا يستطيعون التحكم بتداعياتها وبالتالي، ونظراً لمعرفة المعارضة بطبيعة النزوع الانتحاري لدى النظام، فقد باتت تدرك أن النظام قد يلجأ إلى أسلحته الأكثر فتكاً في محاولة للنجاة من المصير المحتوم.
هل وصل هذا الحدس إلى دوائر القرار في موسكو، وبالتالي تستبق هذه الدوائر اللحظة الصعبة وتسجل هذا الموقف قبل أن تتطور الأحداث ولا تستطيع عندها موسكو التملص؟ أم أن روسيا باتت تدرك أنها راهنت على جواد خاسر ولم يبقَ أمامها وقت طويل تضيعه في دعم نظام لم يعد بإمكانها دعمه بأكثر مما فعلت؟
لا شك في أن موسكو، ومهما قيل عن قِصَر نظرها في الأزمة السورية، تراقب الموقف بطريقة ما وتعرف بعض الخفايا من خلال علاقتها بالنظام وأركانه، كما أنها تعرف قدرة النظام على البقاء والصمود، وكل الحيثيات المحيطة بالمشهد السوري والتفاصيل التي تشكله.
ومما لا شك فيه أن معركة دمشق منحت اللاعب الروسي زاوية نظر أوسع استطاع من خلالها تقدير الموقف بطريقة أكثر واقعية، فالروس الذين لم يروا في أحداث حلب أو حمص خطورة كبيرة على النظام، لا بد أنهم شعروا بشيء مختلف أمام الوضع الذي ينهار بشكل ممنهج ومدروس في دمشق، وبالتالي فإن جميع رهاناتهم على بقاء النظام بدأت تتهاوى.
لقد حمل شهر تشرين الثاني (نوفمبر) تغيرات خطيرة ودراماتيكية على مسرح الحدث السوري لم تكن متوقعة لأغلب المتابعين، فقد قام الجيش الحر بتفعيل إستراتيجية جديدة تقوم على تنظيف الدائرة المحيطة بدمشق وقضمها رويداً رويداً، وهي قد تكون الدائرة الأكثر كثافة عسكرياً على مستوى العالم كله، عبر تحصينها بمختلف أنواع القوات والأسلحة، وذلك في طريق الوصول إلى القصر الجمهوري، الذي لم يعد يفصل بينه وبين الثوار في مناطق عديدة، مثل داريا وكفرسوسة، سوى مئات الأمتار.
وتشير تسريبات مصدرها الجيش الحر، أنه يجري الإعداد للاقتحام بطريقة أكثر انضباطاً من أجل تجهيز البنية العسكرية الكاملة، وتأمين طرق الإمداد والعبور وإغلاق الدائرة المحيطة بالقصر تماما لتحويلها في ساعة الصفر إلى دائرة نار لا يمكن الخروج منها، وإلى ذلك الحين يجري إنهاك النظام عبر إشغاله في مناطق ومساحات واسعة في مختلف أرجاء العاصمة.
الأمر المهم في هذا المتغير، أن هذه الإستراتيجية أفرزت متغيراً عسكرياً مهماً، تمثل في تحييد أغلب أسلحة النظام التي كان يتفوق فيها على الثوار، وذلك عبر الاشتباك القريب المدى مع قوات النظام والسيطرة على بعض أسلحته الفعالة، وخاصة الدفاعات الجوية، فقد تم إبطال مفاعيل الدبابات والطائرات، وبات تركيز النظام على راجمات الصواريخ التي يستخدمها بكثافة ومن أعالي جبال قاسيون.
ولا شك في أن رجال النظام العسكريين قرأوا هذا الأمر جيداً وباتوا يعرفون أن المعارضة قد دفعتهم إلى نمط من الحرب لا يستطيعون الانتصار فيها، كما لا يستطيعون التحكم بتداعياتها وبالتالي، ونظراً لمعرفة المعارضة بطبيعة النزوع الانتحاري لدى النظام، فقد باتت تدرك أن النظام قد يلجأ إلى أسلحته الأكثر فتكاً في محاولة للنجاة من المصير المحتوم.
هل وصل هذا الحدس إلى دوائر القرار في موسكو، وبالتالي تستبق هذه الدوائر اللحظة الصعبة وتسجل هذا الموقف قبل أن تتطور الأحداث ولا تستطيع عندها موسكو التملص؟ أم أن روسيا باتت تدرك أنها راهنت على جواد خاسر ولم يبقَ أمامها وقت طويل تضيعه في دعم نظام لم يعد بإمكانها دعمه بأكثر مما فعلت؟