نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عامٌ من الألم

19/09/2024 - الياس خوري

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي

(عن الحرب بصفتها "الأهلية" ولكن!)

07/09/2024 - سميرة المسالمة *


عبقرية جاكسون! اسئلة بلا إجابات




في مشهد مفاجئ مثَّل صدمة لكل عشاقه ومحبيه، أعلن في الخامس والعشرين من يونيو المنصرم وفاة ملك موسيقى البوب - ليس فقط في الولايات المتحدة وإنما أيضًا فى العالم - المطرب المشهور مايكل جاكسون. وقد كان خبر الوفاة بمثابة صاعقة نزلت على رءوس كثيرين من أهله وعشاقه ومحبيه حول العالم، حيث ما يزال جاكسون صغيرًا في السن فلم يتجاوز عمره الثانية والخمسين، حيث ولد فى عام 1958. وقد كانت هذه الوفاة محل تركيز وسائل الإعلام الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين، التي اهتمت بمتابعة ملابسات الوفاة وتأثيرها، وما يمكن أن تثيره من مشاكل بالنسبة لعائلته، فضلاً عن متابعة مراسم تشييعه إلى مثواه الأخير.


من جانبه تناول راديو NPR تقريرًا عن مشهد الختام وإلقاء نظرة الوداع على مايكل جاكسون من جانب عشاقه ومحبيه وأهله، قبل أن يتم تشييعه إلى القبر، حيث لفت التقرير – الذي أعدته دوبراه تيدفورد Deborah Tedford – الانتباه إلى أن الملايين من عشاق الموسيقى تجمعوا يوم الثلاثاء - السابع من يوليو الجاري - لإلقاء نظرة الوداع على ملك البوب في مركز ستابلز Staples Center في مدينة لوس أنجلوس.
وأشار التقرير إلى أن حوالي عشرين ألف شخص حضروا الجنازة في مركز ستابلز Staples Center، حيث تم توزيع ما يقرب من سبع عشرة ألف وخمسمائة تذكرة مجانية، تم اختيارهم من بين أكثر من مليون وستمائة ألف شخص كان يرغبون فى حضور الجنازة، بينما شاهد الجنازة من مركز الألعاب فى المدينة حوالي أحد عشر ألف شخص تقريبًا، وقام حوالي ستة الآف وخمسمائة شخص آخرين بمتابعة الجنازة من خلال شاشات فيديو عملاقة فى مسرح نوكيا Nokia Theatre فى قلب لوس أنجلوس.
ولم تقتصر متابعة الجنازة على مسقط رأس ملك البوب بل إن هناك أكثر من خمسين مسرحًا فى جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية قامت ببث مراسم الجنازة مباشرة، ففي ولاية نيويورك تجمع الآلاف من المشاهدين أمام أدام كليتون باول Adam Clayton Powell المبنى الرئيس في الولاية من أجل متابعة الجنازة على شاشة فيديو عملاقة تم وضعها خصيصًا من أجل متابعة هذا الحدث. كما أكد التقرير أن كثيرين من محبي مايكل جاكسون حول العالم قد حرصوا على متابعة الجنازة عبر شاشات التلفزيون.
وعن الاستعدادات الأمنية التي قامت بها السلطات فى المدينة، لفت التقرير الانتباه إلى أن شرطة لوس أنجلوس قامت بنشر ما يقرب من ثلاثة الآف ومائتي عنصر شرطة، كما تم إغلاق المجال الجوي للمنطقة التي شهدت أعدادًا غفيرة من الجماهير، التي تجمعت لمتابعة مراسم التشييع سواء فى مركز ستابلز Staples Center أو فى مسرح نوكيا أو في مركز الألعاب الرياضية، حيث كانت هناك مخاوف من أن يقوم بعض الأشخاص باستخدام طائرات هليكوبتر لمتابعة الحدث دون وجود تنظيم لمسار هذه الطائرات، مما كان سيؤدي إلى احتمال وقوع مخاطر كثيرة.

عبقرية جاكسون

أما صحيفة الواشنطن بوست فقد أكدت أن مراسم الجنازة التي أقيمت من أجل تشييع جثمان ملك البوب مايكل جاكسون لم تكن لتشييع الشخص ذاته، ولكنها كانت من أجل تشييع وإلقاء نظرة الوداع على العبقرية والموهبة والقيمة الكبيرة التي يمثلها جاكسون لكثيرين حول العالم. فالشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يختلف عليه اثنان بالنسبة لمايكل جاكسون، هو أن إسهاماته الفنية أحدثت ثورة كبيرة في عالم الغناء عامة وموسيقى البوب، وأحدثت تغييرًا جذريًّا سوف يستمر لفترة طويلة.
أسئلة تبحث عن إجابات بعد موت جاكسون
وعلى شبكة CBS أعد بيل ويتكر Bill Whitaker تقريرًا أكد فيه أن حياة ملك البوب الأمريكي كانت مليئة بكثيرٍ من النجاحات وكثيرٍ من الفضائح الشخصية، وشدد على أنه حتى بعد وفاته ما يزال جاكسون وحياته الشخصية محاطة بكثيرٍ من الأسرار وعديدٍ من الأسئلة لم تجد إجابة عليها، فضلاً عن أن وفاته ذاتها قد أثارت كثيرًا من الأسئلة وعلامات الاستفهام.
أول هذه الأسئلة لماذا لم يتحدث الطبيب المعالج لجاكسون إلى عائلته أو حتى إلى المحققين عن ملابسات وفاته. وأشار التقرير إلى أن الوحيد الذي لديه إجابة عن هذا السؤال هو الطبيب الخاص لمايكل جاكسون دكتور كونراد موري Conrad Murray، والذي كان معه حينما تعرض للأزمة التي كانت سببًا في وفاته ولكنه اختفى بعد حدوث الوفاة مباشرة، إلا أنه ظهر مؤخرًا ليجيب عن كثيرٍ من الأسئلة التي شغلت الرأي العام الأمريكي منذ حدوث الوفاة. وبدأ المحققون فى التحقق من الأدوية التي كان يتناولها جاكسون، والتي يعتقد البعض أنها قد لعبت دورًا هامًّا فى وفاته.

وكانت فرق التحقيق قد بدأت فى محاولات كشف غموض هذه الوفاة المفاجئة، وذلك من خلال الحديث مع الأطباء المعالجين له، حيث تم الاستفسار عن العلاج الذي كان يتناوله جاكسون قبل وفاته، ومدى ملائمته لحالته الصحية. وفي إطار هذه الجهود يحاول المحققون تتبع أثر سيارة يشتبه في أنها تحتوي على أنواع من الأدوية التي تناولها جاكسون قبل وفاته مباشرة، أو أي أدلة أخرى قد تساعد في كشف غموض هذه الوفاة. حيث يقول بعض شهود العيان إن هذه السيارة ربما تكون مِلكًا لأحد الأطباء المعالجين لمايكل جاكسون.
ومن المرجح أن التحقيقات التي بدأت عقب الوفاة سوف تستغرق بعض الوقت حتى تظهر نتائج تشريح الجثة، والتي من المتوقع أن تستغرق أسابيع أو أكثر من ذلك، لأن هناك كثيرًا من الاختبارات الصعبة والمعقدة التي يجب القيام بها - من جانب الأطباء المختصين - قبل الوصول إلى النتائج النهائية لتشريح الجثة.
أما السؤال الثاني الذي لا توجد له إجابة حتى الآن هو مصير أولاده الثلاثة الصغار. ويشير التقرير إلى أن الطفلين الذين أنجبهم من زوجته السابقة المغنية ديبي رو Debbie Rowe طلبت من المحكمة أن تتولى هي رعايتهم. وفي السياق ذاته أكد التقرير أيضًا أن شريك جاكسون في العمل المالنيك Al Malnik كان قد طلب منه أن يقوم هو بالاعتناء بطفله الأصغر.
وفي وقت سابق خلال الأسبوع الماضي كان القاضي ميتشل بيكلوف Mitchell Beckloff قد أصدر قرارًا بأن تتولى والدة جاكسون كاثرين جاكسون Katherine Jackson مسئولية رعاية أبنائه الصغار فى هذه الفترة الانتقالية حتى يتم حسم كل الأمور المتعلقة بمرحلة ما بعد الوفاة. وجدير بالذكر أن لمايكل ثلاثة أبناء هم برنس مايكل جى أر Prince Michael Jr ويبلغ من العمر اثني عشر عامًا، وباريس مايكل كاثرين Paris-Michael Katherine وتبلغ من العمر أحد عشر عامًا، وبرنس مايكل الثاني Prince Michael II ويبلغ من العمر سبعة أعوام.

لمن ستذهب تركة جاكسون ؟

أما السؤال الثالث فيدور حول الكيفية التي ستدار بها تركة جاكسون بعد وفاته وكيف سيتم توزيعها؟ وعلى هذا الصعيد أعد كامبل براون Campbell Brown مراسل شبكة CNN تقريرًا مع جون برانكا John Branca المسئول عن تنفيذ وصية جاكسون. حيث أكد برانكا Branca في هذا اللقاء أن عائلة جاكسون ليس لديها شيئًا لتقلق حياله، فقد حدد جاكسون في وصيته كل شيء وحدد نصيب كل فرد من أفراد عائلته من تركته وممتلكاته، حيث أوصى بأن يذهب 40% من أمواله والأصول التي يمتلكها إلى والدته كاثرينKatherine ، وأوصى أيضًا بأن يكون نصيب أولاده الصغار 40% من التركة، على أن تذهب الأموال والأصول المتبقية والتي تبلغ نسبتها 20% إلى الأعمال الخيرية.

وأشار التقرير أيضًا إلى أن هناك خلافًا حول من تكون له الولاية على تركة جاكسون بعد وفاته، ومن سيكون له حق إدارة هذه التركة، خاصة في ظل رغبة والدة جاكسون فى أن تقوم هي بهذه المهمة. وعلى هذا الصعيد أكد التقرير أن المحكمة سوف تعقد جلسة استماع فى الثالث من أغسطس القادم لتحديد من سيكون المسئول عن هذه الإدارة. ولكن في هذه الفترة الانتقالية التي أعقبت موته، ليس أمام المحكمة إلا أن تتقيد برغبة جاكسون التي وردت في وصيته التفصيلية، والتي حدد فيها من سيقومون على تنفيذ الوصية، وهما - كما يقول التقرير- جون برانكا John Branca وجون ماكلان John McClain وهما من المقربين له، حيث يعتبران بمثابة مستشاريه.

وعن إمكانية أن يتصاعد هذا الأمر ليصبح خلافًا كبيرًا بين عائلة جاكسون على ملايين الدولارات التي تركها ملك البوب، أشار التقرير إلى أن محامي عائلة جاكسون لونديل ماك ميلان Londell McMilan أكد أنه لا أحد من أفراد العائلة يرغب في أن يتصاعد الأمر إلى هذا الحد، مما سيجعل منه مادة خصبة تتناولها وسائل الإعلام، لأن خلافًا من هذا النوع بين أفراد هذه العائلة الشهيرة سوف يثير شهية وسائل الإعلام المختلفة ويحفزها على تسليط الأضواء على هذه المشاكل والخلافات.
ومن ناحية أخرى أكد التقرير أن جاكسون قبل وفاته أوكل مهمة رعاية أطفاله الصغار وأمواله إلى أناس جيدين يمكن الوثوق بهم، وهؤلاء الأشخاص هم أنفسهم من أوكل إليهم جاكسون مهمة تنفيذ وصيته جون برانكا John Branca وجون ماكلان John McClain، هؤلاء كانوا يعتبرون بمثابة مستشاريه، وهم بدورهم سوف يجتمعون خلال الأيام القادمة، من أجل تحديد الأموال والأصول التي يمتلكها جاكسون. وسيكون هؤلاء حريصين على أن يوفروا حياة كريمة لأولاده الصغار من خلال توفير الأموال التي تساعدهم على استكمال حياتهم بدون مشاكل. مما يعني أن جاكسون سوف يشعر بسعادة غامرة لأنه ترك أولاده في رعاية أناس أمناء مثل هؤلاء. خاصة وأن والدته كاثرين Katherine لن تكون قادرة على إدارة هذه التركة الضخمة وهذه المهمة الشاقة المتعلقة برعاية أبنائه الثلاثة.




محمد الجوهري - تقرير واشنطن
الخميس 16 يوليوز 2009