يومها كان النظام ومن معه من ميليشيات يحاصرون نحو 49 بلدة بداخلها مليون شخص على الأقل، ولكن ذلك لم يحرك داخل بثينة شعبان أي شعور إنساني، فهي الشديدة الولاء لبشار الأسد كما حافظ من قبله، لا مانع لديها من إبادة الشعب السوري بأكمله خدمة لسيدها.
مواقف المستشارة السياسية والإعلامية لبشار الأسد، والمترجمة الشخصية لحافظ من قبله، بثينة شعبان، لم تكن يوما إلا مدعاة للاستنكار والاستهجان، فيوم ارتكب نظام الأسد مجزرة الكيماوي في 21 أغسطس (آب) 2013 في الغوطة الشرقية لدمشق، وراح ضحية هذه المجزرة أكثر من ألف إنسان بينهم مئات الأطفال، خرجت شعبان بتصريح لقناة «سكاي نيوز» الإنجليزية قالت فيه إن «الحكومة السورية ليست مسؤولة عن اعتداءات 21 أغسطس التي راح ضحيتها 1400 شخص، بحسب التقديرات الأميركية، بل المسؤول عن ذلك المعارضة التي قامت بخطف الأطفال والرجال من قرى اللاذقية وأحضرتهم إلى الغوطة، وقامت بوضعهم في مكان واحد واستخدمت ضدهم الأسلحة الكيماوية»، مشيرة بشكل واضح إلى أن ضحايا المجزرة هم من الطائفة العلوية لانتمائهم إلى قرى اللاذقية العلوية.
أي إن المعارضة خطفت أطفالا ورجالا من منطقة خاضعة للنظام، ونقلتهم لمسافة نحو 400 كلم، وجمعتهم في مكان واحد ثم ضربتهم بالسلاح الكيماوي، دون أن يتمكن النظام من التدخل. تعرف شعبان أن أحدا لن يصدق ما تقوله حتى مؤيدو الأسد أنفسهم، ولكنها لطالما أصرت على وقاحتها بالتعاطي مع كل ما يتعلق بالسوريين وما تعرضوا ويتعرضون له على يد نظام الأسد.
اليوم، واستمرارا لنهجها «الشرير» ضد السوريين، خرجت علينا بثينة شعبان بمقال تتهم فيه المحتجين ضد قرار رفع الدعم عن المواد الأساسية الذي أقرته حكومة النظام بـ«العملاء لإسرائيل»، وحملت شعبان مسؤولية الأوضاع في البلاد إلى «الحرب الاقتصادية» التي تلت الحرب الإرهابية والعسكرية التي قام بها العثماني والأميركي وفقا لشعبان، متجاهلة أن 85 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر بحسب الأمم المتحدة.
ولم تكتف بذلك، بل اتهمت شعبان الغرب بأنه فتح أبوابه للسوريين، السوريون الذين هجرهم بشار الأسد بعدما لم يترك وسيلة لقتلهم وتعذيبهم واقتلاعهم من أرضهم إلا واستخدمها بما في ذلك استجلاب مرتزقة من كل أصقاع الأرض ليشاركوه جريمته ضدهم، وسخرت ممن يغادر سوريا ويقول: أريد أن أضمن مستقبل أولادي، معتبرة أن «هذه البلاد تمكنت من ضمان مستقبل أجدادنا على مدى عشرة آلاف سنة خلت»، نسيت أو تناست شعبان أن أجدادنا ضمنوا مستقبلهم في سوريا لأنها ونظامها لم يكونا في الحكم. ولكن في الحقيقة يبدو أن شعبان لم تكن مؤيدة لقرار تهجير السوريين بل كانت تفضل قتلهم جميعا، فهي «أكثر شرا من بشار».
شعبان وفي معرض اتهاماتها للسوريين بالعمالة لإسرائيل، ذكرت شبكات العملاء الإسرائيلية التي كشفت في لبنان مؤخرا، لتربط بين هذه الشبكات وبين المحتجين على ما آلت إليه الأوضاع المعيشية في سوريا، ولكنها نسيت أن أول من قام بكشف شبكات العملاء كان اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في الأمن الداخلي اللبناني، الذي تمكن من كشف وتوقيف أكثر من 30 شبكة تتعامل مع إسرائيل، فكانت النتيجة أن النظام الذي تنتمي إليه شعبان اغتاله بتفجير إرهابي في بيروت، فالحسن كما كشف شبكات التجسس الإسرائيلية كشف أيضا المخطط الإجرامي الذي كان ينوي القيام به ميشال سماحة بعد تلقيه المتفجرات والتعليمات من علي مملوك مدير مكتب الأمن القومي السوري، وقيل يومها إن شعبان نفسها متورطة في مخطط مملوك- سماحة.
ومن المفارقات الوقحة بمقال شعبان في صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية، تكرارها لمصطلحات العرب والعروبة والأمة العربية المستهدفة والعدو الوجودي للأمة العربية، أي إسرائيل، الذي «يريد تغيير وجه المنطقة عبر الاتفاق الإبراهيمي»، حتى إنها اعتبرت أن كلا من سوريا ولبنان والعراق واليمن مستهدفون من قبل هذا العدو، تناست شعبات أن هذه هي الدول التي استهدفتها إيران ودمرتها بالشراكة مع نظام الأسد وأمثاله.
من الواضح لمن يتابع تصريحات شعبان ومواقفها أنها ليست فقط أكثر شرا من بشار نفسه الذي حرق البلاد، ولكنها أيضا الأكثر وقاحة.
--------
مجلة المجلة