نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


شبان الشعر




البعض يؤاخذ الشعراء الشبان على أنهم أهل سهولة وعلى أنهم يطرقون الشعر من أوسع أبوابه، وعلى أنهم يقايضون الشعر بالسرد بحيث تبدو قصائدهم أقاصيص أو حكايات. البعض يؤاخذهم على أنهم لا يتعبون على لغتهم وعلى أنهم لا يجترحون منها.


بل يقصدون العادي المألوف كأنهم في نظر هؤلاء لا يحترمون سر الشعر وجوهره فهم أوضح ما يكون، وكأنهم يدبجون احتجاجات واعتراضات وكأنهم يحرضون أكثر ما يغنون. السياسة التي نبذتها الحداثة الشعرية وأقامت بينها وبين الشعر حاجزاً تعود في أشعار الشبان بهجوميتها وقساوتها وتهكمها وسخريتها وأهاجيها وشتائمها أحياناً. المباشرة التي دمغت بتأخر ليست الآن من سقف الشعر ولا من رديئه. يكتب الشعراء الشبان احياناً بوضوح ومباشرة ولا يستحون بهما.
يؤاخذ البعض الشبان على أنهم شبان، يؤاخذون جديدهم على أنه جديد. يؤاخذونهم على أن توحيدهم للحداثة لم يعد قائماً وأن نظرتهم في الحداثة لم تعد مسلوكة ولا متبناة. بل يؤاخذونهم على أنهم لم يعتبروا هذه الحداثة، بل أنهم لا يريدونها أصلاً. لا يعنيهم بحال أن يكونوا حديثيين وأن يكونوا حدثاً وأن يخترعوا مذهبا في الشعر وأن تكون لهم فيه بصمة خاصة وأن يصبح الشعر معلماً بأسمائهم. يؤاخذون على شيء لم يخطر للشبان ولم يستفزهم ولم يجدوا فيه قطباً جاذباً ولا مغنطيساً لاقطاً. يؤاخذونهم على أنهم لم يبالوا بكل هذا الكدح الذي سبقهم والذي أفتى فيه الرواد والكتب وسنوات من عمرهم والذين شاؤوا منه أن ينقل فرادتهم وخصوصيتهم، وربما بالغوا في ذلك حتى بات في أحيان كثيرة تحفاً باردة شاخصة فيها من الزينة ومن الجلال أكثر مما فيها من النفس والروح.
الشعراء الشبان شبان. إنهم أبناء مدن؟ أبناء أزقة وشوارع وأبناء حارات وأسواق، وهم يتسكعون ويتنقلون ويقولون أشعارهم بقدر خطواتهم وقدر تنقلاتهم، لا يتملون كثيراً ولا يتحرون ما يرونه وإنما يخطفون نظراً إليهم ويسرقون لعنة منه ويتأملون بعين سريعة ويغذون السير بعده. كأنما كل ذلك يتم بسرعة ويتم بعجلة ويتم من بعيد وربما من خارج. لقد أعاد الشبان الاعتبار للخارج، الاعتبار للوقت، الاعتبار للسرعة، الاعتبار للنظرة الخاطفة للكلمة الخاطفة، للبحة واللعثمة والتأتأة والشتيمة.

عباس بيضون
الاحد 23 يونيو 2013