من منا لم يطعنه الإعلام بسكاكين سياسية، بارعة، مبدعة في صناعة الأحداث والأجداث، وبلا اكتراث لمشاعر أو أخلاق أو دين، حتى الدين لم يسلم، ولم ينعم ولم يغنم من سياط الإعلام غير التحريف والتحريف والتزييف، والتجريف، وأحياناً التخويف والتجديف، والتأليف، والتسويف، فقد كثر المؤلفون والمؤدلجون، والمفتون، ممتطين صهوة الإعلام وسيلة وحيلة لنشر رذيلة أفكار ضائعة في تيه النزوات والغزوات، والزلات والزلزلات، والهفوات والنعرات، والبلبلة والشطحات، والقفزات والهنات، وكلما قالوا لهم لا تصعدوا الموجة، فإنها فجة فظة، غليظة القلب، قالوا سنأوي إلى جبل من الصرعات يعصمنا من الضياع والإعلام، حمالة الحطب في صفحاته وشاشاته حبل من مسد، والقاطرة تمضي بالغث والرث، وأوطان الناس الطيبين، تضيع في حومة الوغى المصنوعة من ألياف الحقد، ونسيج الكراهية لكل ما هو جميل ونبيل وأصيل.. وجلالة الحقيقة تغيب في عتمة المعمعة، ويضيع الناس، كما تضيع الأوطان، وتهدر مقدرات، وتبذر طاقات، والآخرون يتفرجون، يتلخبطون، ويلعقون ريقهم متلذذين ما يفعله الأشقاء، وما تحيكه عقول السذج والبلهاء. وبعد أن ينتهي المولد، سنحيل القضية إلى محكمة المؤامرة، ونقول عن الآخر إنه شيطان رجيم، أثيم، أليم، ثم نبكي على الدم المسكوب.
هكذا هم الغارقون في المأزق، القافزون من فندق وخندق، الذاهبون في النزق، المحترفون صناعة الموت بلا وازع ولا قلق، يدفعهم إعلام مارق يختلط الدم بالمرق، ويحصي أعداد الموتى كما يحصي الصيادون أعداد أسماكهم النافقة، إعلام عندما يهبش بقضية يظل يعلكها ويمضغها ويجترها ويغلق أبواب العالم ولا يعرف غير القضية التي يسيل لها لعابه، وتشبع رغبته في إشاعة التدمير وإراقة الدماء، وسيادة الشعواء، موفراً كل ما لزم من صور ومشاهد دامية تدمي القلب، وتسبي الوجدان، وتضيع البرهان، ولا بيان غير بيان البهتان على الضمير الإنساني، وتخريبه وإفساده.
قصة الدم المراق هذه تصبغ الذاكرة بلون التخثر والتبعثر والتدهور والتهور، والانهيار والاندحار، والانتحار، والسير قدماً باتجاه المجاهيل السوداوية.. وهذا ما تريده شريحة معينة، خاصمت الحقيقة، وجاهرت بعصيان الله وكتبه باستنساخ رسائل مشفرة معفرة بغبار الفتاوى المشؤومة، المسقومة، المذمومة، المسمومة التي لا حياة فيها ولا حياء.
هكذا هم الغارقون في المأزق، القافزون من فندق وخندق، الذاهبون في النزق، المحترفون صناعة الموت بلا وازع ولا قلق، يدفعهم إعلام مارق يختلط الدم بالمرق، ويحصي أعداد الموتى كما يحصي الصيادون أعداد أسماكهم النافقة، إعلام عندما يهبش بقضية يظل يعلكها ويمضغها ويجترها ويغلق أبواب العالم ولا يعرف غير القضية التي يسيل لها لعابه، وتشبع رغبته في إشاعة التدمير وإراقة الدماء، وسيادة الشعواء، موفراً كل ما لزم من صور ومشاهد دامية تدمي القلب، وتسبي الوجدان، وتضيع البرهان، ولا بيان غير بيان البهتان على الضمير الإنساني، وتخريبه وإفساده.
قصة الدم المراق هذه تصبغ الذاكرة بلون التخثر والتبعثر والتدهور والتهور، والانهيار والاندحار، والانتحار، والسير قدماً باتجاه المجاهيل السوداوية.. وهذا ما تريده شريحة معينة، خاصمت الحقيقة، وجاهرت بعصيان الله وكتبه باستنساخ رسائل مشفرة معفرة بغبار الفتاوى المشؤومة، المسقومة، المذمومة، المسمومة التي لا حياة فيها ولا حياء.