نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


حكاية مدرب استثمر صفقة العمر في ايريك كانتونا ليبني عليه مستقبل يونايتد الجديد




نيقوسيا - فادي محمد - عندما وافق هوارد ويلكينسون مدرب ليدز يونايتد سابقا على بيع الفرنسي اريك كانتونا الى مانشستر يونايتد عام 1992 مقابل 5ر1 مليون جنيه استرليني باوند، كان يعتقد ان نجمه الذي كان منبوذا في بلاده آنذاك قدم كل ما لديه لفريقه بعد ان ساهم بالتتويج المحلي لليدز وبالتالي فهو لن يضيف شيئا جديد لفريقه الجديد.


اريك كانتونا
اريك كانتونا
لكنه لم يكن يدري انه قدم بالفعل صفقة العمر لأليكس فيرغوسون مدرب مانشستر الذي وجد في كانتونا ضالته المنشودة ليبني عليه مستقبل يونايتد كلاعب فنان وملهم وصاحب روح عالية يتمناها اي مدرب في لاعبيه.
واثبتت الايام فعلا ان كانتونا كان هو من يبحث عنه فيرغوسون فعاد يونايتد الى منصات التتويج خصوصا في الدوري المحلي بعد غياب 26 عاما ولا شك انه لولا روح المغامرة التي امتلكها فيرغوسون لما وصل ليكون اعظم مدرب في تاريخ الكرة الانكليزية بل أن البعض يراه الاعظم على الاطلاق في الكرة العالمية لأنه لا يوجد احد حقق ما حققه فيرغوسون على مدار اكثر من عقدين من الزمن مع يونايتد بخلاف فترته الرائعة التي امضاها قبل ذلك مع ابردين الاسكوتلندي حيث افرز كل ذلك اكثر من ثلاثين لقبا احرزها طوال تاريخه الممتد الى اشعار آخر.
وروح المغامر هذه هي التي فاجأت كل اوساط الكرة يوم الجمعة الماضي عندما انهى السير اليكس فيرغوسون صفقة انضمام اكبر فلتة انكليزية في آخر 15 سنة وهو الهداف الكبير مايكل اوين التي لا يختلف اثنان على موهبته الكبيرة كهداف ومهاجم من الطراز الاول، الا انه منذ خروجه من فريقه الذي قدمه للعالم وهم المنافس الاشد ليونايتد ليفربول واتجه صوب العاصمة الاسبانية ثم عاد بسرعة الى انجلترا ليس لفريقه الام وانما اتجه صوب الشمال الشرقي ليخوض تجربة حكم عليها بالفشل من بدايتها وحتى نهايتها مع نيوكاسل يونايتد انتهت بهبوط الأخير الى مصاف الدرجة الاولى.
ولا شك ان رصيد اوين كهداف ومهاجم يسيل لعاب اي مدرب من اجل التعاقد معه فأوين الفائز بالكرة الذهبية عام 2001 لا زال حتى الآن سابع افضل هداف في تاريخ الدوري الانكليزي الممتاز رغم انه لم يلعب الا 216 مباراة سجل خلالها 144 هدف منها 118 هدفا مع الاحمر الأم و26 مع نيوكاسل، وحتى مدربه الحالي فيرغوسون اكتوى من نار اهدافه في لقاء الاحمرين الاعرق على الاطلاق في انكلترا حيث سجل اوين لليفربول في شباك يونايتد ستة اهداف منها هدف بنهائي كأس المحترفين عام 2003.
ولدى اوين الفرصة متى ما اثبت ان فيرغوسون كان محقا بالتعاقد معه ان يصبح رابع افضل هداف في تاريخ الممتاز حيث بأمكانه لو رمى اصاباته التي هددته حتى بالاعتزال وراء ظهره ان يتخطى ثلاثة من الذين تركوا الممتاز واعتزلوا وهم ليس فرديناند وروبي فاولر وتيدي شيرينغهام ولو تجاوزت اهدافه مع يونايتد الثلاثين هدفا سيصبح الثالث على الاطلاق ويتخطى اسطورة ارسنال تييري هنري ولا يصبح امامه سوى المعتزلين ايضا آلن شيرر واندي كول، ويضاف الى كل ذلك سجلا دوليا رائعا فهو اكثر مهاجم مرشح لكسر رقم بوبي تشارلتون في الاهداف الدولية، وهو يرى ان بروزه مع يونايتد هو طريقه نحو بوابة المدرب فابيو كابيللو في المنتخب الانكليزي بعد ان سجل اربعين هدفا من قبل ولم يعد يفصله الا تسعة اهداف ليعادل السير بوبي تشارلتون.
وقد بدأ السير بالتفكير بالتعاقد مع اوين في اليوم التالي من ضياع صفقة كريم بنزيمة الذي اغراه في النهاية القميص المدريدي الابيض، فهو يعرفه حق المعرفة ويدرك انه متى ما كان في قمته فلا احد قادر على ايقافه وان ما حصل معه في نيوكاسل لا يعني ابدا نهايته كلاعب فالاصابات لعبت دورا، كما ان وضع نيوكاسل كان مزريا للغاية فلم يكن اوين هو الساحر القادر على انقاذه، وفكر السير مع مساعديه من اجل خوض هذه المغامرة التي اعتاد على خوضها من قبل وكانت من النادر الا تنجح ، فاوين لا زال صغيرا (29 سنة) ويونايتد لن يدفع بدل انتقال ابدا لأن عقد اوين مع نيوكاسل انتهى ، كما ان السير استغل أن اوين لم يعد النجم القادر على فرض شروطه كما كان في السابق فهو بات بحاجة الى من ينقذ مسيرته كلاعب فوافق على تخفيض راتبه الذي اصبح 50 الف جنيه اسبوعيا مما يعني انه حتى لو كتب لهذه المغامرة الفشل فالخسائر لن تكون جسيمة ابدا.
ولكن المشككين في امكانية عودة اوين لا يرون ان فيرجسون اقدم على الخيارات الصحيحة خاصة وان الاكوادوري انطونيو فالنسيا ليس بهذا الاسم الكبير الذي يعوض لاعب بحجم كريستيانو رونالدو ، لكن السير يذكر بأن رونالدو عندما حضر الى يونايتد كان مجرد لاعب يلعب الكرة بمهارة وبدون تفكير ومع الوقت اصبح ما اصبح ، كما انه يرى ان تفاهما قد يظهر مع الوقت بين ابني البلد اوين وواين روني الذي ينظر اليه ليكون القائد الحقيقي لهجوم يونايتد بعد رحيل رونالدو ومعه النفاثة تيفيز.
…ومن الواضح ان السير لن يكتفي بالصفقتين فالسيولة موجودة والآمال ايضا بضم اما الفرنسي فرانك ريبيري الذي اعلن عن رغبته بارتداء القميص المدريدي ايضا واما الارجنتيني سيرخيو اغويرو الذي دفع به يونايتد اكثر من 35 مليون يورو ولا مجيب من اتلتيكو الاسباني حتى الآن.
…ومن الواضح ان انتدابات السير متركزة حول الصفوف الامامية ، اما في الخلف فلا قلق بعد استمرار فيديتش مع الفريق الى جوار فرديناند والفرنسي باتريس ايفرا والصاعد ايفانز، لكن تبقى مشكلة الحراسة حيث ان هذه هي السنة الاخيرة للعملاق الهولندي فان دير سار وذكرت بعض الاخبار ان السير يفكر من الآن بجلب ايكر كاسياس من ريال مدريد، لكن بزوغ نجم الحارس الشاب بين فوستر يجعل فيرجسون يرى ان مرمى فريقه بأيد امينة وان هذا الحارس سيكون افضل هدية يقدمها لكابيللو من اجل عيون المونديال الافريقي 2010.

فادي محمد
الثلاثاء 7 يوليوز 2009