نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


حرب عالمية في سوريا






يخوض الشعب السوري حربا ضروسا عاتية ضد نظام أدمن القتل والإرهاب وسفك الدماء، وهي حرب طويلة كبدت السوريين خسائر فادحة في الأرواح إذ قتل ما يزيد عن 100 ألف سوري خلال عامين من "حفلة الدم المفتوحة".


 
مما يزيد من فداحة الخسائر هو تواطؤ العالم "الحر والمتحضر" ضد الشعب السوري وتركه نهبا لآلة الأسد العسكرية التي تغذيها روسيا بكل ما تحتاج من أسلحة وعتاد، وترفدها إيران بالدعم البشري والمادي، مما يحول سوريا إلى ساحة تخوض فيها القوى الدولية والإقليمية شكلا من الأشكال الجديدة للحروب العالمية الشاملة، حيث يتصارع الجميع باستخدام الدم السوري، إضافة إلى بعض الدم من لبنان والعراق وإيران حيث يصب حسن نصر الله وخامنئي وأحمدي نجاد ونوري المالكي بعض الدماء الشيعية على نار الحرب في سوريا، وهي دماء مقاتلي الميليشيات والخبراء والحرس الثوري الذين يقاتلون في معركة خاسرة.
على وقع البحث الأمريكي عن "معارضة معتدلة" و"أناس نعرفهم" لتزويد المعارضة السورية بـ"أسلحة غير فتاكة"، يستمر الأسد في القتل وتدمير سوريا، فهذه هي المعادلة الأمريكية الأوروبية للتعامل مع الثورة السورية، تعني شيئا واحدا ألا وهو أن الغرب يلعب لصالح بشار الأسد بطريقة غير مباشرة ويحول دون انتصار الثورة، الأمر الذي يجعل من سوريا "رقعة شطرنج" تتصارع عليها القوى الإقليمية والدولية.
الأوضاع في سوريا في غاية التعقيد، لكنها في الوقت نفسه سهلة "الفك والتركيب" إذا عرفنا شفرة الحل اللازمة للتحكم بالنتائج المطلوبة، فمن المعروف أن هناك توافقا أمريكيا - روسيا" على قاعدة " لا يهزم الأسد ولا تنتصر الثورة"، وبالتالي فإن روسيا تمد نظام الأسد الإرهابي بكل ما يحتاج من سلاح، في حين تقف أمريكا "شرطيا" على الحدود السورية لمنع تدفق السلاح النوعي؟ فهناك أنباء أو فلنقل "شائعات" أن الإدارة الأمريكية هددت دولا بعينها من مغبة تزويد الثوار بأسلحة نوعية قادرة على قلب الموازين في المعركة الدائرة حاليا في سوريا، وهذا يكشف "الطبخة الأمريكية المسمومة" في سوريا، حيث تلعب أمريكا لصالح إسرائيل و"للمصادفة!" لصالح إيران وحزب الله وبشار الأسد وهي معادلة أمريكية تحتاج إلى معجزة لحلها.
هذه المقاربة تقود إلى أن روسيا والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل تؤيد كلها صيغة "حرب المائة عام أو حرب المليون شهيد" في سوريا إذا أصر الشعب السوري على عناده بإسقاط نظام الأسد الإرهابي كله دفعة واحدة، وهزيمته هزيمة نكراء، وهذه المقاربة يمكن أن تسقط شرط تزويد الجيش السوري الحر بكل ما يحتاجه من أسلحة وإبعاد الغرب، أمريكا وبريطانيا وفرنسا، عن الساحة السورية بالكامل، وتصعيد الأوضاع الداخلية في لبنان والعراق وإيران لإشغالها بمشاكلها الداخلية والحد من دعمها لنظام الأسد، وسيكون مكسبا كبيرا إذا تدخلت حركة طالبان من الشرق لمشاغلة إيران من هناك.
المعادلة سهلة الهضم.. هم يتدخلون في سوريا وعلى السوريين ومؤيديهم أن يتدخلوا في بلادهم، ومن هناك يمكن أن نفهم جيدا التهديد الذي وجهه الجيش السوري الحر لحزب الله بنقل المعركة إلى داخل لبنان إذا لم يتوقف عن محاصرة ومهاجمة المدن والقرى السورية، ويمكن أن نفهم التحذير الخليجي للبنان، وهو تحذير يمكن يطال مئات آلاف اللبنانيين العاملين في الخليج مما يعني وضع لبنان كله داخل النار السورية، رغم أن حزب الله لن يذعن للضغوط الخليجية لأن موقفه يتقاطع مع الموقف الأمريكي والروسي والغربي. كذلك تحذير نوري المالكي من حرب طائفية تأكل المنطقة وهو ذات التحذير الذي أطلقه بشار الأسد أيضا.
لا يمكن كسب المعركة ضد نظام الأسد في سوريا بدون إجبار الغرب وعلى رأسه أمريكا على التسليم بأن الثورة ستنتصر بدونهم مهما طال الزمن، وهذه القناعة لا يمكن أن يصلوا إليها إلا بعد أن تتحقق انتصارات عسكرية على الأرض كما حصل في الرقة ويحصل في إدلب ومناطق أخرى، فأمريكا التي قاتلت في أفغانستان 10 سنوات كاملة وصلت في النهاية إلى أن أقرت بانتصار حركة طالبان ضمنيا، وستكون غبية إذا كررت الشيء نفسه في سوريا، ففي أفغانستان لن يكون لها موطئ قدم بعد هذه الهزيمة، وفي سوريا ستصل إلى نفس النتيجة البائسة، وستكون مصالحها في مهب الريح.
من غير المجدي انتظار الغرب ولا حتى العرب المترددين أو الآملين بهزيمة الثورة، لأن الانتظار لا يعني سوى المزيد من الدم والجثث والشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين، ومن غير المجدي إضاعة الوقت وهدر الزمن الثمين الضروري للانتصار على أعتى طاغية في العصر الحديث.
ليس من حل سوى القتال ضد نظام الأسد الإرهابي الإجرامي البربري الوحشي الهمجي الدموي، وليس من خيار سوى المنازلة بحد السيف والرصاصة والمعنويات المنتصرة، وقبل كل شيء الإيمان بالله ومدده فالنصر من عنده فقط، فالشعب السوري العظيم على موعد مع النصر.. موعد لن يتأخر بإذن الله.

سمير الحجاوي
الاحد 10 مارس 2013