في المقابل، كان النظام يُخضع معارضيه لعملية تدجين، مستخدماً أساليبه المعروفة في القمع والسجن والنفي، غير مبال بتأثير ذلك في سمعته الدولية والمحلية.
نتذكر في هذا الإطار ربيع دمشق، وسجن مثقفين معارضين وردود الفعل على اعتقالهم، وحملات التضامن معهم، ونتذكر أيضاً أن النظام حاول فتح حوار مع بعضهم وفشل، لأنه لم يكن صادقاً في مسعاه، ولم يكن مستعداً لتلبية أبسط ما يطالبون به، فخضع سلوكه هو أيضاً للدراسة، وكتبت آلاف الدراسات والأبحاث، بعضها صادق وجادّ وكثيرها مجرد ادعاءات، إما معه أو ضده.
الآن، أصبحت الإختبارات عملية، ولم يعد سراً أن «كتائب» من الاستخبارات والوحدات الخاصة انتشرت في محيط سورية وداخلها، من تركيا إلى لبنان والأردن والعراق، والمهمة واحدة: تقويم الأداء العسكري والسياسي للمعارضة المسلحة، تمهيداً لاختيار ما يناسب خطط ما بعد سقوط النظام، أو تحضيراً للحوار معه، بعدما حُجِّم تأثيره في الداخل والخارج، وبعدما أصبحت سورية، نظاماً وأحزاباً وجماعات دينية وعرقية، تدور في فلك هذه الدولة أو تلك، خصوصاً أنها فقدت غطاءها الجامع، أي العروبة، التي أضحت عبئاً على «الربيع العربي» وتحالفاته، من تونس إلى مصر.
خلصت الاستخبارات إلى أن فشل «المجلس الوطني» في مهمته تجلى في عدم قدرته على أن يكون له حضور فاعل على الأرض، وفي عدم رضوخ الجماعات المسلحة لأي من قراراته، وفي الفوضى المالية والتسليحية في صفوف المعارضين، لذا نعته وزيرة الخارجية الأميركية، واستبدل بـ «الائتلاف الوطني»، الذي خضع منذ إنشائه لاختبارات كثيرة لم ينجح في أي منها. لم يستطع توحيد المسلحين تحت قيادة واحدة، ولم تتوافق مكوناته على برنامج سياسي يرضي رعاته، ويشكل خريطة لإعادة توحيد السوريين.
والواقع أن فشل التجربتين، «المجلس» و»الائتلاف»، يعكس الواقع على الأرض، فـ «الجهاديون» يسعون إلى القضاء على أي طائفة أو جهة تخالف شرعهم، والإخوان المسلمون يقاتلون لإلحاق سورية بربيعهم، و»الجيش الحر» مكون من شراذم المنشقين والمدنيين ولا هدف له سوى إسقاط النظام، فضلاً عن أنه لا يتبع جهة محددة، فضباطه يتلقون المساعدات المالية والعسكرية بناء على «بلاء» كل منهم في القتال، فيلجأون إلى تدمير كل ما يقع في طريقهم لإثبات جدارتهم أمام الممولين.
بعد فشل كل هذه الاختبارات، تدخلت الولايات المتحدة في محاولة لوضع حد للفوضى، تمهيداً لاعتماد قيادة قادرة على جمع شتات المسلحين، وبدأت الضغط على كل الجهات لتطهير صفوفها من أعدائها، فوضعت «جبهة النصرة» على قائمة الإرهاب، وقد تضع جماعات أخرى على هذه القائمة لحرمانها من المساعدات المالية والعسكرية، فعملية التطهير مستمرة في صفوف الحلفاء، والحروب مستمرة، وتدمير سورية مستمر.
الآن، أصبحت الإختبارات عملية، ولم يعد سراً أن «كتائب» من الاستخبارات والوحدات الخاصة انتشرت في محيط سورية وداخلها، من تركيا إلى لبنان والأردن والعراق، والمهمة واحدة: تقويم الأداء العسكري والسياسي للمعارضة المسلحة، تمهيداً لاختيار ما يناسب خطط ما بعد سقوط النظام، أو تحضيراً للحوار معه، بعدما حُجِّم تأثيره في الداخل والخارج، وبعدما أصبحت سورية، نظاماً وأحزاباً وجماعات دينية وعرقية، تدور في فلك هذه الدولة أو تلك، خصوصاً أنها فقدت غطاءها الجامع، أي العروبة، التي أضحت عبئاً على «الربيع العربي» وتحالفاته، من تونس إلى مصر.
خلصت الاستخبارات إلى أن فشل «المجلس الوطني» في مهمته تجلى في عدم قدرته على أن يكون له حضور فاعل على الأرض، وفي عدم رضوخ الجماعات المسلحة لأي من قراراته، وفي الفوضى المالية والتسليحية في صفوف المعارضين، لذا نعته وزيرة الخارجية الأميركية، واستبدل بـ «الائتلاف الوطني»، الذي خضع منذ إنشائه لاختبارات كثيرة لم ينجح في أي منها. لم يستطع توحيد المسلحين تحت قيادة واحدة، ولم تتوافق مكوناته على برنامج سياسي يرضي رعاته، ويشكل خريطة لإعادة توحيد السوريين.
والواقع أن فشل التجربتين، «المجلس» و»الائتلاف»، يعكس الواقع على الأرض، فـ «الجهاديون» يسعون إلى القضاء على أي طائفة أو جهة تخالف شرعهم، والإخوان المسلمون يقاتلون لإلحاق سورية بربيعهم، و»الجيش الحر» مكون من شراذم المنشقين والمدنيين ولا هدف له سوى إسقاط النظام، فضلاً عن أنه لا يتبع جهة محددة، فضباطه يتلقون المساعدات المالية والعسكرية بناء على «بلاء» كل منهم في القتال، فيلجأون إلى تدمير كل ما يقع في طريقهم لإثبات جدارتهم أمام الممولين.
بعد فشل كل هذه الاختبارات، تدخلت الولايات المتحدة في محاولة لوضع حد للفوضى، تمهيداً لاعتماد قيادة قادرة على جمع شتات المسلحين، وبدأت الضغط على كل الجهات لتطهير صفوفها من أعدائها، فوضعت «جبهة النصرة» على قائمة الإرهاب، وقد تضع جماعات أخرى على هذه القائمة لحرمانها من المساعدات المالية والعسكرية، فعملية التطهير مستمرة في صفوف الحلفاء، والحروب مستمرة، وتدمير سورية مستمر.