وعندما سألت صحيفة «الأنباء» أحد المعلقين السوريين، قال: السفير كان في غاية اللباقة والرقي الدبلوماسي، وإن علينا أن نتذكر الزعيم السوفياتي خروشوف، الذي قرع الطاولة بحذائه في الجمعية العامة للأمم المتحدة!
فعليا، هذا هو سلوك النظام السوري، الذي لا يتورع عن قتل الأطفال، يعتمد سياسة تصريحات الشتائم وإعلام التخويف ضد المسؤولين والحكومات العربية. وهكذا فعل نظام القذافي من قبله، وكان من امتهن كلام البذاءة طويلا نظام صدام. وهذه الأنظمة الثلاثة كانت تمارس الاغتيال والقمع والشتائم في فرض مطالبها، لكن وقتها انتهى ونحن في عهد جديد، عهد بلا بلطجية.
نحن ندرك أن السفير السوري يشعر، مثل بقية أركان الحكومة السورية، بالغرق، ولا يعرفون وسيلة أخرى سوى تخويف خصومهم، عسى ولعل أن يتراجعوا. أسلوب ربما نجح في الماضي، لكن لا مكان له اليوم ولن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
سر صراخ وشتائم سفراء ووزراء الأنظمة القمعية - مثل صدام والقذافي، والآن الأسد - أنها هكذا تعمل في داخلها. هذه الأنظمة مبنية على أناس كفاءتهم هي البلطجة. وبعض منسوبي النظام من السفراء والوزراء يبالغون في الدفاع والنقد لأنهم أيضا يخشون على أنفسهم من أن يتهموا بالتخاذل وربما يحاسبوا على فشلهم. وقد يوضح هذا سبب ترديد السفير السوري قصة خلافه مع رئيس وزراء قطر، على طريقة أنا قلت وهو قال لي، حيث ذكر أنه قال للشيخ حمد بن جاسم سابقا: إنكم تتآمرون على سوريا لإصدار هذا القرار، وأن الشيخ حمد بن جاسم نفى. طبعا السفير لا يقول لنا ما الذي حدث بين تلك الجلستين.
مر نحو أسبوعين من القتل والقمع والامتناع عن تنفيذ بنود القرار العربي، وبالتالي من الطبيعي أن تتجه الجامعة لمعاقبة النظام السوري. ولو هناك محاباة أو عمالة، فإنها كانت لصالح النظام الذي سكتت عنه الجامعة العربية والحكومات العربية لأشهر دامية.
نحن ندرك أن النظام السوري لن يخرج من الحكم كما خرج الرئيسان المخلوعان مبارك وبن علي بسلاسة، بل سيغادر بنفس القسوة التي سقط فيها نظام القذافي. ظل يقاتل حتى آخر مدينة، مع أن كل الدلائل تؤكد أنه خسر المعركة، لكنه لم يرد أن يغادر إلا بأكبر كم من الخراب والدماء. هذه عقلية النظام السوري أيضا، الذي أضاع فرصا متعددة للبقاء الجزئي في البداية، والرحيل السلمي في الأخير، ويصر حتى اليوم على تسيير مسرحيات مظاهرات التأييد وقمع العزل.
-----------------------------
الشرق الاوسط
فعليا، هذا هو سلوك النظام السوري، الذي لا يتورع عن قتل الأطفال، يعتمد سياسة تصريحات الشتائم وإعلام التخويف ضد المسؤولين والحكومات العربية. وهكذا فعل نظام القذافي من قبله، وكان من امتهن كلام البذاءة طويلا نظام صدام. وهذه الأنظمة الثلاثة كانت تمارس الاغتيال والقمع والشتائم في فرض مطالبها، لكن وقتها انتهى ونحن في عهد جديد، عهد بلا بلطجية.
نحن ندرك أن السفير السوري يشعر، مثل بقية أركان الحكومة السورية، بالغرق، ولا يعرفون وسيلة أخرى سوى تخويف خصومهم، عسى ولعل أن يتراجعوا. أسلوب ربما نجح في الماضي، لكن لا مكان له اليوم ولن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
سر صراخ وشتائم سفراء ووزراء الأنظمة القمعية - مثل صدام والقذافي، والآن الأسد - أنها هكذا تعمل في داخلها. هذه الأنظمة مبنية على أناس كفاءتهم هي البلطجة. وبعض منسوبي النظام من السفراء والوزراء يبالغون في الدفاع والنقد لأنهم أيضا يخشون على أنفسهم من أن يتهموا بالتخاذل وربما يحاسبوا على فشلهم. وقد يوضح هذا سبب ترديد السفير السوري قصة خلافه مع رئيس وزراء قطر، على طريقة أنا قلت وهو قال لي، حيث ذكر أنه قال للشيخ حمد بن جاسم سابقا: إنكم تتآمرون على سوريا لإصدار هذا القرار، وأن الشيخ حمد بن جاسم نفى. طبعا السفير لا يقول لنا ما الذي حدث بين تلك الجلستين.
مر نحو أسبوعين من القتل والقمع والامتناع عن تنفيذ بنود القرار العربي، وبالتالي من الطبيعي أن تتجه الجامعة لمعاقبة النظام السوري. ولو هناك محاباة أو عمالة، فإنها كانت لصالح النظام الذي سكتت عنه الجامعة العربية والحكومات العربية لأشهر دامية.
نحن ندرك أن النظام السوري لن يخرج من الحكم كما خرج الرئيسان المخلوعان مبارك وبن علي بسلاسة، بل سيغادر بنفس القسوة التي سقط فيها نظام القذافي. ظل يقاتل حتى آخر مدينة، مع أن كل الدلائل تؤكد أنه خسر المعركة، لكنه لم يرد أن يغادر إلا بأكبر كم من الخراب والدماء. هذه عقلية النظام السوري أيضا، الذي أضاع فرصا متعددة للبقاء الجزئي في البداية، والرحيل السلمي في الأخير، ويصر حتى اليوم على تسيير مسرحيات مظاهرات التأييد وقمع العزل.
-----------------------------
الشرق الاوسط