دخل أحمد الأسعد الجنوب والبقاع من باب المال السياسي الذي أصبح يحكم اللعبة التي يصرّ البعض على تسميتها ديموقراطيّة. هدفه ليس الانتخابات، بل إنشاء حالة إعلاميّة وسياسيّة في وجه «حزب الله» وحركة «أمل». الطموح السياسي مشروع. ولكن هل ينطلق الأسعد من نظريّة «الغاية تُبرّر الوسيلة»؟
الذي يجول جنوباً سيسمع دون ريب عن مغريات أن يُصبح الشاب «أسعدياً». راتب شهري وسيارة من الشركة مع بونات البنزين وهاتف خلوي مغطّى مالياً، وفوقها أو تحتها جميعاً يكون هذا «الأسعدي» منتمياً إلى تيار معارض للقوتين الأبرز في الجنوب: حزب الله وحركة أمل، وخصوصاً أن جسم الأخيرة «لبّيس» ويُمكن أن تلصق به تجاوزات كثيرة. ولا ننسى شعار خدمة الطائفة الشيعيّة، وإعادة ربطها بجذورها العربيّة لا «الفارسيّة كما يفعل حزب الله».
هذا في الشكل. أمّا في المضمون، فإن ما يقوم به تيّار الانتماء اللبناني (تيّار لبنان الكفاءات سابقاً) هو خلق حالة إعلاميّة في المرحلة الأولى، ثم شعبيّة تواجه حزب الله من أجل كسر «احتكار الطائفة الشيعيّة»، وهو الكلام الذي يقوله أعضاء الانتماء.
ولكن كيف يعمل أحمد كامل الأسعد على استعادة مجد عائلته الذي ضاع في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي (مع عدم نسيان موقف الرئيس كامل الأسعد السلبي منه)