لا شيئ إنها الكتابة عن اللاشيئ وعن مدن مسكونة بالا شيئ.. علي اللعنة نسيت أن أحفر في الصخر..ينبوعا من الكلمات الجديدة لسقاية بساتين الأدب التي رحل أهلها، بعد أن تيبست أغصانها وتشققت أرضها من العطش.. الأدب أيام الجاحظ وأبي حيان كان قلة أدب. في أيامهم تحدثوا: عن الشعر والبلاغة والسياسة والفلسفة والطب والفقه والنكاح والكلام. وأتقنوا الصنائع السبعة (وواحدة أخرى وكانوا على عجل)..لهذا قررت أن أنسج على منوالهم قليلا من الأدب، شعرا ونثرا، حكاية وخرافة طبا ودجلا ودينا وقرفا وفلسفة ..سأكتب ما يخطر ببالي ولن أبالي وسوف أتحايل على العسس وسيافي السلطان كما تحايل الماركيز دو ساد، عندما كان يخدع رقابة السجن فيستخدم أصابعه ريشة وبرازه حبرا وجدران زنزانته صفحات لقصته الداعرة..
تذكرت ركن الدين الوهراني، الذي عاصر الكاكا صلاح الدين الأيوبي وهو كاتب المنامات الشهيرة التي عُرفت بإسمه..كان مولعا بهجاء تفاهات عصره، ومنها قصيدة نقشها أحد الشعراء على حرير القزّ بخيوط من الذهب .. قال الوهراني ما معناه: إنها لعمري قصيدة رقيعة تافهة صقيعة، وحريّ بالشاعر أن يكتبها على أوراق الخس بحروف من خراء ثم يأكلها. وقال مرة ثانية: أقسم لو كُتبت هذه القصيدة على فخذ خروف (قوزي محشي باللوز) لقرفت منه الكلاب وما أكلته.
في عصرنا التجريدي تظل السخرية والنكتة السياسية، تعبيرا نقديا لاذعا عن أحوال السياسة والمجتمع، وتنفيسا لرغبة في تهشيم السلطة وقتل الأب الفرويدي. وأذكر أن الحقبة الشيوعية قد حفلت بالكثير من الطرف التي تناقلتها الألسن.
حدثنا صقلبي قال: عندما زار نيكسون موسكو عام 1974 ، أراد أن يتجوّل مساء في الشوارع، لكنه فوجئ بمدينة مقفرة وخالية من السكّان، فتعجب للأمر، ولم يجد أحدا يكلّمه، فدخل حانة خالية إلا من رجل إنهمك بالكتابة: سأله.. أين سكان موسكو ولما الشوارع مقفرة؟ أجابه: ألم تسمع بالروائي السوفيتي سولجنستين، فقد تم ترحيله إلى أمريكا بسبب رواية كتبها، ومنذ ذلك الوقت إعتكف سكان موسكو في بيوتهم لكتابة الروايات.
حدثنا داريوش إبن شايغان الفارسي، وهو من أهل الكلام ومحبي الحكمة (الفلسفة) قال عن محدثه: بعد الثورة الإسلامية بردحة من الزمن، عدت إلى طهران، وركبت تاكسي (طاكسي بلغة أهل المغرب: والطاء مفيدة للطاطأة؟ والتاء للتأتأة؟ فالمشرقي يتأتئ أمام الحاكم ويبول في ملابسه من شدة الخوف، والمغربي يطأطئ رأسه كي لا يرى الملك سرواله المبلل) الحاصل: ركبت طاكسي استأجرته في المطار، وأثناء الرحلة رجوّت الساثق أن يقف عند دكان تبغ (تاباك) لأبتاع علبة سكاير ..
فقال لي السائق: السكاير لا تباع في محلات التبغ بل في الجامع؟؟
قلت له مستفهما: لكن الجامع للصلاة؟
قال: الصلاة أصبحت تقام في جامعة طهران؟
قلت: الجامعة مكان لتلقي العلم والطلبة والأساتذة أليس كذلك؟
قال : الطلبة والأساتذة أودعوا السجن؟
قلت مستغربا: لكن السجن لمرتكبي الجرائم والقتلة؟
قال: هؤلاء أطلق سراحهم وأصبحوا حكاما.
في أرض الله الواسعة، كان ابن الحوراني يلقي المواعظ والدروس عن فقه البيئة، ويشرف على أطروحات الزبالين وسائقي سيارات القمامة. وتخليدا لذكراه قامت إحدى بلديات ألمانيا بنقش إسمه على إحدى حاويات البلاستيك الكبيرة.
في إحدى محاضراته سئل عن أحوال البئية والصحة في بلاد العرب، فقال طيّن الله عيشته وسوّد أيامه:
السيارات تنفث في وجوه السابلة سخامها، والناس تكتم أنفاسها، وتلقي على الأرض أزبالها، الشوراع مكتظة والأرصفة مرصوفة بالباعة والذباب والشحاذين والنفايات ومصليّ الجماعة، وعندما يرخي الليل سدوله يفرش آلاف مشردي الأرصفة أسمالهم وهي كلّ رأسمالهم، فيضيق الرصيف ويصعب إستخدام آلات التنظيف، وتمتنع البلاليع عن التصريف.
لكن والحق يقال هناك أحياء عامرة قصورها زاهرة، يعيش فيها التجار ومضاربو العقار، وأعيان السياسة الذين يؤمنون بالتنوير وبإغتصاد السوق (تهجين إقتصاد وإغتصاب حسب لهجة ابن الحوراني) ويهيمون بحب إسرائيل ويتقيأون من فتح سيرة فلسطين، ولولا وجود كردستان في العراق، لأعتبروه من بلاد واق الواق، فسبحان من أفاء الله عليهم بنعمة وفيرة. لياليهم ملاح وأيامهم انتربولوجيا وأفراح، والشعب في معتقدهم له منزلة بين المنزلتين ( أدنى من القطيع وأعلى من الجراد) .. ثم يختم رده بدعاء يقول: اللهم أبعد عن الشعب الكرب والفقر والمرض، ونجّه من الإنفلونزة العادية كي لا يصدر فرمان بإعدامه جماعيا.
ثم يقول: ويسألونك عن الحرب قل فيها منافع للتجار ومزوّري الجوازات والشهادات ومصرفي العملة ولاجئي مقاهي السياسة، لكن ضررها أعم وأكبر وويلاتها أشد وأخطر.
حدثني نصراني من أهل نينوى قال: سألني وفد كنسي زائر عن أحوال العراق قلت: كلش (كثير) تعبانة، والأمور حفيّانة!! وأثناء العشاء (الزقوم: الزقنبوت) أخذ المترجم يستصرم ( يقول عبثا) ويجتر نفس القصة: صدام، بعث، أنفال، تسعة نيسان، يوم التحرير..فضقت ذرعا بهذا الشخير، وقبل أن تنفجر مرارتي قلت: شوف أستاذ (ترجم للجماعة ترجم) كان العراق محل جزارة (قصاب خانه) تملكه دولة صدام، وتحتكر ماشيته، وتختار الكباش والخراف لذبحهم في المواسم والأعياد الوطنية بصورة منظمة مع فحص وختم الطبيب الشرعي. وبعدما جاء الأمريكان تمت خصصخة محل الجزارة وأصبح بإمكان كل أربعة أنفار فتح فرع لحسابهم..فإنتشرت محلات الجزارة، وأصبح الذبح (لأبو موزة).. في الماضي كان الواحد يسد حلقه فتأمن رقبته، يكفيه أن يتعلم بضع كلمات باللهجة التكريكتية (عَجَل وين وحفظه الله) وتنتهي الأمور .. أما الأن فقد إرتدت نساؤنا وبناتنا البرقع والحجاب، خوفا من سيوف القاعدة، وصرنا نلقن أولادنا أسماء الأئمة الأثني عشر، وتاريخ ميلادهم (حسب الأشهر القمرية، ذو الوقفة ذو القعدة) وأسماء زوجات الأئمة وأولادهم ونسائبهم، وتاريخ وفياتهم، كي ننجو من المطبّرين، وصرنا نتعلم كردي كي ننجو من البيشمركة. ثم يلتفت إلى المترجم ويقول: ترجم أخي ترجم.. ومن كثرة ما تعلمنا من أمور، نسينا إسم والدة المسيح. (بالله عليك لو تسأل الجماعة عن إسمها) أرجوك تقول لأبو الفاتيكان (يرحم والديك) يشوفو لنا حلّ، ترى أمورنا كلش ضارطة. لكنه أحسّ بأن المترجم يتلاعب بكلامه ولم يترجم "ضارطة" كما يجب، فقاطعه وقال إسمحي لي أفهم الجماعة وبدأ يغرد بالإنكليزية:
Look Brothers Saddam no very good, he no knows his Got , but there was safety water electricity , America no very good. There s no security no water no electricity no oil no shoes. Saddam only had one happy birthday. but now 12 Imam have 12 happy birthday
and 12 bye
byeday. too much. America fuck our wide
باي باي دي: يوم الوفاة
امريكا فاك اور وايد: أمريكا هتكت عرضنا
تذكرت ركن الدين الوهراني، الذي عاصر الكاكا صلاح الدين الأيوبي وهو كاتب المنامات الشهيرة التي عُرفت بإسمه..كان مولعا بهجاء تفاهات عصره، ومنها قصيدة نقشها أحد الشعراء على حرير القزّ بخيوط من الذهب .. قال الوهراني ما معناه: إنها لعمري قصيدة رقيعة تافهة صقيعة، وحريّ بالشاعر أن يكتبها على أوراق الخس بحروف من خراء ثم يأكلها. وقال مرة ثانية: أقسم لو كُتبت هذه القصيدة على فخذ خروف (قوزي محشي باللوز) لقرفت منه الكلاب وما أكلته.
في عصرنا التجريدي تظل السخرية والنكتة السياسية، تعبيرا نقديا لاذعا عن أحوال السياسة والمجتمع، وتنفيسا لرغبة في تهشيم السلطة وقتل الأب الفرويدي. وأذكر أن الحقبة الشيوعية قد حفلت بالكثير من الطرف التي تناقلتها الألسن.
حدثنا صقلبي قال: عندما زار نيكسون موسكو عام 1974 ، أراد أن يتجوّل مساء في الشوارع، لكنه فوجئ بمدينة مقفرة وخالية من السكّان، فتعجب للأمر، ولم يجد أحدا يكلّمه، فدخل حانة خالية إلا من رجل إنهمك بالكتابة: سأله.. أين سكان موسكو ولما الشوارع مقفرة؟ أجابه: ألم تسمع بالروائي السوفيتي سولجنستين، فقد تم ترحيله إلى أمريكا بسبب رواية كتبها، ومنذ ذلك الوقت إعتكف سكان موسكو في بيوتهم لكتابة الروايات.
حدثنا داريوش إبن شايغان الفارسي، وهو من أهل الكلام ومحبي الحكمة (الفلسفة) قال عن محدثه: بعد الثورة الإسلامية بردحة من الزمن، عدت إلى طهران، وركبت تاكسي (طاكسي بلغة أهل المغرب: والطاء مفيدة للطاطأة؟ والتاء للتأتأة؟ فالمشرقي يتأتئ أمام الحاكم ويبول في ملابسه من شدة الخوف، والمغربي يطأطئ رأسه كي لا يرى الملك سرواله المبلل) الحاصل: ركبت طاكسي استأجرته في المطار، وأثناء الرحلة رجوّت الساثق أن يقف عند دكان تبغ (تاباك) لأبتاع علبة سكاير ..
فقال لي السائق: السكاير لا تباع في محلات التبغ بل في الجامع؟؟
قلت له مستفهما: لكن الجامع للصلاة؟
قال: الصلاة أصبحت تقام في جامعة طهران؟
قلت: الجامعة مكان لتلقي العلم والطلبة والأساتذة أليس كذلك؟
قال : الطلبة والأساتذة أودعوا السجن؟
قلت مستغربا: لكن السجن لمرتكبي الجرائم والقتلة؟
قال: هؤلاء أطلق سراحهم وأصبحوا حكاما.
في أرض الله الواسعة، كان ابن الحوراني يلقي المواعظ والدروس عن فقه البيئة، ويشرف على أطروحات الزبالين وسائقي سيارات القمامة. وتخليدا لذكراه قامت إحدى بلديات ألمانيا بنقش إسمه على إحدى حاويات البلاستيك الكبيرة.
في إحدى محاضراته سئل عن أحوال البئية والصحة في بلاد العرب، فقال طيّن الله عيشته وسوّد أيامه:
السيارات تنفث في وجوه السابلة سخامها، والناس تكتم أنفاسها، وتلقي على الأرض أزبالها، الشوراع مكتظة والأرصفة مرصوفة بالباعة والذباب والشحاذين والنفايات ومصليّ الجماعة، وعندما يرخي الليل سدوله يفرش آلاف مشردي الأرصفة أسمالهم وهي كلّ رأسمالهم، فيضيق الرصيف ويصعب إستخدام آلات التنظيف، وتمتنع البلاليع عن التصريف.
لكن والحق يقال هناك أحياء عامرة قصورها زاهرة، يعيش فيها التجار ومضاربو العقار، وأعيان السياسة الذين يؤمنون بالتنوير وبإغتصاد السوق (تهجين إقتصاد وإغتصاب حسب لهجة ابن الحوراني) ويهيمون بحب إسرائيل ويتقيأون من فتح سيرة فلسطين، ولولا وجود كردستان في العراق، لأعتبروه من بلاد واق الواق، فسبحان من أفاء الله عليهم بنعمة وفيرة. لياليهم ملاح وأيامهم انتربولوجيا وأفراح، والشعب في معتقدهم له منزلة بين المنزلتين ( أدنى من القطيع وأعلى من الجراد) .. ثم يختم رده بدعاء يقول: اللهم أبعد عن الشعب الكرب والفقر والمرض، ونجّه من الإنفلونزة العادية كي لا يصدر فرمان بإعدامه جماعيا.
ثم يقول: ويسألونك عن الحرب قل فيها منافع للتجار ومزوّري الجوازات والشهادات ومصرفي العملة ولاجئي مقاهي السياسة، لكن ضررها أعم وأكبر وويلاتها أشد وأخطر.
حدثني نصراني من أهل نينوى قال: سألني وفد كنسي زائر عن أحوال العراق قلت: كلش (كثير) تعبانة، والأمور حفيّانة!! وأثناء العشاء (الزقوم: الزقنبوت) أخذ المترجم يستصرم ( يقول عبثا) ويجتر نفس القصة: صدام، بعث، أنفال، تسعة نيسان، يوم التحرير..فضقت ذرعا بهذا الشخير، وقبل أن تنفجر مرارتي قلت: شوف أستاذ (ترجم للجماعة ترجم) كان العراق محل جزارة (قصاب خانه) تملكه دولة صدام، وتحتكر ماشيته، وتختار الكباش والخراف لذبحهم في المواسم والأعياد الوطنية بصورة منظمة مع فحص وختم الطبيب الشرعي. وبعدما جاء الأمريكان تمت خصصخة محل الجزارة وأصبح بإمكان كل أربعة أنفار فتح فرع لحسابهم..فإنتشرت محلات الجزارة، وأصبح الذبح (لأبو موزة).. في الماضي كان الواحد يسد حلقه فتأمن رقبته، يكفيه أن يتعلم بضع كلمات باللهجة التكريكتية (عَجَل وين وحفظه الله) وتنتهي الأمور .. أما الأن فقد إرتدت نساؤنا وبناتنا البرقع والحجاب، خوفا من سيوف القاعدة، وصرنا نلقن أولادنا أسماء الأئمة الأثني عشر، وتاريخ ميلادهم (حسب الأشهر القمرية، ذو الوقفة ذو القعدة) وأسماء زوجات الأئمة وأولادهم ونسائبهم، وتاريخ وفياتهم، كي ننجو من المطبّرين، وصرنا نتعلم كردي كي ننجو من البيشمركة. ثم يلتفت إلى المترجم ويقول: ترجم أخي ترجم.. ومن كثرة ما تعلمنا من أمور، نسينا إسم والدة المسيح. (بالله عليك لو تسأل الجماعة عن إسمها) أرجوك تقول لأبو الفاتيكان (يرحم والديك) يشوفو لنا حلّ، ترى أمورنا كلش ضارطة. لكنه أحسّ بأن المترجم يتلاعب بكلامه ولم يترجم "ضارطة" كما يجب، فقاطعه وقال إسمحي لي أفهم الجماعة وبدأ يغرد بالإنكليزية:
Look Brothers Saddam no very good, he no knows his Got , but there was safety water electricity , America no very good. There s no security no water no electricity no oil no shoes. Saddam only had one happy birthday. but now 12 Imam have 12 happy birthday
and 12 bye
byeday. too much. America fuck our wide
باي باي دي: يوم الوفاة
امريكا فاك اور وايد: أمريكا هتكت عرضنا