نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


الراقصون والراقصات





(إهداء إلى النائب هايف)


حذر النائب محمد هايف المطيري وزيرة التربية والتعليم موضي الحمود من مغبة جعل مادة التربية الموسيقية مادة أساسية، مهددا بأن هذا الأمر لن يمر بسلام، لا على وزيرة التربية، ولا على رئيس الحكومة. وأضاف «لن نسمح لوزيرة التربية بأن تجعل من مدارسنا مراكز لتخريج فرق الرقص والراقصات».

لا أدري ما الذي يضغط على أعصاب النائب الفاضل ويزعجه في الموسيقى، لكنني سأسايره وأقول فلنمنع الموسيقى في مدارس الكويت، لكن إن منعناها في المدارس، فسنضطر إلى أن نفعل الشيء نفسه في جميع نواحي حياتنا، فنحن لا نستطيع ان نكيل بمكيالين، فهل الموسيقى في المدارس حرام وفي أماكن أخرى حلال؟ إذن.. فلنقفل محطات الإذاعة والتلفزيون الكويتية، ولنغلق وزارة الإعلام ومعهد الموسيقى، ولنمنع التمثيل، والمسرحيات، وأغاني الأطفال، ولنحرق تراثنا الموسيقي وأغاني البحر والسامري والنهام، ولنزجّ بعبدالله رويشد ونبيل شعيل ونوال وباقي المطربين الكويتيين في السجن، ولنحاكم أعضاء فرقة التلفزيون لكونهم لا يغنون فقط، بل يرقصون أيضا، وطبعا سنلغي النشيد الوطني، بيد أن النائب سبقنا وألغاه من قاموسه عندما لم يقف احتراما له وتشاغل بهاتفه النقال.

ربما نائبنا لا يعرف أن الإنسان منذ بداية التاريخ استخدم الموسيقى والرقص كأداة تعبير لأغراض دينية واجتماعية واحتفالية. وتؤكد الأبحاث (لنا وللنائب) أن الاستماع إلى الموسيقى والرقص يساعد على التوازن العقلي والبدني للإنسان، ويمده بطاقة إيجابية وحيوية، فيمنحه شعورا بالسعادة، إذ تفرز حركة الجسد على إيقاع الموسيقى الكثير من الهرمونات المضادة للاكتئاب. ولأن قلبي على النائب هايف وخايفة عليه من الاكتئاب نتيجة ثقل مسؤولياته كنائب للأمة، ولأنني سايرته فيما طالب، يا حبذا لو يسايرنا لدقائق ويجرب ان يستمع للموسيقى. كل المطلوب منه هو أن يشغل أغنية أو مقطوعة موسيقية لوحده وفي خصوصية غرفته، وليغمض عينيه ويسرح مع النغمات، وإن وجد في نفسه رغبة بالرقص، فلا بأس، ليس بالضرورة حركات مدروسة او رقص فعلي، مجرد تمايل مع النغمات... وليرَ ماذا تفعله هذه الدقائق لجسمه وروحه.

فيا أيها الراقصون والراقصات (كما قال النائب هايف)، وهذا يشملنا جميعا نحن الذين تخرجنا من مدارس الكويت عندما كانت الموسيقى مفروضة علينا ضمن المنهاج، هيا بنا نرقص.. نقازي، عرضة، سامري، عربي، أجنبي، أي نوع. فلنرقص في بيوتنا.. في غرفنا.. بين أصدقائنا.. مع أهلنا، اسحب زوجتك وارقص معها، امسك يد ابنتك وراقصها، عانقي طفلك وارقصي له ومعه. استمعوا إلى الموسيقى قبل أن تحرم في بلادنا، ويسجن من يستمع إليها كما تفعل طالبان، وارقصوا، فالموسيقى والرقص يجددان الطاقة ويمنحاننا الحيوية ويرفعان نسبة الأدرينالين في الدم، ويخففان من التوتر والضغط، وفي النهاية يمنحاننا شعورا بالفرح..

ألسنا جميعا بحاجة إلى بعض من فرح؟

دلع المفتي
الجمعة 13 نونبر 2009