وعلى نحو مقارن، تبقى سياسات الحزب الجمهوري على منوالها المعتاد في الدفاع الدائم عن الأفعال والتصرفات الإسرائيلية. فلماذا يتعرض عدد من الساسة الديمقراطيين الأميركيين لإسرائيل بالقدح والانتقاد من دون سواهم من الساسة الجمهوريين؟
كان البروفسور شلبي تلحمي، الأميركي من أصول فلسطينية، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماريلاند، قد أشرف بنفسه على استطلاع للرأي أجراه العام الماضي، وخلص منه إلى أن الأعضاء الأميركيين في الحزب الجمهوري مهتمون كل الاهتمام بمساعدة إسرائيل أكثر فأكثر من دون سواهم. وهذا ليس من قبيل المفاجآت في شيء، لا سيما مع حالة الانحياز التي انتهجتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب «الجمهورية» في صالح إسرائيل على الدوام إبان فترة رئاسته.
كما خلص البروفسور تلحمي أيضاً، إلى أن أنصار الحزب الديمقراطي يرغبون بدرجة أكبر في أن تنتهج الإدارة الأميركية الديمقراطية الحالية مقاربة هي أكثر حياداً إزاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، أو ربما ترغب في مد يد المساعدة أكثر للجانب الفلسطيني من الأزمة. وهنا يُطرح تساؤل مهم: متى شهدنا حزباً سياسياً في الولايات المتحدة يفضل أعضاؤه، بل يرغبون، في مساعدة الفلسطينيين أكثر من رغبتهم في مساعدة إسرائيل؟ من المثير للاهتمام بصفة خاصة أن استطلاع الرأي الذي أشرفت عليه مؤسسة «غالوب» الأميركية في فبراير (شباط) من العام الجاري، خلص إلى أن ثُلثي الديمقراطيين يملكون وجهات نظر إيجابية تجاه إسرائيل، غير أن ثُلثي الديمقراطيين أيضاً، ممن شملهم استطلاع الرأي، يؤيدون فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، في حين أن أغلبية الديمقراطيين، ممن شاركوا في نفس الاستطلاع، يريدون من الحكومة الأميركية ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل بأكثر من الضغوط التي تعتزم ممارسة مثلها على الفلسطينيين.
وهناك، داخل أروقة الحزب الديمقراطي الأميركي نفسه، اختلاف كبير في وجهات النظر بين كبار أعضاء الحزب سناً وبين أصغر الأعضاء حول نفس المسألة. وجاء في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «بيو» الأميركية في أبريل (نيسان) من عام 2019 الماضي، إشارة إلى أن صغار الأعضاء في الحزب الديمقراطي الأميركي يملكون وجهات نظر وآراء أكثر تأييداً وإيجابية حيال الفلسطينيين من تلك التي يملكونها تجاه إسرائيل على الجانب الآخر. ومما يُضاف إلى ذلك، أنه من الواضح أن شباب الحزب الديمقراطي الأميركي هم أكثر تأييداً للفلسطينيين من الأعضاء الديمقراطيين الأكبر سناً. ومن المثير للاهتمام في نفس السياق، أن هناك حالة ملحوظة من التعاطف لدى الأعضاء الأصغر سناً من شباب الحزب الجمهوري الأميركي تجاه الفلسطينيين بأكثر من تعاطف الأعضاء الأكبر سناً في نفس الحزب مع نفس القضية. بيد أن هناك عدداً أكبر من الأعضاء الديمقراطيين الشبان الذين يملكون وجهات نظر إيجابية ومؤيدة للجانب الفلسطيني من الأزمة أكثر من الأعضاء الشباب في الحزب الجمهوري تجاه الفلسطينيين.
وكان استطلاع آخر للرأي عام 2019 قد خلص إلى أن نسبة 44% من الديمقراطيين المعتدلين في الولايات المتحدة يرون أن الرئيس ترمب يوفّر دعماً كبيراً وقوياً لإسرائيل، في حين أن نسبة 66% من الديمقراطيين الليبراليين يرون أنه كان يوجه الدعم لإسرائيل أكثر مما يلزم. وبطبيعة الحال، فإن أغلب الأعضاء الشبان في الحزب الديمقراطي يميلون في آرائهم السياسية صوب تيار اليسار وهم أكثر ليبرالية في وجهات نظرهم.
وليس من المستغرب أيضاً، رغم كل شيء، أن هناك خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين، ممن يمثلون الطيف اليساري من الحزب الديمقراطي، قد حثّوا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على ممارسة الضغوط على إسرائيل لتوفير لقاحات فيروس «كورونا» للشعب الفلسطيني بالقدر الذي يتناسب مع مسؤوليات إسرائيل كقوة محتلة، في حين أن السواد الأعظم من أعضاء الكونغرس الأميركي يُحجمون عن تسمية إسرائيل بالقوة المحتلة.
وفي وقت لاحق، وفي 20 أبريل من العام الجاري، أقدمت السيناتورة إليزابيث وارين رفقة السيناتور بيرني ساندرز على حث القيادة السياسية في واشنطن علانية على تقييد إرسال المساعدات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل حتى لا يجري استخدامها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، مع توجيه الانتقادات من جانبهم ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، مع حث الرئيس جوزيف بايدن على اتخاذ الإجراءات القوية الرامية إلى مساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الوصول إلى حل الدولتين. وكانت حملاتهم الرئاسية في العام الماضي مليئة بالشباب. ومن المثير للاهتمام أيضاً في نفس السياق، أن مات دوس، المستشار الرئيسي للسيناتور بيرني ساندرز، كان قد غرّد على «تويتر» في 8 مايو (أيار) الجاري يقول إن إسرائيل تحاول جاهدة لطرد الفلسطينيين وتعزيز سيطرتها المطلقة على الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس الشرقية في انتهاك واضح للقانون الدولي.
جاءت تصريحات مات دوس أكثر جرأة وقوة من بيان وزارة الخارجية الأميركية الصادر بتاريخ السابع من مايو الجاري والذي طالبت فيه السلطات الإسرائيلية بإظهار قدر معتبر من التعاطف والاحترام لسكان حي الشيخ جراح في مدينة القدس الشرقية. ومن الجدير بالذكر في نفس السياق أيضاً، أن التقارير الإخبارية ذات الصلة والصادرة في فبراير من العام الجاري كانت قد توقعت أن الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية الراهنة كانتا تعتزمان تعيين مات دوس في منصب رسمي، لكن في نهاية المطاف يبدو أن وجهات نظر دوس اليسارية جاءت أبلغ في قوتها وجرأتها من وجهات النظر المعتدلة التي تتميز بها إدارة الرئيس بايدن.
وبالإضافة إلى السيدة وارين والسيد ساندرز، وصف كل من السيناتور كريس فان هولين، والسيناتور كريس ميرفي، وكلاهما من الولايات المعروفة بميولها اليسارية الواضحة، طرد المواطنين الفلسطينيين من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية بأنها ممارسات غير قانونية ولا مبرر لها. وفي الأثناء ذاتها، استنكر عدد من مجلس النواب الأميركي، ممن يمثلون الجانب اليساري من الحزب الديمقراطي الحاكم، الأعمال والممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس الشرقية. وعلى غرار الدعوة الصريحة من السيناتور وارين، وساندرز، وفان هولين، بفرض القيود على استخدام المساعدات الأميركية في الضفة الغربية، فإن هناك تكتلاً صغيراً مماثلاً داخل مجلس النواب الأميركي يؤيد من جانب آخر فرض القيود نفسها.
ومن المثير للاهتمام كذلك أن النائبة الديمقراطية بيتي ماكولوم، وهي معلمة سابقة في التعليم الثانوي الأميركي، وتمثل التيار اليساري القوي في وسط ولاية مينيسوتا، تقود تلك المجموعة السالفة الذكر من النواب في الكونغرس، تلك المجموعة ذات الميول السياسية اليسارية في الولايات المتحدة.
ولا أذكر أن نالت إسرائيل مثل هذا القدر من الانتقادات داخل الكونغرس الأميركي من قبل. ولا أريد المبالغة في الأمر، ولكنّ السواد الأعظم من أعضاء الكونغرس الحاليين لا يرغبون في المواجهة المباشرة مع إسرائيل كما لا يرغبون أيضاً في فرض القيود على المساعدات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل.
لا يزال الرأي العام الأميركي منحازاً بإيجابية ناحية إسرائيل، ولا تساعد الهجمات الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة ضد إسرائيل على التحسين من صورة فلسطين داخل المجتمع الأميركي. وهناك حالة انقسام واضحة داخل أروقة الحزب الديمقراطي الأميركي الحاكم بشأن هذه الأزمة الراهنة، ما بين موقف الرئيس بايدن من التصرفات الإسرائيلية وبين موقف الجناح اليساري للحزب الديمقراطي.
ورغم ذلك، وعلى المدى البعيد، ومع اختفاء الأعضاء الأكبر سناً من الحزب الديمقراطي، من المرجح أن يدفع الأعضاء الشبان حزبهم بالكامل لأن ينتهج السياسات الأكثر تأييداً للفلسطينيين. ولا أعرف ما إذا كان هذا التغيير في الحزب الديمقراطي سوف يأتي قبل أن تتلاشى من الأفق فرصة الوصول إلى حل الدولتين.
-------------
الشرق الاوسط
كان البروفسور شلبي تلحمي، الأميركي من أصول فلسطينية، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماريلاند، قد أشرف بنفسه على استطلاع للرأي أجراه العام الماضي، وخلص منه إلى أن الأعضاء الأميركيين في الحزب الجمهوري مهتمون كل الاهتمام بمساعدة إسرائيل أكثر فأكثر من دون سواهم. وهذا ليس من قبيل المفاجآت في شيء، لا سيما مع حالة الانحياز التي انتهجتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب «الجمهورية» في صالح إسرائيل على الدوام إبان فترة رئاسته.
كما خلص البروفسور تلحمي أيضاً، إلى أن أنصار الحزب الديمقراطي يرغبون بدرجة أكبر في أن تنتهج الإدارة الأميركية الديمقراطية الحالية مقاربة هي أكثر حياداً إزاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، أو ربما ترغب في مد يد المساعدة أكثر للجانب الفلسطيني من الأزمة. وهنا يُطرح تساؤل مهم: متى شهدنا حزباً سياسياً في الولايات المتحدة يفضل أعضاؤه، بل يرغبون، في مساعدة الفلسطينيين أكثر من رغبتهم في مساعدة إسرائيل؟ من المثير للاهتمام بصفة خاصة أن استطلاع الرأي الذي أشرفت عليه مؤسسة «غالوب» الأميركية في فبراير (شباط) من العام الجاري، خلص إلى أن ثُلثي الديمقراطيين يملكون وجهات نظر إيجابية تجاه إسرائيل، غير أن ثُلثي الديمقراطيين أيضاً، ممن شملهم استطلاع الرأي، يؤيدون فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، في حين أن أغلبية الديمقراطيين، ممن شاركوا في نفس الاستطلاع، يريدون من الحكومة الأميركية ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل بأكثر من الضغوط التي تعتزم ممارسة مثلها على الفلسطينيين.
وهناك، داخل أروقة الحزب الديمقراطي الأميركي نفسه، اختلاف كبير في وجهات النظر بين كبار أعضاء الحزب سناً وبين أصغر الأعضاء حول نفس المسألة. وجاء في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «بيو» الأميركية في أبريل (نيسان) من عام 2019 الماضي، إشارة إلى أن صغار الأعضاء في الحزب الديمقراطي الأميركي يملكون وجهات نظر وآراء أكثر تأييداً وإيجابية حيال الفلسطينيين من تلك التي يملكونها تجاه إسرائيل على الجانب الآخر. ومما يُضاف إلى ذلك، أنه من الواضح أن شباب الحزب الديمقراطي الأميركي هم أكثر تأييداً للفلسطينيين من الأعضاء الديمقراطيين الأكبر سناً. ومن المثير للاهتمام في نفس السياق، أن هناك حالة ملحوظة من التعاطف لدى الأعضاء الأصغر سناً من شباب الحزب الجمهوري الأميركي تجاه الفلسطينيين بأكثر من تعاطف الأعضاء الأكبر سناً في نفس الحزب مع نفس القضية. بيد أن هناك عدداً أكبر من الأعضاء الديمقراطيين الشبان الذين يملكون وجهات نظر إيجابية ومؤيدة للجانب الفلسطيني من الأزمة أكثر من الأعضاء الشباب في الحزب الجمهوري تجاه الفلسطينيين.
وكان استطلاع آخر للرأي عام 2019 قد خلص إلى أن نسبة 44% من الديمقراطيين المعتدلين في الولايات المتحدة يرون أن الرئيس ترمب يوفّر دعماً كبيراً وقوياً لإسرائيل، في حين أن نسبة 66% من الديمقراطيين الليبراليين يرون أنه كان يوجه الدعم لإسرائيل أكثر مما يلزم. وبطبيعة الحال، فإن أغلب الأعضاء الشبان في الحزب الديمقراطي يميلون في آرائهم السياسية صوب تيار اليسار وهم أكثر ليبرالية في وجهات نظرهم.
وليس من المستغرب أيضاً، رغم كل شيء، أن هناك خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين، ممن يمثلون الطيف اليساري من الحزب الديمقراطي، قد حثّوا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على ممارسة الضغوط على إسرائيل لتوفير لقاحات فيروس «كورونا» للشعب الفلسطيني بالقدر الذي يتناسب مع مسؤوليات إسرائيل كقوة محتلة، في حين أن السواد الأعظم من أعضاء الكونغرس الأميركي يُحجمون عن تسمية إسرائيل بالقوة المحتلة.
وفي وقت لاحق، وفي 20 أبريل من العام الجاري، أقدمت السيناتورة إليزابيث وارين رفقة السيناتور بيرني ساندرز على حث القيادة السياسية في واشنطن علانية على تقييد إرسال المساعدات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل حتى لا يجري استخدامها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، مع توجيه الانتقادات من جانبهم ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، مع حث الرئيس جوزيف بايدن على اتخاذ الإجراءات القوية الرامية إلى مساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الوصول إلى حل الدولتين. وكانت حملاتهم الرئاسية في العام الماضي مليئة بالشباب. ومن المثير للاهتمام أيضاً في نفس السياق، أن مات دوس، المستشار الرئيسي للسيناتور بيرني ساندرز، كان قد غرّد على «تويتر» في 8 مايو (أيار) الجاري يقول إن إسرائيل تحاول جاهدة لطرد الفلسطينيين وتعزيز سيطرتها المطلقة على الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس الشرقية في انتهاك واضح للقانون الدولي.
جاءت تصريحات مات دوس أكثر جرأة وقوة من بيان وزارة الخارجية الأميركية الصادر بتاريخ السابع من مايو الجاري والذي طالبت فيه السلطات الإسرائيلية بإظهار قدر معتبر من التعاطف والاحترام لسكان حي الشيخ جراح في مدينة القدس الشرقية. ومن الجدير بالذكر في نفس السياق أيضاً، أن التقارير الإخبارية ذات الصلة والصادرة في فبراير من العام الجاري كانت قد توقعت أن الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية الراهنة كانتا تعتزمان تعيين مات دوس في منصب رسمي، لكن في نهاية المطاف يبدو أن وجهات نظر دوس اليسارية جاءت أبلغ في قوتها وجرأتها من وجهات النظر المعتدلة التي تتميز بها إدارة الرئيس بايدن.
وبالإضافة إلى السيدة وارين والسيد ساندرز، وصف كل من السيناتور كريس فان هولين، والسيناتور كريس ميرفي، وكلاهما من الولايات المعروفة بميولها اليسارية الواضحة، طرد المواطنين الفلسطينيين من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية بأنها ممارسات غير قانونية ولا مبرر لها. وفي الأثناء ذاتها، استنكر عدد من مجلس النواب الأميركي، ممن يمثلون الجانب اليساري من الحزب الديمقراطي الحاكم، الأعمال والممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس الشرقية. وعلى غرار الدعوة الصريحة من السيناتور وارين، وساندرز، وفان هولين، بفرض القيود على استخدام المساعدات الأميركية في الضفة الغربية، فإن هناك تكتلاً صغيراً مماثلاً داخل مجلس النواب الأميركي يؤيد من جانب آخر فرض القيود نفسها.
ومن المثير للاهتمام كذلك أن النائبة الديمقراطية بيتي ماكولوم، وهي معلمة سابقة في التعليم الثانوي الأميركي، وتمثل التيار اليساري القوي في وسط ولاية مينيسوتا، تقود تلك المجموعة السالفة الذكر من النواب في الكونغرس، تلك المجموعة ذات الميول السياسية اليسارية في الولايات المتحدة.
ولا أذكر أن نالت إسرائيل مثل هذا القدر من الانتقادات داخل الكونغرس الأميركي من قبل. ولا أريد المبالغة في الأمر، ولكنّ السواد الأعظم من أعضاء الكونغرس الحاليين لا يرغبون في المواجهة المباشرة مع إسرائيل كما لا يرغبون أيضاً في فرض القيود على المساعدات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل.
لا يزال الرأي العام الأميركي منحازاً بإيجابية ناحية إسرائيل، ولا تساعد الهجمات الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة ضد إسرائيل على التحسين من صورة فلسطين داخل المجتمع الأميركي. وهناك حالة انقسام واضحة داخل أروقة الحزب الديمقراطي الأميركي الحاكم بشأن هذه الأزمة الراهنة، ما بين موقف الرئيس بايدن من التصرفات الإسرائيلية وبين موقف الجناح اليساري للحزب الديمقراطي.
ورغم ذلك، وعلى المدى البعيد، ومع اختفاء الأعضاء الأكبر سناً من الحزب الديمقراطي، من المرجح أن يدفع الأعضاء الشبان حزبهم بالكامل لأن ينتهج السياسات الأكثر تأييداً للفلسطينيين. ولا أعرف ما إذا كان هذا التغيير في الحزب الديمقراطي سوف يأتي قبل أن تتلاشى من الأفق فرصة الوصول إلى حل الدولتين.
-------------
الشرق الاوسط