أصبحنا اليوم بحاجة لثورة داخل المعارضة لإعادة الأمور إلى الطريق الصحيح وإعادة السياسة للسوريين والتفكير بعقلية جديدة مختلفة عن ثنائية المعارضة والنظام التي استهلكت، بل نفكر بعقلية الثورة التي لا تسكت عن المخطئين والمجرمين والخونة مهما كان موقعهم.
ونسمع منذ سنوات طروحات مشبوهة تدعي “الواقعية السياسية” وهي مبطنة لأنها في حقيقتها تريد المبايعة للنظام مع تعديلات تجميلية شكلية فيه. ونسمع رسائل خطيرة من المبعوث الأممي ومن مراكز أبحاث غربية تنادي بضرورة اتباع “خطوة بخطوة” مع النظام والكل متأكد من أن النظام الاسدي لا يقر بأي حقوق للناس ولا يعترف بوجود معارضة وإنما يعتبر كل من يعارضه ارهابياً، كما أنه يتوهم بأنه انتصر في الحرب وبالتالي فهو الذي يقرر مصير سورية من جديد.
“والحقيقة أن هذا النظام فقد اي قدرة على ادارة البلاد سوى استخدام طريقة التشبيح في تجويع الناس وتركهم عرضة للمرض والمظاهر الاجتماعية التي تنخر بحياتهم من تعاطي المخدرات وممارسة الترهيب والاعتقال ضدهم”
وبدلاً من شعار الأسد أو نحرق البلد اختار النظام مقولة جديدة وهي الأسد ونحرق البلد ونركع الناس إلى الأبد.
وهذا لن يتحقق لأنه وهم حقيقي، فالشعب السوري لن يقبل ببقاء هذه العصابة ولن يسمح لها بالاستقرار وحتى مصالح حلفائه ستكون عرضة للخطر الحقيقي، ما دام الدم يجري في عروق السوريين الأحرار.
باختصار فإن السوريين دون استثناء ، يعيشون حالة تردي وتشظي وانهيار مجتمعي ومعيشي يترافق مع انعدام الأمن والأمان.
ولا أحد يتصدر المشهد السياسي ويرفع عالياً صوت الثورة الوطني المستقل.
ولكي لا نلقي اللوم على الآخرين ونتهمهم بالمؤامرة، بالرغم من أنها موجهة ضد الثورة السورية والشعب السوري، فمن واجبنا أن نضع الأصبع على الجرح في ذاتنا، ونقيم أداءنا ونقترح البدائل النزيهة الوطنية المخلصة لإنقاذ سورية كلها للسوريين جميعهم.
فإذا نظرنا الى الائتلاف الوطني فأعضائه من 10 سنوات وهم متشبثين بعضويته ولا هم لهم إلا ارضاء اسيادهم ومن كلفهم بمهمات، ولذلك لابد من تنظيف الائتلاف كليا من كافة أعضائه، فحتى الساكت منهم شيطان أخرس ويتحمل مسؤولية الفشل والخذلان للشعب السوري.
عداك عن عصابة تقود الائتلاف ومارست دوراً إجرامياً بحق الثورة وما زالت تبيع الوهم للسوريين من خلال اللجنة الدستورية وهيئة التفاوض ووفد استانا وهم كاذبون ومرتهنون ولا يصارحون السوريين علما أنهم يعرفون أن النظام لن يقبل بالحل السياسي من أساسه.
أعتقد أن الحوارات لم تعد تجدي ولم يعد لها مكان في نشاطنا السياسي الثوري لأن كل شيء أصبح واضحاً ويمكن التمييز بين العدو والصديق، ويجب الفعل والممارسة العملية وطرح مشروع وطني جوهره التوجه إلى السوريين جميعا لأنهم مستهدفون من النظام الاستبدادي الفاسد وأيضاً هم ضحايا ممارسات مجموعات متسلطة على منظمات المعارضة السياسية والمسلحة.
ولكي لا نعيد المشهد الى المربع الأول أصبح لزاماً على كل وطني وثوري سوري أن يعلن موقفا صريحاً للخروج من الأزمة والفراغ الرهيب الذي وصلنا إليه نتيجة كل ما ذكرناه من ممارسات ضد الثورة ولو باسم الثورة احياناً.
وأرى ما يلي:
إما أن يتم اجراء تغيير جذري وبنيوي في الائتلاف مع الابقاء على اسمه فقط، وهذا ممكن تحقيقه بإرادة السوريين واصرارهم عبر الضغط الشعبي، وكذلك بالتنسيق مع بعض الدول المؤثرة جدا في الائتلاف وما يتبعه من هيئات ومؤسسات. وإما تأسيس جسم سياسي وطني جديد مستقل يجمع كل السوريين الطامحين إلى دولة سورية مدنية ديمقراطية تحقق الكرامة والعدالة للسوريين جميعا في إطار قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015.
الوقت أصبح كالسيف. وعلينا تدارك الأمور لكي لا تقرر الدول مصير بلادنا ونحن نتفرج دون أي دور فاعل.
وشعبنا ينتظر من نخبه الوطنية والثورية دوراً سياسياً نشيطاً يعكس طموحات السوريين المشروعة في العيش في ظل دولة القانون، لأن سورية لا يمكن أن تكون رهينة بيد شخص أو طائفة أو فئة بل هي ملك لكل السوريين دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الطائفة أو الجنس.
ولابد من تحقيق العدالة الانتقالية التي ستعطي المظلومين حقوقهم من المجرمين والظالمين بكافة أشكالهم وألوانهم.
-----------
نداء بوست