كان هذا بعد أن قام بتوقيع "اتفاقية أوسلو" عام 1993 التى اعترف فيها باسرائيل وتنازل عن 78% من أرض فلسطين التاريخية للعدو الصهيونى كما قام بالتخلى رسميا عن الحق فى المقاومة المسلحة والاكتفاء بالتفاوض طريقا وحيدا لتحرير الضفة الغربية وغزة التى لم تتحرر بعد. *** نفس الحكاية تكررت قبلها ببضع سنوات مع الرئيس السادات حين قام بزيارة القدس عام 1977، واعترف باسرائيل وباع فلسطين وسحب مصر من الصراع ضد الكيان الصهيوني، حيث جعلوا منه فى بضعة دقائق بطل الأبطال والشخصية الأهم على رأس قائمة ضيوف وأحباب وأصدقاء البيت الأبيض. وفي المقابل ضاعت مصر. *** شيء مثل هذا قد يكون دائرا اليوم، حيث استقبل البيت الأبيض الأسبوع الماضي لأول مرة في تاريخه وفداً من (الإخوان المسلمين) ضم عبد الموجود درديري، عضو مجلس الشعب، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالحزب، ورجل الأعمال حسين القزاز، مستشار الجماعة، وخالد القزاز، منسق العلاقات الخارجية للحزب، وسندس عاصم، محررة النسخة الإنجليزية من موقع الجماعة على شبكة الإنترنت، حيث اجتمعوا مع مسئولين في مجلس الأمن القومي الأمريكي كما التقوا مع كل من وليام بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، وجيفري فلتمان، مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأوسط. ولقد صرح عضو الوفد عبد الموجود الدرديري، في تصريحات لصحيفة "واشنطن تايمز"، أن الحزب "لن يطرح أي نوع من أنواع الالتزامات الدولية للاستفتاء، فالحزب يحترم هذه الالتزامات بما فيها كامب ديفيد".! وهو الموقف الذى يمثل تراجعا صريحا عن المواقف المعلنة من الاخوان قبل الثورة تجاه "كامب ديفيد". ولقد أتى هذا التصريح الأخير ليتوج سلسلة من المواقف على امتداد العام المنصرف بدءا بإعلان الولايات المتحدة باستعدادها للحوار مع الإخوان في شهر يوليو الماضي ومرورا بسلسلة اللقاءات التي تمت بين قادة (حزب الحرية والعدالة) مع شخصيات أمريكية بارزة مثل جون كيري وجون ماكين وجيمي كارتر وآخرين والذين أعلنوا جميعهم التزام جماعة اإاخوان وحزبها السياسي بـ"معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية". ثم ما جرى الأسبوع الماضي من زيارة وفد من الكونجرس الأمريكي للمهندس خيرت الشاطر بعد إعلان ترشحه للرئاسة والذي أكد لهم التزامه بالمعاهدة. ثم ما ذكرته "إذاعة الجيش الإسرائيلى" "جالى تساهال" أن خيرت أرسل رسالة تهدئة إلى إسرائيل من خلال وفد أعضاء الكونجرس الأمريكي الذى التقاه. ولقد أوضحت الإذاعة الإسرائيلية، أن وفد الكونجرس سمع من الشاطر قوله إنه ملتزم باتفاقية السلام مع إسرائيل، من منطلق الحفاظ على أمن واستقرار مصر، مشيرة إلى أن عضو الكونجرس ديفيد بيرس نقل الرسالة إلى قيادات إسرائيلية رفيعة المستوى. *** وقبل أن يبادر أحد بالرد بأنه لا مانع فى هذه المرحلة الانتقالية من إرسال رسائل تطمينات إلى الولايات المتحدة الامريكية بصفتها الدولة العظمى الأولى فى العالم.. نُذَكِّر بأن هذا الطريق محفوف بالمخاطر وبالتنازلات وبالسقوط الذى لم ينجو منه أحد ممن سلكوه. وأنه يعيد إنتاج نظام مبارك، حيث أن الالتزام بهذه المعاهدة لا يعني الالتزام بالسلام فقط، بل يعني أيضا التوقيع على (عقد بيع فلسطين) حيث تنص المعاهدة في موادها الثانية والثالثة على "أن هذه الأرض هي اسرائيل وليست فلسطين". ناهيك على أن المادة الرابعة منها قد جردت سيناء من السيادة الوطنية حين جردت ثلثيها من السلاح والقوات. فراجعوا أنفسكم يا سادة.
عيون المقالات
حلقة برباغندا إيران انتهت مدة صلاحيتها
26/11/2024
- د. منى فياض
الفرصة التي صنعناها في بروكسل
26/11/2024
- موفق نيربية
(هواجس إيران في سوريا: زحمة موفدين…)
24/11/2024
- محمد قواص
مستقبل لبنان بعهدة شيعته!
23/11/2024
- فارس خشان
هل تخشى إيران من الأسد أم عليه؟
23/11/2024
- ضياء عودة
المهمة الفاشلة لهوكستين
23/11/2024
- حازم الأمين
نظام الأسد وحرب النأي بالنفس عن الحرب
21/11/2024
- بكر صدقي
الأسد الحائر أمام الخيارات المُرّة
17/11/2024
- مالك داغستاني
العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب
17/11/2024
- العميد الركن مصطفى الشيخ
إنّه سلام ما بعده سلام!
17/11/2024
- سمير التقي
تعيينات ترامب تزلزل إيران ورسالة خامنئي للأسد تتعلق بالحرب التي لم تأتِ بعد
17/11/2024
- عقيل حسين
هذا التوجس التركي من اجتياح إسرائيلي لدمشق
16/11/2024
- عبد الجبار عكيدي
السوريات في الحياة الأوروبية والتجارب السياسية
15/11/2024
- ملك توما
هل دقّت ساعة النّوويّ الإيرانيّ؟
13/11/2024
- أمين قمورية
بشـار الأسـد بين علي عبدالله صـالـح وحسـن نصر الله
13/11/2024
- فراس علاوي
“وقف الحروب” اختبارٌ لترامب “المختلف”
13/11/2024
- عبد الوهاب بدرخان
( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )
13/11/2024
- عبد الباسط سيدا*
قنبلة “بهتشلي”.. ماذا يحدث مع الأكراد في تركيا؟
13/11/2024
- كمال أوزتورك
طرابلس "المضطهدة" بين زمنين
13/11/2024
- د.محيي الدين اللاذقاني
حين تمتحن سورية تلك النبوءات كلّّها
12/11/2024
- ايمن الشوفي
|
الاخوان في لبيت الابيضفي عام 1994 قال الملك الحسن ملك المغرب لرئيس منظمة التحرير طبقا لما ورد في كتاب سلام الأوهام لمحمد حسنين هيكل: ((يا أبو عمار، علينا أن نعترف أن هؤلاء الناس أقوياء جدا، ولك أن تتأمل ما فعلوه معك. إنهم استطاعوا فى أربع وعشرين ساعة أن يغيروا صورتك من إرهابي مطلوب إلى صانع سلام يدخل البيت الأبيض، ويتعشى فى وزارة الخارجية، ويتغدى في البنك الدولي، ويشرب الشاي في رقم 10 داوننج ستريت))محمد سيف الدولة
الاثنين 9 أبريل 2012
إقرأ المزيد :
حلقة برباغندا إيران انتهت مدة صلاحيتها - 26/11/2024الفرصة التي صنعناها في بروكسل - 26/11/2024(هواجس إيران في سوريا: زحمة موفدين…) - 24/11/2024مستقبل لبنان بعهدة شيعته! - 23/11/2024هل تخشى إيران من الأسد أم عليه؟ - 23/11/2024 |
|
|