نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


الإسرائيليون يبحثون عن الثراء بين أكوام القمامة!




تل أبيب - جيف أبراموفيتز - بين أكوام النفايات يلهث الإسرائيليون بحثا عن الكنز .. لكنهم لا يبحثون عن قارورة ذهب عند قوس قزح ، بل مرتبة ،مجرد ... مرتبة او فراش.


الإسرائيليون يبحثون عن الثراء بين أكوام القمامة!
ولايكمن السر هنا في شغفهم بالتمتع بنوم عميق على تلك المرتبة ، بل كما تتوارد الشائعات -إن لم يكن واقعا حقيقيا - في أنها تحوي مليون دولار .
القصة التي ألهبت خيال الإسرائيليين ، تناقلتها وسائل الإعلام المطبوعة والالكترونية ، بل إن محافظ البنك المركزي الإسرائيلي ذكرها في أحد أحاديثه وعلق عليها.
الأمر كله بدأ في مدينة رمات غان وهي مدينة تقع شرق تل ابيب ، عندما قامت امرأة لم يعرف سوى أن اسمها أنات بشراء مرتبة جديدة . وبمساعدة العمال ، أنزلت مرتبتها القديمة للشارع ليأخذها عمال جمع القمامة في الصباح ، وفرشت مرتبتها الجديدة وغطت في نوم عميق .
وقالت أنات : " المرتبة الجديدة جيدة وكان يومي حافلا ".
ولم تدرك المسكينة ما حدث إلا عندما فاقت من نومها في الصباح التالي ، وتذكرت انها نسيت تماما أن تخرج مدخرات عمرها من المرتبة القديمة " مبلغ كبير من المال " - لكن ليس مليون دولار كما قالت بعض وسائل الإعلام - من المرتبة القديمة .
وهرعت المرأة في فزع تقفز على درج المنزل ، لكن المرتبة كانت قد اختفت ، لقد أخذها عمال جمع القمامة بالفعل
وخرجت المرأة بعد ثلاث ساعات من البحث والتنقيب بين أكوام القمامة في "مقلب النفايات" شرقي تل أبيب الذي يستقبل ثلاثة ألاف طن من النفايات يوميا ، خالية الوفاض ، عمليات بحث أخرى في مقالب القمامة الضخمة في الجنوب قرب بيرسبع وفي المنطقة الشرقية قرب البحر الميت لم تسفر عن شيء هي الأخرى.
وقالت أنات لـ (د ب أ) اليوم إنها فقدت الامل في العثور على المرتبة والنقود تماما.
ومن المحتمل أن يكون أحد المشردين قد عثر على المرتبة وأخذها قبل مجيء عمال القمامة ، ويغط الان في نوم عميق ، غير مدرك أنه يرقد علي كنز من المال.
من المحتمل أيضا أن تكون المرتبة ملقاة لآن في أحد"مقالب النفايات" ولم يتمكن أحد من رؤيتها برغم أن هذا الاحتمال مستبعد في ظل تلك المتابعة الإعلامية للقصة.
وربما يكون أحدهم قد عثر على المرتبة وأخذها، حيث انتشرت حكاية المرتبة التي تحوي مليون دولار في أرجاء تل أبيب قبل أن تصل أنات لتبحث عنها.
كان أول ظهور لقصة أنات ومرتبتها ، في خبر صغير في الصفحة الأخيرة لصحيفة " يديعوت أحرونوت " اليومية واسعة الانتشار أمس الأربعاء ، وسرعان ما تحولت لحديث الساعة الذي تتناقله الألسن في تل أبيب .
وعادت القصة للظهور بشكل بارز في النشرات الإخبارية المسائية ، برغم أن مذيع النشرة الإخبارية جاي زوهار بالقناة العاشرة يشكك في بعض الجوانب المتناقضة في القصة ، مثل التقارير التي أشارت إلى أن أنات اشترت المرتبة لنفسها وايضا لوالدتها ، وما إذا كان المبلغ المفقود هو مليون دولار نقدا بالفعل كما زعمت بعض الرسائل الإخبارية ، أم هل كان المبلغ أقل كما أكدت أنات نفسها اليوم الخميس .
حتى محافظ البنك المركزي الإسرائيلي ستانلي فيشر نفسه ، عجز عن تجاهل الأمر والترفع عن الجلبة التي أثارتها القصة .
لقد سمع الرجل وهو من مواليد زامبيا ، أنات وهي تتحدث عن ادخارها النقود وإخفائها داخل المرتبة بسبب تجربة مريرة مع البنوك ، فهب ليدافع عن بنوك إسرائيل باعتبارها من المواقع الآمنة للادخار .
وقال إنها أكثر أمانا من حشو الآموال في المراتب على أية حال .
إن قصة مرتبة المليون دولار ليست هي الأولى من نوعها عن فقدان شئ ذات قيمة كبيرة ويكون موضوعا للتهويل بالتواتر والتناقل في إسرائيل.
منذ نحو أربع سنوات ، ألقى طفل عن طريق الخطأ بقرطي أمه المرصعين بالألماس ، كانت قد تركتهما الام فوق منديل . لم تكن القيمة المادية للقرطين كبيرة ، لكنهما كانا يحملان قيمة معنوية وعاطفية ، لكن النتيجة كانت حملة بحث شعواء عن القرطين في أكوام القمامة .
وتحولت الرواية في تقارير الصحف ووسائل الإعلام إلي صورة مجازية عن طفل يلقى بحقيبة محشوة بالألماس.

جيف أبراموفيتز (د ب أ)
الخميس 11 يونيو 2009