تشكل الثورة السورية واحتمالاتها ومآلاتها، العتبة الرئيسة لهذا العبور الإيراني في الاتجاهين، لذا تعمل طهران في هذه الآونة على استثمار كل ما هو إيجابي ومساعد لدورها ومكانتها، وإزاحة كل ما تعتقد أنه يحمل شبهة التأثير في وضعها، مستنفرة في سبيل ذلك كل طاقاتها وإمكاناتها. ومن الناحية العملية: تسعى طهران، في ضوء التطورات الراهنة إلى تغيير الواقع الميداني والسياسي في سورية. وتعتقد طهران أن القمة الاميركية- الروسية المقبلة ربما تحاول رسم «وجه العالم الجديد»، وفق حسابات خاصة تضع فيها طهران الأزمة السورية في مرتبة الحدث الأكثر تأثيراً في مخرجات السياسة الدولية في الوقت الحاضر، لذلك فهي تتخذ خطوات على أكثر من صعيد للتأثير في نتائج هذه القمة الموعودة، وذلك بالتعاون من الأطراف المتحالفة معها، وتحديداً النظام السوري وقيادة «حزب الله» والحكومة العراقية. وفي هذا السياق، تعمل طهران على تغيير الواقع الميداني في سورية لمصلحة النظام، وكشفت مصادر إعلامية أخيراً ان السلطات الإيرانية استطاعت إقناع بشار الأسد بإعطاء دور غير محدود لـ «حزب الله»، ووضع كل إمكانات الجيش السوري في متناول قيادته، لأن المنطقة لا تتحمل سقوط الحكومة السورية. وتؤكد المصادر أيضاً أن إيران أقنعت دمشق بفتح باب الجهاد لمن يريد من العرب والمسلمين لمقاتلة إسرائيل انطلاقاً من الجولان، وتحويل هذه المنطقة إلى جبهة مواجهة مع إسرائيل بالشكل الذي يعد تحولاً في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي.
وتطبيقاً لهذا الأمر، دفعت طهران ميليشيات موالية لها في العراق ولبنان منها «حزب الله» الى ارسال مقاتلين للوقوف الى جانب قوات النظام ضد تنظيمات الثورة السورية المسلحة من «الجيش الحر» وبخاصة على جبهة حمص - القصير وفي دمشق ومحيطها قرب المقامات الشيعية، وكذلك في منطقة حوران.
هذه الإجراءات الإيرانية تأتي في إطار إستراتيجية أوسع، تقوم على مرتكزات عدة، القاعدة الأساسية فيها تقوم على تقديم كل أنواع الدعم الممكن في سبيل احتفاظ نظام الأسد بالسلطة في سورية، وتحت هذا العنوان الأساسي يندرج الكثير من الإجراءات اللازمة لتأدية هذه الوظيفة، منها القيام بحملة دولية من أجل تخفيف التأييد الدولي للثورة السورية، وذلك من خلال العمل في الساحات الدولية التي تملك طهران فيها تأثيراً مالياً وأيديولوجياً، وبخاصة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
في الإطار ذاته، تعمد طهران على اتباع تكتيك كسب الوقت للنظام عبر محاولاتها طرح تصورات معينة للحل، وهو الأمر الذي حاولته من النافذة الروسية عبر التلميح للراعي الروسي بإمكان القبول بتنحي بشار الأسد عبر المفاوضات المسماة «جنيف 2»، التي يعتقد البعض انه إذا قيد لها أن تنطلق فستدخلها إيران في دهاليز الزمن الكافي باعتقادها لانتصار الأسد على الشعب السوري وكسر ثورته، مع التأكيد أن يكون الواقع الميداني هو الذي يحدد سقف التسويات أو التوافقات الدولية، وعلى ضوء هذه النتائج، يتم في الوقت ذاته التخفيف قدر الإمكان من الكلام على جرائم النظام وارتكاباته بحق السوريين بل والوصول إلى مرحلة تجاوزها وذلك من خلال خلق بديل يخطف الأضواء ويحول بوصلة الحدث إلى مكان آخر، عبر تسخين جبهة الجولان وفتحها كنافذة مقاومة تتشكل على عجل من بقايا فصائل تعمل تحت إمرة إيران وبمعرفتها، وهو الأمر الذي سيدفع بالثورة إلى مرتبة الحدث الداخلي أو إلى حالة تشبه التمرد في أحسن الأحوال.
لا شك في أن الهم الأكبر لإيران في هذه الآونة هو تعزيز بنية إقليمية حاضنة، لا تدعم موقف إيران من سورية فقط وإنما من قضايا مهمة في إستراتيجية إيران الإقليمية ومنها الملف النووي، وأمن الشرق الأوسط، والسيطرة في الخليج، ولنظام سورية كما تراه إيران حضور مهم في تلك الإستراتيجية، لذا فإن إيران تستنفر كل طاقاتها من أجل تثبيت نظام الأسد في الحكم.
لكن إلى أي مدى يمكن نجاح مشروع كهذا، في خضم ساحة تتصارع فيها الإستراتيجيات والإستراتيجيات المضادة؟ ذلك أن إيران وعلى رغم زخم الإمكانات المالية التي تضخها في ساحة المعركة السورية، فهي لا تستطيع التأثير في مآلات الحدث الذي تحوّل إلى ساحة استقطاب وجذب لكل الصراعات العالمية.
بناءً على ذلك، فثمة من يدفع إيران للتورط أكثر في سورية، بل ويسهل لها ذلك. انطلاقاً من أن التدخل اصبح مصيدة لها في معركة لم تعد مجدية استراتيجياً، كما أن العمليات العسكرية التي يخوضها «حزب الله» تضعف من انتشار «جبهة النصرة»، كما أنها تستهلك الحزب وتنهكه في الآن ذاته، وبالتالي فلا ضير من غض النظر عن اتساع رقعة أو عمق التورط الإيراني في الجغرافيا السورية وتركها تستنزف كل احتياطاتها المالية والعسكرية في مجاهيل الحدث السوري.
إيران تشعل سورية، وتحترق في نار مرجلها. وثمة من يرى أن النار السورية لم تعد بعيدة من قلب طهران نفسها، فالأمر لا يحتاج الى أكثر من شرارة لن يطول وقت وصولها إلى كوم القش الإيراني.
وتطبيقاً لهذا الأمر، دفعت طهران ميليشيات موالية لها في العراق ولبنان منها «حزب الله» الى ارسال مقاتلين للوقوف الى جانب قوات النظام ضد تنظيمات الثورة السورية المسلحة من «الجيش الحر» وبخاصة على جبهة حمص - القصير وفي دمشق ومحيطها قرب المقامات الشيعية، وكذلك في منطقة حوران.
هذه الإجراءات الإيرانية تأتي في إطار إستراتيجية أوسع، تقوم على مرتكزات عدة، القاعدة الأساسية فيها تقوم على تقديم كل أنواع الدعم الممكن في سبيل احتفاظ نظام الأسد بالسلطة في سورية، وتحت هذا العنوان الأساسي يندرج الكثير من الإجراءات اللازمة لتأدية هذه الوظيفة، منها القيام بحملة دولية من أجل تخفيف التأييد الدولي للثورة السورية، وذلك من خلال العمل في الساحات الدولية التي تملك طهران فيها تأثيراً مالياً وأيديولوجياً، وبخاصة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
في الإطار ذاته، تعمد طهران على اتباع تكتيك كسب الوقت للنظام عبر محاولاتها طرح تصورات معينة للحل، وهو الأمر الذي حاولته من النافذة الروسية عبر التلميح للراعي الروسي بإمكان القبول بتنحي بشار الأسد عبر المفاوضات المسماة «جنيف 2»، التي يعتقد البعض انه إذا قيد لها أن تنطلق فستدخلها إيران في دهاليز الزمن الكافي باعتقادها لانتصار الأسد على الشعب السوري وكسر ثورته، مع التأكيد أن يكون الواقع الميداني هو الذي يحدد سقف التسويات أو التوافقات الدولية، وعلى ضوء هذه النتائج، يتم في الوقت ذاته التخفيف قدر الإمكان من الكلام على جرائم النظام وارتكاباته بحق السوريين بل والوصول إلى مرحلة تجاوزها وذلك من خلال خلق بديل يخطف الأضواء ويحول بوصلة الحدث إلى مكان آخر، عبر تسخين جبهة الجولان وفتحها كنافذة مقاومة تتشكل على عجل من بقايا فصائل تعمل تحت إمرة إيران وبمعرفتها، وهو الأمر الذي سيدفع بالثورة إلى مرتبة الحدث الداخلي أو إلى حالة تشبه التمرد في أحسن الأحوال.
لا شك في أن الهم الأكبر لإيران في هذه الآونة هو تعزيز بنية إقليمية حاضنة، لا تدعم موقف إيران من سورية فقط وإنما من قضايا مهمة في إستراتيجية إيران الإقليمية ومنها الملف النووي، وأمن الشرق الأوسط، والسيطرة في الخليج، ولنظام سورية كما تراه إيران حضور مهم في تلك الإستراتيجية، لذا فإن إيران تستنفر كل طاقاتها من أجل تثبيت نظام الأسد في الحكم.
لكن إلى أي مدى يمكن نجاح مشروع كهذا، في خضم ساحة تتصارع فيها الإستراتيجيات والإستراتيجيات المضادة؟ ذلك أن إيران وعلى رغم زخم الإمكانات المالية التي تضخها في ساحة المعركة السورية، فهي لا تستطيع التأثير في مآلات الحدث الذي تحوّل إلى ساحة استقطاب وجذب لكل الصراعات العالمية.
بناءً على ذلك، فثمة من يدفع إيران للتورط أكثر في سورية، بل ويسهل لها ذلك. انطلاقاً من أن التدخل اصبح مصيدة لها في معركة لم تعد مجدية استراتيجياً، كما أن العمليات العسكرية التي يخوضها «حزب الله» تضعف من انتشار «جبهة النصرة»، كما أنها تستهلك الحزب وتنهكه في الآن ذاته، وبالتالي فلا ضير من غض النظر عن اتساع رقعة أو عمق التورط الإيراني في الجغرافيا السورية وتركها تستنزف كل احتياطاتها المالية والعسكرية في مجاهيل الحدث السوري.
إيران تشعل سورية، وتحترق في نار مرجلها. وثمة من يرى أن النار السورية لم تعد بعيدة من قلب طهران نفسها، فالأمر لا يحتاج الى أكثر من شرارة لن يطول وقت وصولها إلى كوم القش الإيراني.