لتحدد بوصلتها وليتجه المؤشر أخيرا نحو تأييد الرئيس مرسي وقراراته المثيرة للجدل، وهذا الذي اتضح جليا في مليونية ميدان جامعة القاهرة السبت الماضي، التي نظمتها التوجهات الإسلامية بكل ألوان الطيف، حيث رفعوا لافتات ضد نجوم التحيز في الإعلام المصري. كما ساهم الاستقواء الليبرالي الشرس بمكينته الإعلامية ضد من يمتهن السياسة من الإسلاميين كالإخوان في بعث المارد السلفي من قمقمه، بعد أن كان كامنا ساكنا غير مؤثر في السياسة ولا متأثر منها، فامتهنها أخيرا وبحماسة شديدة، وأعلن اصطفافه بقوة مع الإخوان، مع أن المطلع على أحوال العلاقة بين هذين التيارين يعلم أن بينهما «زعل» منهجيا وحركيا قديما.
ولهذا لم يكن أحد يتصور أن يكون بينهما هذه الحميمية التي ساهمت في خلقها، من ضمن أسباب أخرى، ترسانة الليبراليين الإعلامية التي تحيزت في الصراع تحيزا شديدا.
الخطأ الفادح الذي ارتكبه عدد من الفضائيات والصحف المصرية هو أنها استخدمتها تعبيرا عن نبض قلب مالكيها وموجهيها وليس نبض الشارع المصري، مع أن في قرارات الرئيس مرسي الدستورية الأخيرة ثغرات ومستمسكات لو أنها تناولتها بذكاء وهدوء وروية بعيدا عن التحيز الشديد في اختيار المواضيع والضيوف لاستطاعت كسب شرائح من الشعب المصري لم تحدد بوصلتها، أو في أقل الأحوال تحييدها بدل دفعها لمناصرة الإخوان.
لقد تصور كثير من الذين يسيطرون على الإعلام المرئي والمسموع والمقروء أن مجرد «الاستحواذ» والسيطرة كفيل بتمرير الأجندات وتسويق التغيير وغسل المخ ما دام الصوت عاليا ومسموعا، وهذا غير دقيق، فالسيطرة الإعلامية ذات الطرح الإقصائي الشرس تعطي نتائج عكسية، تماما مثل الحاكم الإقصائي الشرس الذي يظن أنه بسيطرته وتسلطه وإقصائه لخصومه سيقوي وضعه ضدهم، والصحيح هو العكس، فقد ساهم نظام مبارك، بإقصائيته الشديدة وتلاعبه بالانتخابات البرلمانية وجرجرته لخصومه من الإخوان للمحاكم والسجون، في خلق شعبية ساهمت بلا ريب، وضمن أسباب أخرى، في تولي الرئيس مرسي بعد سقوط نظام مبارك ليكون لهم عدوا وحزنا، وهذا بالضبط ما تفعله الآلة الإعلامية الليبرالية في مصر.. صحيح أنه ليس في يدها سوط ولا كرباج، لكن القهر المتولد من الطرح الإقصائي، وتطويل اللسان، وتضخيم الصغير، وتصغير الضخم، وإنكار المنجزات، والسباب والإهانات، يبعث تلقائيا على التعاطف مع الشريحة المستهدفة.
ولهذا لم يكن أحد يتصور أن يكون بينهما هذه الحميمية التي ساهمت في خلقها، من ضمن أسباب أخرى، ترسانة الليبراليين الإعلامية التي تحيزت في الصراع تحيزا شديدا.
الخطأ الفادح الذي ارتكبه عدد من الفضائيات والصحف المصرية هو أنها استخدمتها تعبيرا عن نبض قلب مالكيها وموجهيها وليس نبض الشارع المصري، مع أن في قرارات الرئيس مرسي الدستورية الأخيرة ثغرات ومستمسكات لو أنها تناولتها بذكاء وهدوء وروية بعيدا عن التحيز الشديد في اختيار المواضيع والضيوف لاستطاعت كسب شرائح من الشعب المصري لم تحدد بوصلتها، أو في أقل الأحوال تحييدها بدل دفعها لمناصرة الإخوان.
لقد تصور كثير من الذين يسيطرون على الإعلام المرئي والمسموع والمقروء أن مجرد «الاستحواذ» والسيطرة كفيل بتمرير الأجندات وتسويق التغيير وغسل المخ ما دام الصوت عاليا ومسموعا، وهذا غير دقيق، فالسيطرة الإعلامية ذات الطرح الإقصائي الشرس تعطي نتائج عكسية، تماما مثل الحاكم الإقصائي الشرس الذي يظن أنه بسيطرته وتسلطه وإقصائه لخصومه سيقوي وضعه ضدهم، والصحيح هو العكس، فقد ساهم نظام مبارك، بإقصائيته الشديدة وتلاعبه بالانتخابات البرلمانية وجرجرته لخصومه من الإخوان للمحاكم والسجون، في خلق شعبية ساهمت بلا ريب، وضمن أسباب أخرى، في تولي الرئيس مرسي بعد سقوط نظام مبارك ليكون لهم عدوا وحزنا، وهذا بالضبط ما تفعله الآلة الإعلامية الليبرالية في مصر.. صحيح أنه ليس في يدها سوط ولا كرباج، لكن القهر المتولد من الطرح الإقصائي، وتطويل اللسان، وتضخيم الصغير، وتصغير الضخم، وإنكار المنجزات، والسباب والإهانات، يبعث تلقائيا على التعاطف مع الشريحة المستهدفة.