نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


أدونيس والحول الثوري






كثيرون هم الذين تناولوا أدونيس نقداً (مدحاً وذماً) قبل بدء الثورة السورية وإلى الآن ... ولعله كان لفترة ما من أبرز الشخصيات الصادمة لموقفه الصريح والمعلن بعدائه للثورة السورية منذ اندلاعها ....
كتب أدونيس في الحياة منذ أيام مضت موجهاً تحية لميادين تحرير مصر مؤكداً على أن 30 يونيو هو يوم تاريخي فاصل ضد أخونة المجتمع المصري، وهو الذي سيجلب لمصر وجهها العلماني المشرق بسيادة الحرية والعدالة والمساواة التي حُرموا منها زمن الإخوان،


 كما حيا أدونيس المرأة المصرية في ميدان التحرير والتي هي شريكة للرجل في كل شيء إلا فيما ينافي الطبيعة ونبذ العنف بكل أشكاله وطالب بالاستقلالية ومنع التدخل الأجنبي لأي طرف من الأطراف, لعلها حالة فصام كبير (شيزوفرينيا) تلك التي يعاني منها أدونيس فـ 30 يونيو يوم تاريخي فاصل في حياة المصريين أما 15 آذار "سوريا" فهو يوم بدء الفوضى من قبل رعاع همج في سوريا، والمرأة المصرية في ميدان التحريرهي أنثى عاقلة ناضجة وشريكة للرجل بكل مناحي الحياة أما المرأة السورية فهي أنثى رخيصة غير ذات قيمة بنظره، فلقد نسي هذا الدعي أم الشهيد وزوجه وابنته وطفلته ...ونسي المرأة الثائرة التي ساهمت بالحراك الثوري بداية بالتظاهر والاعتقال وليس انتهاء بالقتال والاستشهاد ..ولم يتورع من الحديث عن جهاد المناكحة بحق الثائرات السوريات المناضلات فهو كما قال أحدهم:" أدونيس يسجد في ميدان التحرير وينهى عن تراتيل الحرية في سوريا".
ففي حين يقول أدونيس "تحاول العقلية الإخوانية في مصر تحويل الإسلام – الثقافة والحضارة – إلى مجرد حزب سياسي يتمثل فيه وحده الإسلام الصحيح وبالتالي يصبح الإسلام ملكاً خاصاً وحصرياً بفئة معينة" ... فإنه هو نفسه الذي هلل في سبعينيات القرن الماضي للثورة الإسلامية الإيرانية، وأن مرجعيتها الدعوة للأصالة والتراث لخلق هوية متفردة.
أدونيس المغترب جسداً وعقلاً وثقافة، المنقطع عن مجتمعه منذ عقود، لم يخجل أثناء تردده على "وطنه الأم" سوريا من التتلمذ على يد "مشايخ" الطائفة العلوية كما أكد مقربون منه، في حين أنه ينبذ الأديان علانية، وفي هذا ردة "باطنية" لم يستطع فيما يبدو التخلص من تبعاتها مع طول الغربة وانفتاح المغترب، وهكذا كان في مسيرته الشعرية المرتبكة، من العمود إلى جحود الأبوية ونكرانها إلى "كيمياء الشعر" ومن ثم الردة وكأنه يدور في حلقة مفرغة، لا مرشد له ولا هو بالمرشد الذي استطاع استحداث مدرسة لها روادها وأشياعها لا شعرياً ولا سياسياً، فعلى الصعيد الشعري لا يبدو كافياً أن يتأسى ويتفجع لقطع رأس تمثال المعري من قبل "الظلاميين" ، وهو الذي ما قدّم عبر تاريخه ما يخدم إرث المعري، وعلى الصعيد السياسي لم تكن مداراته أوسع من الفلك الطائفي الذي يتهم لا دينياً ولكن مذهبياً وعقائدياً وبالتالي "طائفياً" .. ويستمر منظرو الحداثة وما بعدها وما بعد بعدها باستحداث مناظير يرون من خلالها ما يريدون وحسب، ظانين أن العالم يمكن أن يرى بعيونهم.. وكأنهم لم يفقهوا أبداً ما رآه درويش أو أنهم لم يلمحوا هبوب النوارس: "أرى ما أُريدُ من البحر... إني أرى هُبوبَ النوارس عند الغروب فأُغمض عينيّ : هذا الضياعُ يؤدِّي إلى أندلُسْ وهذا الشراعُ صلاةُ"..

منى البزال
الخميس 10 أكتوبر 2013