يشكل الصحافيون الضحايا العرضيين لحرب العصابات الدموية
يطالبوننا على سبيل المثال بعدم نشر الرسائل التي يعلقونها على جثث اعدائهم او الرسائل التي يتركها اعداؤهم على جثث افراد العصابة".
ويتولى خوان (58 عاما) ادارة صحيفة "ايل ديباتي دي لوس كالنتوروس" التي توزع 3500 نسخة يوميا في سيوداد التاميرانو، وهي مدينة صغيرة يسكنها 35 الف شخص على الحدود مع ولايتي غيريرو وميتشواكان (الجنوب) على بعد ثلاثمئة كيلومتر من مكسيكو في منطقة تييرا كالينتي" (الارض الحارة).
وهذه الصفة مستوحاة في الاساس من ارتفاع حرارة الطقس في هذه المنطقة غير انها تعكس كذلك نضالات الفلاحين والميليشيات المسلحة في الماضي. اما اليوم فصارت ترتبط بتصفية الحسابات بين كارتيلات المخدرات التي اودت بحياة 14 الف شخص في المكسيك منذ نهاية العام 2006.
هذا المكان هو كذلك موطن "لا فاميليا" (العائلة) وهي عصابة باتت اخيرا من بين الاكثر سطوة في المكسيك وتتخصص في انتاج المخدرات المصنعة.
وتحدت هذه المنظمة المسلحة الشرطة في تموز/يوليو الماضي فاغتالت ستة عشر موظفا فدراليا عثر على جثث اثني عشر منهم مكدسة على جانب الطريق.
ويشكل الصحافيون "الضحايا العرضيون" لهذه الحرب الدموية بين الكارتيلات المختلفة للسيطرة على تجارة المخدرات وتصديرها الى الولايات المتحدة وهي المستهلكة الرئيسية للكوكايين الذي تنتجه. وبحسب منظمة "مراسلون بلا حدود"اغتيل 57 صحافيا واختطف عشرة وفقد اثرهم منذ العام 2000.
وتخشى سكرتيرة تحرير "ايل ديباتي" مارفيليا زافاليتا من "الارقام المجهولة".
وتقول "تصيبني هذه الاتصالات بالتوتر، الى درجة اني انسى مضمونها. كدت استقيل من وظيفتي بعدما اغتالوا احد موزعينا. كان في السادسة عشرة. في الواقع لم يكن يبيع الجريدة وانما كان احد "الصقور" في الاشارة الى اللقب الذي يمنح للفتية الذين يتقاضون المال من المروجين للتجول في المدينة على متن دراجات نارية ومراقبة احوال "التجارة".
ويقول المراسل ازراييل فلوريس (30 عاما)، "اراعي الحيطة عندما اخرج من المنزل لأحمي نفسي وعائلتي، فضلا عن اني اتصل بزوجتي باستمرار". وبدأ المحرر العمل في الصحيفة في الخامسة عشرة ولم يغادرها سوى خلال خمسة اعوام ليدرس الصحافة في مكسيكو.
ويضيف "ينصحني البعض بالمغادرة وبتغيير مهنتي، غير ان الصحافة تروقني، وانا انتمي الى هذا المكان. احيانا اشعر باليأس لا ريب وبالحاجة الى الراحة".
اما خوان فلا يتخذ اي احتياطات في الشارع او في الصحيفة ويقول بنبرة من يستسلم للقدر "امكانياتنا محدودة للغاية مقارنة مع هؤلاء الاشخاص، وفي امكانهم وفي اي لحظة المجيء الى هنا لمهاجمتنا او خطفي، لا بل خطفنا جميعا".
ويضيف اشعر كصحافي اني مقيد. يمكننا ان ننجز تحقيقات معمقة، غير ان ذلك يعني اختفاءنا عن وجه الارض. يرقد الابطال في المقبرة، وانا لا ارغب في ان اصير بطل
ويتولى خوان (58 عاما) ادارة صحيفة "ايل ديباتي دي لوس كالنتوروس" التي توزع 3500 نسخة يوميا في سيوداد التاميرانو، وهي مدينة صغيرة يسكنها 35 الف شخص على الحدود مع ولايتي غيريرو وميتشواكان (الجنوب) على بعد ثلاثمئة كيلومتر من مكسيكو في منطقة تييرا كالينتي" (الارض الحارة).
وهذه الصفة مستوحاة في الاساس من ارتفاع حرارة الطقس في هذه المنطقة غير انها تعكس كذلك نضالات الفلاحين والميليشيات المسلحة في الماضي. اما اليوم فصارت ترتبط بتصفية الحسابات بين كارتيلات المخدرات التي اودت بحياة 14 الف شخص في المكسيك منذ نهاية العام 2006.
هذا المكان هو كذلك موطن "لا فاميليا" (العائلة) وهي عصابة باتت اخيرا من بين الاكثر سطوة في المكسيك وتتخصص في انتاج المخدرات المصنعة.
وتحدت هذه المنظمة المسلحة الشرطة في تموز/يوليو الماضي فاغتالت ستة عشر موظفا فدراليا عثر على جثث اثني عشر منهم مكدسة على جانب الطريق.
ويشكل الصحافيون "الضحايا العرضيون" لهذه الحرب الدموية بين الكارتيلات المختلفة للسيطرة على تجارة المخدرات وتصديرها الى الولايات المتحدة وهي المستهلكة الرئيسية للكوكايين الذي تنتجه. وبحسب منظمة "مراسلون بلا حدود"اغتيل 57 صحافيا واختطف عشرة وفقد اثرهم منذ العام 2000.
وتخشى سكرتيرة تحرير "ايل ديباتي" مارفيليا زافاليتا من "الارقام المجهولة".
وتقول "تصيبني هذه الاتصالات بالتوتر، الى درجة اني انسى مضمونها. كدت استقيل من وظيفتي بعدما اغتالوا احد موزعينا. كان في السادسة عشرة. في الواقع لم يكن يبيع الجريدة وانما كان احد "الصقور" في الاشارة الى اللقب الذي يمنح للفتية الذين يتقاضون المال من المروجين للتجول في المدينة على متن دراجات نارية ومراقبة احوال "التجارة".
ويقول المراسل ازراييل فلوريس (30 عاما)، "اراعي الحيطة عندما اخرج من المنزل لأحمي نفسي وعائلتي، فضلا عن اني اتصل بزوجتي باستمرار". وبدأ المحرر العمل في الصحيفة في الخامسة عشرة ولم يغادرها سوى خلال خمسة اعوام ليدرس الصحافة في مكسيكو.
ويضيف "ينصحني البعض بالمغادرة وبتغيير مهنتي، غير ان الصحافة تروقني، وانا انتمي الى هذا المكان. احيانا اشعر باليأس لا ريب وبالحاجة الى الراحة".
اما خوان فلا يتخذ اي احتياطات في الشارع او في الصحيفة ويقول بنبرة من يستسلم للقدر "امكانياتنا محدودة للغاية مقارنة مع هؤلاء الاشخاص، وفي امكانهم وفي اي لحظة المجيء الى هنا لمهاجمتنا او خطفي، لا بل خطفنا جميعا".
ويضيف اشعر كصحافي اني مقيد. يمكننا ان ننجز تحقيقات معمقة، غير ان ذلك يعني اختفاءنا عن وجه الارض. يرقد الابطال في المقبرة، وانا لا ارغب في ان اصير بطل