نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران وتجرّع كأس السم

30/10/2024 - هدى الحسيني

كيف صارت إيران الحلقة الأضعف؟

23/10/2024 - مروان قبلان

الأسد والقفز بين القوارب

20/10/2024 - صبا مدور

هل ستطول الحرب الإسرائيلية نظام الأسد؟

20/10/2024 - العقيد عبد الجبار عكيدي


کرة النار في حضن نصرالله







لم يلفت التصريح الناري الاخير للسيد حسن نصرالله بشأن تفجير قنبلة بخصوص دور اسرائيل في إغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق السيد رفيق الحريري، أنتباه إي من الاوساط السياسية و الاستخبارية على صعيدي المنطقة و العالم، وانما فسرت على أساس انها رد فعل إنفعالي ضد السياق الذي بدأ يتوضح شيئا فشيئا بخصوص دور محتمل لعناصر من حزب الله اللبناني في إغتيال الحريري.


الامين العام لحزب الله، وإذ يعود بتصريحه الناري هذا الى سابق عهده حينما کان يدلو بدلوه قبل و أثناء و عقب مختلف الوقائع و الاحداث (بعد فترة ملفتة للنظر في الاقلال من هکذا تصريحات)، لکن يبدو ان هذا التصريح ليس بإمکانه مطلقا أن يرقى الى مستوى سابق تصريحاته، التي کان يطلقها و الحزب في عنفوانه السياسي و العسکري ولم يرتکب تلك الهفوات الکارثية التي حجمت و قلصت من حجمه و دوره بصورة بدت واضحة لأبسط مراقب سياسي، التصريح(القنبلة) الذي وعد به نصرالله أعدائه و هدد بتأثيراته على الداخل اللبناني، لايخرج مطلقا عن مجرد مناورة سياسية مغلفة ببضعة تقارير و ملحقات أمنية لايبدو انها قد تنفع حتى في الوقت الضائع، لکن النقطة المهمة و الحساسة في التصريحات الاخيرة للسيد نصرالله، ان فيها أکثر من إشارة أکبر من عبارات عن دور الحزب قبالة الدولة اللبنانية بسياق(دولة داخل دولة).

قضية إغتيال رفيق الحريري التي صارت أشهر من نار على علم و ثارت تکهنات عديدة بشأنها، تبدو الان وکأنها کرة من نار يقذفها(حلفاء الامس)بأحضان بعضهم و يسعون للتخلص منها بأي شکل من الاشکال، ويبدو ان السوريين الذي أکتووا کثيرا بها، وبعد(الثمن)الذي دفعوه ضمنيا و تلك السيناريوهات المتباينة التي تم إعدادها لدفع دمشق بفاصلة أکبر مع طهران، قد نجحوا في إبعاد کرة النار عن أحضانهم و هي الان تحديدا في حضن الامين العام لحزب الله الذي يظهر انه بدأ يعلم جيدا تبعات و تداعيات بقاء هذه الکرة في حضنه، لکن مشکلة نصرالله انه لايتمکن من رميها مجددا في أحضان السوريين ولا في أحضان مرجعيته الفکرية السياسية في طهران، ومن هنا فليس أمامه غير إسرائيل التي يبدو انها وبعدحرب صيف ٢٠٠٦ المدمرة تشعر بغبطة وهي تجد السيد نصرالله محصورا في زاوية ضيقة و في موقف قد لايحسد عليه أبدا، لکن، هذا الاتهام الذي سبق لنصرالله وان أطلقه ومن دون أن يقدم أية دلائل و قرائن تثبت حقيقة مزاعمه، يبدو واضحا الجهد الکبير المبذول فيه من أجل(رتق)و(رقع) القرائن و الادلة لکي تٶدي الى إتهام الدولة العبرية بذلك، بيد ان الامر الواضح جدا، هو ان السيد نصرالله يدرك جيدا ان بضاعته هذه ومهما عمل لکي يعرضها بالصورة اللائقة، فإنها لن تکون أمام النظارة الحقيقيين و"أهل الحل و العقد" أکثر من بضاعة کاسدة و لم تعد صالحة للإستعمال أبدا وان الاولى و الاجدر بأمين عام حزب الله أن يهيأ نفسه للمرحلة المقبلة من الصراع الطويل الذي ينتظر حزبه فيما يتعلق بقضية إغتيال الحريري وان الفبرکة و الرتوشات و الترقيعات لن تقدم أو تٶخر في الامر شيئا، والاهم من ذلك کله، ان الجهات المعنية بالتحقيق في عملية إغتيال الحريري، وبدلا من تصريحات نارية يرغبون في الاستماع لکلام هادئ جدا يمکن الخروج منها بحصيلة ما قد تقود الى ثمة نتيجة، وقطعا لايمکن أبدا للسيد نصرالله التعامل بهذا الاسلوب و سوف تبقى کرة النار في حضنه حتى إشعار آخر

نزار جاف
الاربعاء 11 غشت 2010