نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


يقظة الوعي






«عندما ندرك عمق وأبعاد ما نفعله نمد أنفسنا بإحساس المسؤولية بعيداً عن الاستغراق في الأفكار»


في كل نسق ديني، هناك ما يسمى الورع وهناك ما يسمى التأقلم. الورع يعني أن نثق بأنفسنا، وبالطريق الذي نسلكه. أما التأقلم فهو أن نمارس الأشياء التي يفرضها علينا ذلك الطريق.

عندما تقول: «إنني مصمم على دراسة الطب»، يكون لهذه العبارة تأثير على حياتك، حتى قبل الانخراط في الدراسة. أنت ترى أن هذه خطوة إيجابية، وتريد أن تمضي قدما لتحقيقها. الشيء نفسه يحدث في أي نسق فكري. يقول أصحاب الفلسفات الكبرى إن الطريق إلى السلام هو مجرد مصادفة.

عندما نشرب كوبا من الماء بوعي تام لما نفعل، نفهم عندئذ المعنى الحقيقي لكلمة «تنوير»، أي أن نعي الأمور بشكل واضح. ومع الوعي بما نفعل يأتي الإحساس بالمسؤولية.

وهذا لا يمت بصلة لمسألة الاستغراق في الأفكار. دعنا نفكر في معنى الكلمة. ذلك هو الاعتناء بشيء قبل أن يحدث. محاولة حل مشكلات لم يتوفر لها الوقت لتقع بعد. واختيار أسوأ جوانب الأشياء قبل أن نراها، دائما. هناك، بالطبع، استثناءات كثيرة. أحدها بطل هذه القصة القصيرة.

حكم ملك هندي في غابر الزمان بالإعدام على رجل. وبمجرد انتهاء المحاكمة قال الرجل المدان: «جلالتكم رجل حكيم، ومهتم بكل ما يفعله رعاياك. أنت تحترم الزعماء الدينيين، والحكماء، والسحرة، والدراويش. حسنا، عندما كنت طفلا، علمني جدي كيف أجعل حصانا أبيض يطير. ليس هناك شخص آخر في هذه المملكة يعرف كيف يفعل ذلك، ولهذا السبب يجب أن لا أموت».

على الفور أصدر الملك أوامره بإحضار حصان أبيض له.

قال الرجل المدان: «أريد أن أقضي عامين مع هذا الحصان».

قال الملك وقد ساوره الشك: «ستقضي عامين آخرين مع الحصان، ولكن إذا لم يتعلم الحصان كيف يطير، فسيتم إعدامك».

غادر الرجل ومعه الحصان، سعيدا بالحياة. ولدى وصوله إلى منزله، وجد عائلته كلها تذرف الدموع.

صرخ الجميع: «هل أنت مجنون؟ متى كان أي فرد في هذا البيت يعرف كيف يجعل حصانا أبيض يطير؟».

رد عليهم قائلا: «لا تقلقوا، أولا، لم يحاول أحد في هذا البيت أن يجعل حصانا يطير، ولذلك، كيف نعرف أن أحدا منا لا يمكنه أن يفعل ذلك . ثانيا، الملك متقدم جدا في السن، وربما يموت خلال هذين العامين.

ثالثا، ربما يموت الحصان نفسه، وسأحصل على عامين آخرين لكي أدرب حصانا آخر. ولا داعي لذكر احتمال حدوث ثورة أو انقلاب، أو عفو عام، وحتى إذا بقي كل شيء على ما هو عليه، فسأكون قد فزت بعامين آخرين من الحياة، يمكنني خلالهما أن أفعل أي شيء أريده، فلماذا إذن تعتقدون جميعا أن ما فعلته ليس شيئا جيدا؟» .





باولو كويلو
الجمعة 5 نونبر 2010