وفي الجزيرة أفتتح كافتيريا صغيرة كما يفعل المهاجرون اليونانيين من أبناء جلدته. كان رجل رقيق القلب, وأمين , وشديد الاهتمام بالشؤون العالمية. أمه من جنوب ألبانيا حيث كانت تقطن في قرية قريبة من مسقط رأس أبيه , هربت منها بعد أن قتل الشيوعيين أخويها. فأنهار أبوها من فرط حزنه عليهم, ولقي حتفه بأزمة قلبية. وشقت طريقها إلى ساحل الأدرياتيكي ,ومنه إلى روما وأثينا على متن غواصة بريطانية عقب الحرب العالمية الثانية. ولكن عمها لامبروس الذي يعمل في نيويورك حدث والدي جون عن ابنة أخيه, وأوضح له أنها ليست جميلة فقط وإنما هي أيضاً قريبة من قرية مسقط رأس أبي. مما شجع والدي جون إلى العودة للوطن اليونان عام 1952م, وراح يفتش عنها حتى التقاها بعد أسبوعين,حيث تزوجها, وأصطحبها إلى كونيز في الولايات المتحدة الأميركية حيث يوجد جالية يونانية كبيرة ليقطن فيها, ويعمل في مطاعمها. وفي كافتيريا تحمل اسم / تونيث سينشري دنير/ كان أبي جون الشيف وأمي إيفانجليا هي الخباز.ويعتبر نفسه أنه مدين للشجاعة والتصميم اللذين حمله كل من أمه وأبيه إلى موطنهما الجديد. ويعتبرهما زوجين استثنائيين.
ثانيا ـ وكالة المخابرات المركزية الأمريكي ال" سي. آي. إيه": يلخص تينيت عمل الوكالة بالقول:
• خلال عملي في الاستخبارات اكتسبت خبرة كبيرة .ووجدت أن المخابرات تنقسم على قسمين: أحدهما مثير. والآخر محبط. لأن المخابرات تتعامل مع كل ما هو غامض ومجهول وخفي بطريقة متعمدة . وما يحاول أعداء الولايات المتحدة الأمريكية جاهدين إخفاءه, يعمل رجال ونساء المخابرات المركزية جاهدين للكشف عنه وإحباط وخططهم ومخططاتهم ومطاردتهم في كل مكان.
• أفخر بالكثير من الأشياء التي عملتها أثناء أداء مهامي الوظيفية. وأشياء كنت أتمنى عملها. و أخطاء ارتكبتها. ولقد كانت لدي الفرصة لأخدم بلادي وبذل ما بوسعي لكي أحافظ عليها آمنة وقت الشدائد. وأنني من موقعي كنت أرى موجة المد الإرهابي . وأرى وكالة المخابرات حيث يعمل مجموعة صغيرة من المحاربين في عزلة ودون تمويل. ويسبحون جميعا وحدهم ضد هذا المد الإرهابي, ويدقون ناقوس الخطر,يحذرون ,يردعون,يَقُضون مضاجع حركة إرهاب عالمية ويحاولون تدميرها.والحركة الإرهابية تعمل في سبع دول تقريباً, وتصر على تدمير بلادي. وأنني ووكالتي تمكنا من تجريد دولة مارقة من أسلحة دمار شامل دون أن نطلق رصاصة.وأننا أتينا بأخطر دولة تنشر أسلحة دمار شامل إلى حيث العدالة. وهذا تفاخر من جورج تينيت بعمله في المخابرات وحتى بسطوها على أموال دول بذريعة أنها تعويضات للضحايا من الأميركيين فقط بحوادث طائرات وغيرها كحادث لوكربي. ولا يشير بشيء لحادث سقوط الطائرة المصرية وباقي الحوادث الأخرى.
• بدأت عملي في مكتب السيناتور جون هينز في الكونغرس, ثم التحقت في فريق العاملين بلجنة مجلس الشيوخ للاستخبارات. ثم أصبحت على مدى السنوات الأربع مديرا لفريق العاملين باللجنة عام 1988. وخلال عملي هذا أقمت علاقات شخصية ووظيفية حميمة مع أنتوني ليك ونائبه ساندي بيرجر. وفي بداية عهد إدارة بيل كلينتون جعلني أنتوني ليك فرداً من أفراد فريق العاملين بمجلس الأمن القومي خلال الفترة من 1993م – 1995م كمكلف بمتابعة التعليمات الرئاسية في مجال الاستخبارات. وفي أيار 1995م استعان بي جون دوتش الذي كان على وشك أن يصبح مدير الوكالة لكي أكون الرجل الثاني(مساعد مدير الوكالة) في الوكالة. ثم عينت مساعد مدير الوكالة في بداية تموز 1995م. وقد توطدت معرفتي بجون دوتش عندما كان مساعد وزير الدفاع. حيث أعتدنا السفر معاً إلى الخارج للتعامل مع بعض المسائل الإستخباراتية الحساسة.ولكن بعد عام ونصف استقال دوتش بشكل مفاجئ في ديسمبر 1996م,لأنه دخل في خلافات كثيرة مع فريق عمله, وأدلى بأحاديث صحفية استفزت الإدارة. كان أمله أن يسند إليه منصب وزير الدفاع لكنه لم يسند إليه.وبقيت مديراً للوكالة بالإنابة. وأقترح دوتش أن يحل محله أنتوني ليك مستشار مجلس الأمن القومي. والمستشار هو صاحب الكلمة العليا الذي لا ينازعه أحد في صلاحياته وسلطاته. ولأن موافقة مجلس الشيوخ على تعين أنتوني ليك بقيت معلقة لمدة أربعة أشهر. فإن ليك أتصل بي وطلب لقائي, وأخبرني بأنه سيبلغ الرئيس كلينتون باعتذاره من قبول المنصب.وَسحْب أسمه كمرشح بعد أن سئم الانتظار, إضافة لحضوره ثلاثة أيام من جلسات الإستماع العدائية من جانب أعضاء اللجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ, وهو يتحمل تهريجهم السياسي وغوغائيتهم. وأنه سيطلب من كلينتون ترشيحي مديراً للوكالة بديلا عنه,لأن يعلم أن كلينتون يحبني. وأنني أملك المهارات اللازمة, ومجلس الشيوخ سيصادق على تعيني. إضافة إلى أنه لا يريد أن يدخل كلينتون في نزاع طويل مع نائب ولاية الأباما ريتشارد شلبي الجمهوري. وحين فاتحت زوجتي ستيفاني بما قال له توني ليك ,قالت له: جورج ... أنت تستطيع أن تفعل ذلك لأن الوكالة بحاجة إليك, ولا تقلق عليً أنا وجون سنكون بخير , وكذلك أنت. ومساء يوم الاثنين في 17 آذار 1997م أصدر توني بليك بياناً مكوناً من 1100 كلمة يعلن سحب ترشيحه, ومنتقداً تسييس وكالة المخابرات المركزية.وصباح يوم الأربعاء في 17 آذار 1997م تلقيت مكالمة من جون بود ستا نائب رئيس أركان البيت الأبيض يُبلغني بأن الرئيس يود تعييني مديراً للوكالة, وطلب مني التوجه إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس. حيث التقيت الرئيس وبود ستا وساندي بيرجر خليفة أنتوني ليك الذي حل محله كمستشار للأمن القومي. ثم طلبوا من زوجتي وابني التوجه إلى البيت الأبيض واللحاق بي في أسرع وقت ممكن .ثم دعي عدد كبير من الصحافيين ليستمعوا إلى الرئيس وهو يعلن عزمه تعييني مديراً للوكالة.وانه عندما استقال عام 2004م لم يبذل الرئيس جورج بوش أي جهد يذكر للتمسك بي كما كان يفعل في السابق. وهذا اعتراف صريح من تينيت بأن مستشار الأمن القومي هو صاحب الكلمة العليا الذي لا ينازعه أحد في صلاحياته وسلطاته في الإدارة الأميركية. وهذا معناه أن نظام حكمها امني ولكن بلبوس ديمقراطي مزيف. وخاصة حين يسرد أن أول من يجتمع به الرئيس صباح كل يوم هم مدراء الأجهزة الأمنية, ليعقد معهم كل صباح عدة اجتماعات لمجلس الأمن القومي ولجانه الأمنية.
ثالثا ـ أنطباعته عن الوكالة, وملاحظاته: يقول تينيت أنه رصد سلبيات الوكالة, وقيم عملها, وما تعانيه من معيقات قبل عامين من تعينه مديرا لها. وذلك حين كان نائب المدير, ثم مديرا بالإنابة. والتي هي:
1. أنه بسبب انتهاء الحرب الباردة , ظنت الإدارة الأميركية أن عليها حصد ثمار الانتصار هذه الحرب و جني مكاسب السلام . مما حرم الأجهزة الإستخباراتية بنسبة 25% من الأموال التي تضخ إليها عادة لتمويل نشاطاتها. ولذلك كانت ميزانية الوكالة لا تسمح إلا بتدريب 12 فردا, وحتى أن عملاء / FBI/ في نيويورك وحدها يفوق عدد عملاء / CIA/ في جميع أنحاء العالم. لذلك فإن برامج تجنيدنا للعملاء كانت تترنح. وأنه في عام 1997م لم يكن للوكالة آلية عمل ذات موارد منتظمة تكفي لأداء مهامها. ولكنه يناقض نفسه حين يقول:كان لدى الوكالة من الموارد ما يجعلها تضطلع بمهامها الخاصة بمواجهة حمى الإرهاب. و لم يتطرق إلى الفضائح التي كشفت تورط الوكالة بصفقات مشبوهة لتمويل عملياتها.
2. تكنولوجيا المعلومات في الوكالة مرت مرور الكرام دون أن تستفيد منها. لأن الوكالة تفتقر إليها. فالأدوات والأجهزة التكنولوجية المستخدمة تعود إلى منتصف القرن العشرون.
3. الوكالة لا يعيش لها مديرون, وليس فيها استقرار. والقاعدة السائدة فيها كانت: لا تنفذ الأوامر فالمدير حتما سيرحل قريبا. وأنه المدير الوحيد الذي استمر في منصبه لأكثر من سبع سنوات. وهنا أيضاً لم يوضح تينيت أو يكشف شيئاً عن أسباب عدم الاستقرار في الوكالة.
4. افتقار الوكالة إلى البنية التحتية اللازمة لضمان تنفيذ التدريب ودعم برامجه, أدى إلى تدهور مستوى التدريب. حيث الدورات تنفذ في مبان تنتمي لزمن الحرب العالمية الثانية. كما أن أماكن إعاشة المدربين وعائلاتهم أسوا مما عليه الحال عندما يتم نشرهم للعمل في دول نامية. وهذا الكلام من تينيت غير صحيح, لأن الحرب الإيديولوجية والمخابراتية التي كانت تشن على دول حاف وارسو طيلة خمسين عاما لم تكن لتنجح لو كان هذا الكلام صحيح.
5. ضعف مستويات التنسيق مع الإدارة والوكالات الأخرى, وحتى عدم وجود تنسيق مع بعضها. وهذه إن كانت صحيحة فهي فضيحة, لأن هذا معناه أن السياسات الأمريكية ترسم بمزاجية وبدون تخطيط,ولا تستند على معلومات إستخباراتية صحيحة أو دقيقة.
6. تآكل قدرة الوكالة على تحليل المعلومات, بحيث وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر. وهذه أيضا فضيحة, وتدل على أن ما لدى الإدارة من معلومات هي معلومات خاطئة ومغلوطة.
7. معنويات العاملين بالوكالة أصبحت في الحضيض, بسبب اكتشاف عمليات تجسس عليها. وخاصة من قبل ضابطين موثوق بهما.هما الدريتش إيمز عام 1994م, وهارولد نيكلسون, والذين باعا أسرارا خطيرة للروس. وكذلك تعرض بعض أفراد الوكالة لاتهام كاذب, من مثل بيعهم الكوكايين للأطفال. إضافة إلى أن مسئولي الوكالة من الصف الأول والثاني باتوا يعيشون حالة الخوف,إزاء احتمالات مثولهم أمام الكونغرس أو المحكمة للدفاع عن أفعالهم. ووضعهم بحالة من التناقض بسبب حث الوكالة لهم على الإقدام والمخاطرة في عملهم, ثم تخليها عنهم لمجرد هفوة أو خطأ, وتتركهم لوحدهم يواجهون الإهانة والازدراء والفصل والعقاب المالي. وهذه فضيحة أخرى تكذبها الوقائع ,حيث تبين أن الوكالة ساهمت بعمليات إجرامية تفوق الوصف في بعض دول أمريكا لجنوبية والوسطى وبعض دول أفريقيا وآسيا.
8. إفتقار الوكالة إلى إستراتيجية واضحة ومتفاهم عليها ومتناغمة ومتماسكة, ومبنية على أسس سليمة, وطويلة الأمد. وهذه أيضا كذبة. لأن الولايات المتحدة دخلت في مواجهة مع الروس في أفغانستان وأمكنة أخرى, وخاضت حرب تحرير الكويت, وتدخلت في الصومال ورومانيا ويوغسلافيا وغيرهم , وهو يقر بأن الأخطار التي تتهدد بلاده معروفة من الجميع.
ولذلك فإنه فور تسلمه زمام القيادة كمدير للوكالة وجد أن أهم شيء عليه عمله كمدير, والبدء بتنفيذه هو:
• استعادة الوجه الإنساني إلى الوكالة. والتزام القادة بالاهتمام والإنصات لكل العاملين تحت أمرتهم, وليس فقط للذين يحتلون المناصب الكبرى والهامة والحساسة. ولذلك شكلت هيكل قيادي يحظى بثقة هؤلاء العاملين . وكانت رسالتي لجميع من في الوكالة: من يساعدنا على أداء مهامنا وما نسعى إليه و نريد , ونجده في المكان الذي نحتاج إليه فيه سيبقى بيننا.
• استعنت بالجنرال جون جوردون من سلاح الجو, لأوثق علاقة الوكالة بالعسكريين.
• عينت جون ما كلوغين رئيساً لوحدة تحليل المعلومات لأنه الأكثر أناقة,ويجيد الألعاب السحرية أيضاً.
• وضعنا خطة متكاملة (وثيقة) بحلول ربيع عام 1998م, أطلقنا عليها عبارة المسار الاستراتيجي.
• في نهاية عام 1998م طالبت إدارة كلينتون بزيادة مخصصات الوكالة المالية بمبلغ يزيد عن 2 مليار دولار, وعلى مدى الخمس سنوات القادمة. ورغم دعم ومساندة الرئيس بيل كلينتون لمهمتنا إلا أن التمويل اللازم لم نحصل عليه, فالإدارة لم تمنحنا سوى جزء ضئيل من هذه الزيادة.
• وطدت علاقاتي بالنائب الجمهوري رئيس مجلس النواب نويت جينجريتش لأنه كان مؤمناً بان المخابرات بحاجة إلى الدعم, ومرر للوكالة مخططات أضافية عبر الكونغرس للسنة المالية 1999م. ولكن هذا التحالف الخارج عن النص جعل بعض أعضاء إدارة كلينتون ينقلبون ضدي.
• قمت بافتتاح مكتب تجنيد مركزي, جندت من خلاله أعداد جديدة من العملاء المتنوعي الأعراق, واستعنا بشركات خاصة لتطوير تقنياتنا. وخَرجْنا أكبر عدد من العملاء السريين المدربين على أعلى المستويات,والتي لم تشهده الولايات المتحدة الأمريكية من قبل. ولكن كنا بحاجة إلى عمل خمس سنوات أخرى على هذه الوتيرة للوصول بالوكالة إلى المستوى المطلوب الذي نريده.
• قمنا من جديد ببناء بناء أساس الوكالة والطوابق الأربعة الأولى من طوابقها السبعة.
• رغم حاجة الوكالة لمزيد من التمويل لمواجهة تهديدات القاعدة المتزايدة , وزرع الجواسيس داخل التنظيم ,إلا أن المحصلة كانت مخيبة للآمال.
• تأثرت بالرئيس جون كينيدي في 28/11/1961م حين خاطب عناصر الوكالة بقوله: ليس دائماً من السهولة بمكان الإشادة بنجاحاتكم , أو أن يتم التسامح مع إخفاقاتكم ,ولكنني على يقين من أنكم تدركون مدى أهمية العمل الذي تقومون به ومدى الحاجة الملحة إليه, إنه كذلك هام وملح , وعلى امتداد مسيرة التاريخ كم سيكون حكم التاريخ عليكم رائعاً.
• تعلمت مقولة يقولون فيها: في دهاليز الإدارة الأمريكية الكلمات التي تعبر عن الحقيقة نادرا ما تنطق. وحتى أن جان ديفيين ضابط الخدمة السرية المحنك في الوكالة, والذي عمل كنائب مدير العمليات بالإنابة في الوكالة أثناء حقبة جون دوتش, كان يقول لي: جورج ....... شخص ما سوف يطلق رصاصة اليوم في شمال العراق, وسيكون عليك تحديد المكان الذي استقرت فيه هذه الرصاصة.
• في دهاليز السياسة الأمريكية لكل شيء وجهان: وجه حقيقي ...,,,ووجه مزيف.
• الخطأ الأكبر الذي تقع فيه أجهزتنا الإستخباراتية الأميركية وهي تعد تقاريرها,أو تضع تحليلاتها هو أنها تفترض أن الآخرين يفكرون بنفس طريقتنا بالتفكير.
ولكن رغم هذا النشاط لجورج تينيت في الوكالة والذي كان يلتقي الرئيس جورج بوش كل صباح باعتباره شخصية محورية في مجلس الأمن القومي الأمريكي .إلا أنه شعر بأنهم يريدونه كبش فداء لأخطائهم. فقدم استقالته في شهر أيار عام 2003م, إلا أن الرئيس جورج بوش أقنعنه بالعدول عنها. ولكن بعد 9 أشهر وجد نفسه مجبراَ على الاستقالة من منصبه في صورة استقالة طوعية بعد أن حملوه أوزارهم وأخطائهم وشرورهم. واتخذ منه الرئيس جورج بوش وإدارته ورقة توت لستر ومدارة جميع عوراتهم.ودليله على ذلك أن الرئيس بوش لم يبذل أي جهد للتمسك به كما كان يفعل. وأكثر ما يضحك حين يكشف تينيت البرقع المزيف لحقيقة الحرية والديمقراطية في النظام الأميركي حين يقول : كنت أعرف أن الرئيس المقبل سيكون جورج بوش الابن بمجرد إعادة الكونغرس تسمية وكالة (C.I.A) بمركز جورج بوش للاستخبارات في نهاية حكم كلينتون تكريماً لأبيه. وكذلك حين يقول:إن احد أصعب وأقسى اللحظات التي مررت بها طوال سبع سنوات أمضيتها في منصبي هي تلك اللحظة التي صرخ فيها احد أعضاء الكونغرس في وجهي أثناء جلسة استماع في ربيع عام 2004م قائلاً لي: لقد اعتمدنا عليك .... ولكن أضعتنا.وكان أشد إيلاماً لي حين راح ينهرني سكوت بيللي مقدم برنامج 60 دقيقة وهو يقول: إذن ماذا كنتم تفعلون في اجتماعاتكم اليومية بحق الجحيم؟
ولكن الذي لم يتطرق إليه تينيت هو التاريخ الإجرامي للوكالة. وفضائح أعمال التعذيب في السجون السرية و غوانتانامو و أبو غريب. ولكنه يتفاخر باستمراره رئيساً للوكالة طيلة ثمانية أعوام وتحت إدارة رئيسين ديمقراطي وجمهوري. وهي ثاني أطول فترة يمضيها رئيس للوكالة. وأنه شارك بدور دبلوماسي غير معهود لرئيس الوكالة حيث جمع المسؤولين الأمنيين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1999م. وساهم بمؤتمر كامب ديفيد عام 2000م .وقدم خطة تسوية حملت اسمه وقبل بها الفلسطينيين والإسرائيليين. وأنه أحبط مساعي نتنياهو بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد بعد أن هدد بتقديم استقالته من رئاسة الوكالة
--------------------------------------------------------------
burhanb45@yahoo.com
bkburhan@maktoob.com
bkriem@gmail.com
ثانيا ـ وكالة المخابرات المركزية الأمريكي ال" سي. آي. إيه": يلخص تينيت عمل الوكالة بالقول:
• خلال عملي في الاستخبارات اكتسبت خبرة كبيرة .ووجدت أن المخابرات تنقسم على قسمين: أحدهما مثير. والآخر محبط. لأن المخابرات تتعامل مع كل ما هو غامض ومجهول وخفي بطريقة متعمدة . وما يحاول أعداء الولايات المتحدة الأمريكية جاهدين إخفاءه, يعمل رجال ونساء المخابرات المركزية جاهدين للكشف عنه وإحباط وخططهم ومخططاتهم ومطاردتهم في كل مكان.
• أفخر بالكثير من الأشياء التي عملتها أثناء أداء مهامي الوظيفية. وأشياء كنت أتمنى عملها. و أخطاء ارتكبتها. ولقد كانت لدي الفرصة لأخدم بلادي وبذل ما بوسعي لكي أحافظ عليها آمنة وقت الشدائد. وأنني من موقعي كنت أرى موجة المد الإرهابي . وأرى وكالة المخابرات حيث يعمل مجموعة صغيرة من المحاربين في عزلة ودون تمويل. ويسبحون جميعا وحدهم ضد هذا المد الإرهابي, ويدقون ناقوس الخطر,يحذرون ,يردعون,يَقُضون مضاجع حركة إرهاب عالمية ويحاولون تدميرها.والحركة الإرهابية تعمل في سبع دول تقريباً, وتصر على تدمير بلادي. وأنني ووكالتي تمكنا من تجريد دولة مارقة من أسلحة دمار شامل دون أن نطلق رصاصة.وأننا أتينا بأخطر دولة تنشر أسلحة دمار شامل إلى حيث العدالة. وهذا تفاخر من جورج تينيت بعمله في المخابرات وحتى بسطوها على أموال دول بذريعة أنها تعويضات للضحايا من الأميركيين فقط بحوادث طائرات وغيرها كحادث لوكربي. ولا يشير بشيء لحادث سقوط الطائرة المصرية وباقي الحوادث الأخرى.
• بدأت عملي في مكتب السيناتور جون هينز في الكونغرس, ثم التحقت في فريق العاملين بلجنة مجلس الشيوخ للاستخبارات. ثم أصبحت على مدى السنوات الأربع مديرا لفريق العاملين باللجنة عام 1988. وخلال عملي هذا أقمت علاقات شخصية ووظيفية حميمة مع أنتوني ليك ونائبه ساندي بيرجر. وفي بداية عهد إدارة بيل كلينتون جعلني أنتوني ليك فرداً من أفراد فريق العاملين بمجلس الأمن القومي خلال الفترة من 1993م – 1995م كمكلف بمتابعة التعليمات الرئاسية في مجال الاستخبارات. وفي أيار 1995م استعان بي جون دوتش الذي كان على وشك أن يصبح مدير الوكالة لكي أكون الرجل الثاني(مساعد مدير الوكالة) في الوكالة. ثم عينت مساعد مدير الوكالة في بداية تموز 1995م. وقد توطدت معرفتي بجون دوتش عندما كان مساعد وزير الدفاع. حيث أعتدنا السفر معاً إلى الخارج للتعامل مع بعض المسائل الإستخباراتية الحساسة.ولكن بعد عام ونصف استقال دوتش بشكل مفاجئ في ديسمبر 1996م,لأنه دخل في خلافات كثيرة مع فريق عمله, وأدلى بأحاديث صحفية استفزت الإدارة. كان أمله أن يسند إليه منصب وزير الدفاع لكنه لم يسند إليه.وبقيت مديراً للوكالة بالإنابة. وأقترح دوتش أن يحل محله أنتوني ليك مستشار مجلس الأمن القومي. والمستشار هو صاحب الكلمة العليا الذي لا ينازعه أحد في صلاحياته وسلطاته. ولأن موافقة مجلس الشيوخ على تعين أنتوني ليك بقيت معلقة لمدة أربعة أشهر. فإن ليك أتصل بي وطلب لقائي, وأخبرني بأنه سيبلغ الرئيس كلينتون باعتذاره من قبول المنصب.وَسحْب أسمه كمرشح بعد أن سئم الانتظار, إضافة لحضوره ثلاثة أيام من جلسات الإستماع العدائية من جانب أعضاء اللجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ, وهو يتحمل تهريجهم السياسي وغوغائيتهم. وأنه سيطلب من كلينتون ترشيحي مديراً للوكالة بديلا عنه,لأن يعلم أن كلينتون يحبني. وأنني أملك المهارات اللازمة, ومجلس الشيوخ سيصادق على تعيني. إضافة إلى أنه لا يريد أن يدخل كلينتون في نزاع طويل مع نائب ولاية الأباما ريتشارد شلبي الجمهوري. وحين فاتحت زوجتي ستيفاني بما قال له توني ليك ,قالت له: جورج ... أنت تستطيع أن تفعل ذلك لأن الوكالة بحاجة إليك, ولا تقلق عليً أنا وجون سنكون بخير , وكذلك أنت. ومساء يوم الاثنين في 17 آذار 1997م أصدر توني بليك بياناً مكوناً من 1100 كلمة يعلن سحب ترشيحه, ومنتقداً تسييس وكالة المخابرات المركزية.وصباح يوم الأربعاء في 17 آذار 1997م تلقيت مكالمة من جون بود ستا نائب رئيس أركان البيت الأبيض يُبلغني بأن الرئيس يود تعييني مديراً للوكالة, وطلب مني التوجه إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس. حيث التقيت الرئيس وبود ستا وساندي بيرجر خليفة أنتوني ليك الذي حل محله كمستشار للأمن القومي. ثم طلبوا من زوجتي وابني التوجه إلى البيت الأبيض واللحاق بي في أسرع وقت ممكن .ثم دعي عدد كبير من الصحافيين ليستمعوا إلى الرئيس وهو يعلن عزمه تعييني مديراً للوكالة.وانه عندما استقال عام 2004م لم يبذل الرئيس جورج بوش أي جهد يذكر للتمسك بي كما كان يفعل في السابق. وهذا اعتراف صريح من تينيت بأن مستشار الأمن القومي هو صاحب الكلمة العليا الذي لا ينازعه أحد في صلاحياته وسلطاته في الإدارة الأميركية. وهذا معناه أن نظام حكمها امني ولكن بلبوس ديمقراطي مزيف. وخاصة حين يسرد أن أول من يجتمع به الرئيس صباح كل يوم هم مدراء الأجهزة الأمنية, ليعقد معهم كل صباح عدة اجتماعات لمجلس الأمن القومي ولجانه الأمنية.
ثالثا ـ أنطباعته عن الوكالة, وملاحظاته: يقول تينيت أنه رصد سلبيات الوكالة, وقيم عملها, وما تعانيه من معيقات قبل عامين من تعينه مديرا لها. وذلك حين كان نائب المدير, ثم مديرا بالإنابة. والتي هي:
1. أنه بسبب انتهاء الحرب الباردة , ظنت الإدارة الأميركية أن عليها حصد ثمار الانتصار هذه الحرب و جني مكاسب السلام . مما حرم الأجهزة الإستخباراتية بنسبة 25% من الأموال التي تضخ إليها عادة لتمويل نشاطاتها. ولذلك كانت ميزانية الوكالة لا تسمح إلا بتدريب 12 فردا, وحتى أن عملاء / FBI/ في نيويورك وحدها يفوق عدد عملاء / CIA/ في جميع أنحاء العالم. لذلك فإن برامج تجنيدنا للعملاء كانت تترنح. وأنه في عام 1997م لم يكن للوكالة آلية عمل ذات موارد منتظمة تكفي لأداء مهامها. ولكنه يناقض نفسه حين يقول:كان لدى الوكالة من الموارد ما يجعلها تضطلع بمهامها الخاصة بمواجهة حمى الإرهاب. و لم يتطرق إلى الفضائح التي كشفت تورط الوكالة بصفقات مشبوهة لتمويل عملياتها.
2. تكنولوجيا المعلومات في الوكالة مرت مرور الكرام دون أن تستفيد منها. لأن الوكالة تفتقر إليها. فالأدوات والأجهزة التكنولوجية المستخدمة تعود إلى منتصف القرن العشرون.
3. الوكالة لا يعيش لها مديرون, وليس فيها استقرار. والقاعدة السائدة فيها كانت: لا تنفذ الأوامر فالمدير حتما سيرحل قريبا. وأنه المدير الوحيد الذي استمر في منصبه لأكثر من سبع سنوات. وهنا أيضاً لم يوضح تينيت أو يكشف شيئاً عن أسباب عدم الاستقرار في الوكالة.
4. افتقار الوكالة إلى البنية التحتية اللازمة لضمان تنفيذ التدريب ودعم برامجه, أدى إلى تدهور مستوى التدريب. حيث الدورات تنفذ في مبان تنتمي لزمن الحرب العالمية الثانية. كما أن أماكن إعاشة المدربين وعائلاتهم أسوا مما عليه الحال عندما يتم نشرهم للعمل في دول نامية. وهذا الكلام من تينيت غير صحيح, لأن الحرب الإيديولوجية والمخابراتية التي كانت تشن على دول حاف وارسو طيلة خمسين عاما لم تكن لتنجح لو كان هذا الكلام صحيح.
5. ضعف مستويات التنسيق مع الإدارة والوكالات الأخرى, وحتى عدم وجود تنسيق مع بعضها. وهذه إن كانت صحيحة فهي فضيحة, لأن هذا معناه أن السياسات الأمريكية ترسم بمزاجية وبدون تخطيط,ولا تستند على معلومات إستخباراتية صحيحة أو دقيقة.
6. تآكل قدرة الوكالة على تحليل المعلومات, بحيث وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر. وهذه أيضا فضيحة, وتدل على أن ما لدى الإدارة من معلومات هي معلومات خاطئة ومغلوطة.
7. معنويات العاملين بالوكالة أصبحت في الحضيض, بسبب اكتشاف عمليات تجسس عليها. وخاصة من قبل ضابطين موثوق بهما.هما الدريتش إيمز عام 1994م, وهارولد نيكلسون, والذين باعا أسرارا خطيرة للروس. وكذلك تعرض بعض أفراد الوكالة لاتهام كاذب, من مثل بيعهم الكوكايين للأطفال. إضافة إلى أن مسئولي الوكالة من الصف الأول والثاني باتوا يعيشون حالة الخوف,إزاء احتمالات مثولهم أمام الكونغرس أو المحكمة للدفاع عن أفعالهم. ووضعهم بحالة من التناقض بسبب حث الوكالة لهم على الإقدام والمخاطرة في عملهم, ثم تخليها عنهم لمجرد هفوة أو خطأ, وتتركهم لوحدهم يواجهون الإهانة والازدراء والفصل والعقاب المالي. وهذه فضيحة أخرى تكذبها الوقائع ,حيث تبين أن الوكالة ساهمت بعمليات إجرامية تفوق الوصف في بعض دول أمريكا لجنوبية والوسطى وبعض دول أفريقيا وآسيا.
8. إفتقار الوكالة إلى إستراتيجية واضحة ومتفاهم عليها ومتناغمة ومتماسكة, ومبنية على أسس سليمة, وطويلة الأمد. وهذه أيضا كذبة. لأن الولايات المتحدة دخلت في مواجهة مع الروس في أفغانستان وأمكنة أخرى, وخاضت حرب تحرير الكويت, وتدخلت في الصومال ورومانيا ويوغسلافيا وغيرهم , وهو يقر بأن الأخطار التي تتهدد بلاده معروفة من الجميع.
ولذلك فإنه فور تسلمه زمام القيادة كمدير للوكالة وجد أن أهم شيء عليه عمله كمدير, والبدء بتنفيذه هو:
• استعادة الوجه الإنساني إلى الوكالة. والتزام القادة بالاهتمام والإنصات لكل العاملين تحت أمرتهم, وليس فقط للذين يحتلون المناصب الكبرى والهامة والحساسة. ولذلك شكلت هيكل قيادي يحظى بثقة هؤلاء العاملين . وكانت رسالتي لجميع من في الوكالة: من يساعدنا على أداء مهامنا وما نسعى إليه و نريد , ونجده في المكان الذي نحتاج إليه فيه سيبقى بيننا.
• استعنت بالجنرال جون جوردون من سلاح الجو, لأوثق علاقة الوكالة بالعسكريين.
• عينت جون ما كلوغين رئيساً لوحدة تحليل المعلومات لأنه الأكثر أناقة,ويجيد الألعاب السحرية أيضاً.
• وضعنا خطة متكاملة (وثيقة) بحلول ربيع عام 1998م, أطلقنا عليها عبارة المسار الاستراتيجي.
• في نهاية عام 1998م طالبت إدارة كلينتون بزيادة مخصصات الوكالة المالية بمبلغ يزيد عن 2 مليار دولار, وعلى مدى الخمس سنوات القادمة. ورغم دعم ومساندة الرئيس بيل كلينتون لمهمتنا إلا أن التمويل اللازم لم نحصل عليه, فالإدارة لم تمنحنا سوى جزء ضئيل من هذه الزيادة.
• وطدت علاقاتي بالنائب الجمهوري رئيس مجلس النواب نويت جينجريتش لأنه كان مؤمناً بان المخابرات بحاجة إلى الدعم, ومرر للوكالة مخططات أضافية عبر الكونغرس للسنة المالية 1999م. ولكن هذا التحالف الخارج عن النص جعل بعض أعضاء إدارة كلينتون ينقلبون ضدي.
• قمت بافتتاح مكتب تجنيد مركزي, جندت من خلاله أعداد جديدة من العملاء المتنوعي الأعراق, واستعنا بشركات خاصة لتطوير تقنياتنا. وخَرجْنا أكبر عدد من العملاء السريين المدربين على أعلى المستويات,والتي لم تشهده الولايات المتحدة الأمريكية من قبل. ولكن كنا بحاجة إلى عمل خمس سنوات أخرى على هذه الوتيرة للوصول بالوكالة إلى المستوى المطلوب الذي نريده.
• قمنا من جديد ببناء بناء أساس الوكالة والطوابق الأربعة الأولى من طوابقها السبعة.
• رغم حاجة الوكالة لمزيد من التمويل لمواجهة تهديدات القاعدة المتزايدة , وزرع الجواسيس داخل التنظيم ,إلا أن المحصلة كانت مخيبة للآمال.
• تأثرت بالرئيس جون كينيدي في 28/11/1961م حين خاطب عناصر الوكالة بقوله: ليس دائماً من السهولة بمكان الإشادة بنجاحاتكم , أو أن يتم التسامح مع إخفاقاتكم ,ولكنني على يقين من أنكم تدركون مدى أهمية العمل الذي تقومون به ومدى الحاجة الملحة إليه, إنه كذلك هام وملح , وعلى امتداد مسيرة التاريخ كم سيكون حكم التاريخ عليكم رائعاً.
• تعلمت مقولة يقولون فيها: في دهاليز الإدارة الأمريكية الكلمات التي تعبر عن الحقيقة نادرا ما تنطق. وحتى أن جان ديفيين ضابط الخدمة السرية المحنك في الوكالة, والذي عمل كنائب مدير العمليات بالإنابة في الوكالة أثناء حقبة جون دوتش, كان يقول لي: جورج ....... شخص ما سوف يطلق رصاصة اليوم في شمال العراق, وسيكون عليك تحديد المكان الذي استقرت فيه هذه الرصاصة.
• في دهاليز السياسة الأمريكية لكل شيء وجهان: وجه حقيقي ...,,,ووجه مزيف.
• الخطأ الأكبر الذي تقع فيه أجهزتنا الإستخباراتية الأميركية وهي تعد تقاريرها,أو تضع تحليلاتها هو أنها تفترض أن الآخرين يفكرون بنفس طريقتنا بالتفكير.
ولكن رغم هذا النشاط لجورج تينيت في الوكالة والذي كان يلتقي الرئيس جورج بوش كل صباح باعتباره شخصية محورية في مجلس الأمن القومي الأمريكي .إلا أنه شعر بأنهم يريدونه كبش فداء لأخطائهم. فقدم استقالته في شهر أيار عام 2003م, إلا أن الرئيس جورج بوش أقنعنه بالعدول عنها. ولكن بعد 9 أشهر وجد نفسه مجبراَ على الاستقالة من منصبه في صورة استقالة طوعية بعد أن حملوه أوزارهم وأخطائهم وشرورهم. واتخذ منه الرئيس جورج بوش وإدارته ورقة توت لستر ومدارة جميع عوراتهم.ودليله على ذلك أن الرئيس بوش لم يبذل أي جهد للتمسك به كما كان يفعل. وأكثر ما يضحك حين يكشف تينيت البرقع المزيف لحقيقة الحرية والديمقراطية في النظام الأميركي حين يقول : كنت أعرف أن الرئيس المقبل سيكون جورج بوش الابن بمجرد إعادة الكونغرس تسمية وكالة (C.I.A) بمركز جورج بوش للاستخبارات في نهاية حكم كلينتون تكريماً لأبيه. وكذلك حين يقول:إن احد أصعب وأقسى اللحظات التي مررت بها طوال سبع سنوات أمضيتها في منصبي هي تلك اللحظة التي صرخ فيها احد أعضاء الكونغرس في وجهي أثناء جلسة استماع في ربيع عام 2004م قائلاً لي: لقد اعتمدنا عليك .... ولكن أضعتنا.وكان أشد إيلاماً لي حين راح ينهرني سكوت بيللي مقدم برنامج 60 دقيقة وهو يقول: إذن ماذا كنتم تفعلون في اجتماعاتكم اليومية بحق الجحيم؟
ولكن الذي لم يتطرق إليه تينيت هو التاريخ الإجرامي للوكالة. وفضائح أعمال التعذيب في السجون السرية و غوانتانامو و أبو غريب. ولكنه يتفاخر باستمراره رئيساً للوكالة طيلة ثمانية أعوام وتحت إدارة رئيسين ديمقراطي وجمهوري. وهي ثاني أطول فترة يمضيها رئيس للوكالة. وأنه شارك بدور دبلوماسي غير معهود لرئيس الوكالة حيث جمع المسؤولين الأمنيين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1999م. وساهم بمؤتمر كامب ديفيد عام 2000م .وقدم خطة تسوية حملت اسمه وقبل بها الفلسطينيين والإسرائيليين. وأنه أحبط مساعي نتنياهو بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد بعد أن هدد بتقديم استقالته من رئاسة الوكالة
--------------------------------------------------------------
burhanb45@yahoo.com
bkburhan@maktoob.com
bkriem@gmail.com