وعمدت الصحيفة إلى برمجة أداة ذكاءٍ اصطناعي لمسحِ صور الأقمار الاصطناعية الواردة لمناطق جنوب غزة، بحثاً عن الحفر الناتجة عن القنابل.
فيما راجع مراسلو الصحيفة نتائج البحث يدوياً، وبحثوا خلال ذلك عن الحفر التي يبلغ عرضها نحو 12 متراً أو يزيد على ذلك.
ويذهب خبراء الذخائر إلى أن القنابل التي يزيد وزنها على 900 كيلوغرام هي فقط، في العموم، التي تصنع حفراً بهذا الحجم، في تربة غزة الرملية الخفيفة.
ويخلص التحقيق إلى تحديد 208 حفر في صور الأقمار الاصطناعية، ولقطات الطائرات المسيَّرة.
كما يشير المحققون إلى أن ضيق نطاق صور الأقمار الاصطناعية والاختلافات في تأثير القنبلة، يجعلان الأقرب للترجيح، أن هناك حالات أخرى عديدة استُخدمت فيها هذه القنابل، ولم يُلتقط أثرها في التحقيق.
وتوضح النتائج أن القنابل التي يزيد وزنها على 900 كيلوغرام، استُخدمت على نطاق واسع، وكانت خطراً على المدنيين الباحثين عن الأمان في جنوب غزة.
وفي معرض الرد على الأسئلة بشأن استخدام هذه القنابل في جنوب غزة، قال متحدث عسكري إسرائيلي، إن الهم الأول لإسرائيل هو "تدمير حماس"، مضيفا: "يُنظر في الأسئلة من هذا النوع في مرحلة لاحقة".
وزعم أن جيش الاحتلال "يتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين".
بدورهم، قال مسؤولون أمريكيون إن على إسرائيل أن تبذل المزيد من الجهد لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين أثناء قتالها لحماس.
في حين قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها زادت في شحناتها إلى إسرائيل من القنابل الصغيرة التي تزعم أنها أكثر ملاءمة لبيئة المدن الحضرية مثل غزة.
ومع ذلك، أرسلت الولايات المتحدة كذلك منذ أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 5 آلاف قنبلة من نوع "مارك 84"، وهي من أنواع القنابل التي يزيد وزنها على 900 كيلوغرام.
وواصلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بهدوء توريد الأسلحة إلى إسرائيل، لكن في الأسبوع الماضي، اعترف بايدن علنا بأن إسرائيل تفقد التأييد الدولي بسبب ما أسماه "قصفها العشوائي".
ولم يذكر الجيش الإسرائيلي سوى القليل عن أنواع القنابل والمدفعية التي يستخدمها في غزة، ولكن من خلال شظايا الانفجارات التي تم العثور عليها في شتى المواقع وتحليل لقطات الغارات، فإن الخبراء واثقون من أن الغالبية العظمى من القنابل التي أسقطت على الجيب المحاصر هي أمريكية الصنع.
وحتى الآن، تم العثور على شظايا قنابل أميركية الصنع من ذخائر الهجوم المباشر المشترك "جدام"، وقنابل ذات قطر أصغر في غزة، وفقا لبرايان كاستنر محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية.
وتشتمل قنابل "جدام" على قنابل خارقة للتحصينات، موجهة بدقة زنة 1000 و2000 رطل (450 و900 كيلوجرام).
وقال مارك غارلاسكو مسؤول دفاع سابق في البنتاغون ومحقق في جرائم الحرب لدى الأمم المتحدة: "إنها تحول الأرض إلى سائل.. إنها تدمر مباني بأكملها".
وأضاف أن انفجار قنبلة تزن 900 كيلوجرام، في العراء يعني "الموت الفوري" لأي شخص على بعد حوالي 30 مترا (100 قدم).
ويمكن أن تمتد الشظايا المميتة إلى مسافة تصل إلى 365 مترا (1200 قدم).
وفي ضربة بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول، على مخيم جباليا للاجئين، يقول الخبراء إن قنبلة تزن 2000 رطل قتلت أكثر من 100 مدني.
وحدد الخبراء أيضا شظايا قنابل (سبايس) زنة 900 كيلوجرام، وهي مزودة بنظام "جي بي إس" للتوجيه من أجل جعل الاستهداف أكثر دقة.
وهذه القنابل من إنتاج شركة الدفاع الإسرائيلية العملاقة "رافائيل"، لكن بيانا لوزارة الخارجية الأمريكية، أظهر لأول مرة أن بعض تكنولوجيا هذه القنابل تم إنتاجه في الولايات المتحدة.
ويقوم الجيش الإسرائيلي أيضا بإسقاط قنابل "غبية" غير موجهة، وفق تحليل خبراء لصورتين نشرتهما القوات الجوية الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي في بداية الحرب، تظهران طائرات مقاتلة محملة بقنابل غير موجهة.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى تدمير أكثر من ثلثي المباني في شمالي غزة وربع المباني في المنطقة الجنوبية من خان يونس، وفقا لتحليل بيانات القمر الصناعي (كوبرنيكوس سنتينل-1) والذي أجراه كوري شير، من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دن هوك، من جامعة ولاية أوريغون، والاثنان خبيران في رسم خرائط الأضرار أثناء الحرب.
وقالا إن نسبة المباني المتضررة في منطقة خان يونس تضاعفت تقريبا خلال الأسبوعين الأولين فقط من الهجوم الإسرائيلي.
ويشمل ذلك عشرات الآلاف من المنازل بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات والمساجد والمتاجر.
وقال مراقبو الأمم المتحدة إن نحو 70% من المباني المدرسية في أنحاء غزة تعرضت لأضرار.
وكان ما لا يقل عن 56 مدرسة متضررة بمثابة ملاجئ للمدنيين النازحين.
ويقول المراقبون إن الغارات الإسرائيلية دمرت 110 مساجد وثلاث كنائس.
وتحمل إسرائيل "حماس" المسؤولية عن الوفيات بين المدنيين من خلال زرع المسلحين في البنية التحتية المدنية.
وتؤوي هذه المواقع أيضا أعدادا كبيرة من الفلسطينيين الذين فروا بموجب أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وقال شير، الذي عمل مع هوك لرسم خرائط الدمار عبر العديد من مناطق الحرب، من حلب إلى ماريوبول "غزة الآن بلون مختلف من الفضاء.. إنها نسيج مختلف".
ويشير مراقبون إلى أنه خلال ما يزيد قليلا على شهرين، أحدث الهجوم قدرا من الدمار أكبر من الدمار الذي لحق بحلب السورية بين عامي 2012 و2016، أو ماريوبول في أوكرانيا، أو قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وقتلت الحرب مدنيين أكثر مما قتله التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في حملته التي استمرت 3 سنوات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة 20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد
فيما راجع مراسلو الصحيفة نتائج البحث يدوياً، وبحثوا خلال ذلك عن الحفر التي يبلغ عرضها نحو 12 متراً أو يزيد على ذلك.
ويذهب خبراء الذخائر إلى أن القنابل التي يزيد وزنها على 900 كيلوغرام هي فقط، في العموم، التي تصنع حفراً بهذا الحجم، في تربة غزة الرملية الخفيفة.
ويخلص التحقيق إلى تحديد 208 حفر في صور الأقمار الاصطناعية، ولقطات الطائرات المسيَّرة.
كما يشير المحققون إلى أن ضيق نطاق صور الأقمار الاصطناعية والاختلافات في تأثير القنبلة، يجعلان الأقرب للترجيح، أن هناك حالات أخرى عديدة استُخدمت فيها هذه القنابل، ولم يُلتقط أثرها في التحقيق.
وتوضح النتائج أن القنابل التي يزيد وزنها على 900 كيلوغرام، استُخدمت على نطاق واسع، وكانت خطراً على المدنيين الباحثين عن الأمان في جنوب غزة.
وفي معرض الرد على الأسئلة بشأن استخدام هذه القنابل في جنوب غزة، قال متحدث عسكري إسرائيلي، إن الهم الأول لإسرائيل هو "تدمير حماس"، مضيفا: "يُنظر في الأسئلة من هذا النوع في مرحلة لاحقة".
وزعم أن جيش الاحتلال "يتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين".
بدورهم، قال مسؤولون أمريكيون إن على إسرائيل أن تبذل المزيد من الجهد لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين أثناء قتالها لحماس.
في حين قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها زادت في شحناتها إلى إسرائيل من القنابل الصغيرة التي تزعم أنها أكثر ملاءمة لبيئة المدن الحضرية مثل غزة.
ومع ذلك، أرسلت الولايات المتحدة كذلك منذ أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 5 آلاف قنبلة من نوع "مارك 84"، وهي من أنواع القنابل التي يزيد وزنها على 900 كيلوغرام.
وواصلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بهدوء توريد الأسلحة إلى إسرائيل، لكن في الأسبوع الماضي، اعترف بايدن علنا بأن إسرائيل تفقد التأييد الدولي بسبب ما أسماه "قصفها العشوائي".
ولم يذكر الجيش الإسرائيلي سوى القليل عن أنواع القنابل والمدفعية التي يستخدمها في غزة، ولكن من خلال شظايا الانفجارات التي تم العثور عليها في شتى المواقع وتحليل لقطات الغارات، فإن الخبراء واثقون من أن الغالبية العظمى من القنابل التي أسقطت على الجيب المحاصر هي أمريكية الصنع.
وحتى الآن، تم العثور على شظايا قنابل أميركية الصنع من ذخائر الهجوم المباشر المشترك "جدام"، وقنابل ذات قطر أصغر في غزة، وفقا لبرايان كاستنر محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية.
وتشتمل قنابل "جدام" على قنابل خارقة للتحصينات، موجهة بدقة زنة 1000 و2000 رطل (450 و900 كيلوجرام).
وقال مارك غارلاسكو مسؤول دفاع سابق في البنتاغون ومحقق في جرائم الحرب لدى الأمم المتحدة: "إنها تحول الأرض إلى سائل.. إنها تدمر مباني بأكملها".
وأضاف أن انفجار قنبلة تزن 900 كيلوجرام، في العراء يعني "الموت الفوري" لأي شخص على بعد حوالي 30 مترا (100 قدم).
ويمكن أن تمتد الشظايا المميتة إلى مسافة تصل إلى 365 مترا (1200 قدم).
وفي ضربة بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول، على مخيم جباليا للاجئين، يقول الخبراء إن قنبلة تزن 2000 رطل قتلت أكثر من 100 مدني.
وحدد الخبراء أيضا شظايا قنابل (سبايس) زنة 900 كيلوجرام، وهي مزودة بنظام "جي بي إس" للتوجيه من أجل جعل الاستهداف أكثر دقة.
وهذه القنابل من إنتاج شركة الدفاع الإسرائيلية العملاقة "رافائيل"، لكن بيانا لوزارة الخارجية الأمريكية، أظهر لأول مرة أن بعض تكنولوجيا هذه القنابل تم إنتاجه في الولايات المتحدة.
ويقوم الجيش الإسرائيلي أيضا بإسقاط قنابل "غبية" غير موجهة، وفق تحليل خبراء لصورتين نشرتهما القوات الجوية الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي في بداية الحرب، تظهران طائرات مقاتلة محملة بقنابل غير موجهة.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى تدمير أكثر من ثلثي المباني في شمالي غزة وربع المباني في المنطقة الجنوبية من خان يونس، وفقا لتحليل بيانات القمر الصناعي (كوبرنيكوس سنتينل-1) والذي أجراه كوري شير، من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دن هوك، من جامعة ولاية أوريغون، والاثنان خبيران في رسم خرائط الأضرار أثناء الحرب.
وقالا إن نسبة المباني المتضررة في منطقة خان يونس تضاعفت تقريبا خلال الأسبوعين الأولين فقط من الهجوم الإسرائيلي.
ويشمل ذلك عشرات الآلاف من المنازل بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات والمساجد والمتاجر.
وقال مراقبو الأمم المتحدة إن نحو 70% من المباني المدرسية في أنحاء غزة تعرضت لأضرار.
وكان ما لا يقل عن 56 مدرسة متضررة بمثابة ملاجئ للمدنيين النازحين.
ويقول المراقبون إن الغارات الإسرائيلية دمرت 110 مساجد وثلاث كنائس.
وتحمل إسرائيل "حماس" المسؤولية عن الوفيات بين المدنيين من خلال زرع المسلحين في البنية التحتية المدنية.
وتؤوي هذه المواقع أيضا أعدادا كبيرة من الفلسطينيين الذين فروا بموجب أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وقال شير، الذي عمل مع هوك لرسم خرائط الدمار عبر العديد من مناطق الحرب، من حلب إلى ماريوبول "غزة الآن بلون مختلف من الفضاء.. إنها نسيج مختلف".
ويشير مراقبون إلى أنه خلال ما يزيد قليلا على شهرين، أحدث الهجوم قدرا من الدمار أكبر من الدمار الذي لحق بحلب السورية بين عامي 2012 و2016، أو ماريوبول في أوكرانيا، أو قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وقتلت الحرب مدنيين أكثر مما قتله التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في حملته التي استمرت 3 سنوات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة 20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد