إنها فجوة كبيرة يمتلك كان سرها: الانتقال بسلاسة من الصور البراقة والساحرة للسجادة الحمراء إلى الواقع في أكثر حالاته عنفًا ووحشية. الفيلم الافتتاحي لأسبوع النقاد، وهو اختيار يسلط الضوء على المواهب السينمائية الشابة، يدخل مباشرة في التاريخ الحديث للحرب في سوريا. واندلع الصراع في عام 2011، وخلف مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين. إنها مجموعة قليلة منها التي يركز عليها أول فيلم روائي طويل لجوناثان ميليت. لقد تخيل المخرج البالغ من العمر 38 عامًا، والذي جاء من الأفلام الوثائقية، فيلمًا مثيرًا للاهتمام. الخيال للتعبير بشكل أفضل عن الواقع.
آدم بيسا رصين وقوي
ولدت Les Fantômes (الأشباح) نتيجة عمل استقصائي طويل حول خلايا المنفيين السوريين المسؤولين عن طرد مجرمي الحرب من نظام بشار الأسد وداعش، الذين حاولوا أن يختبئوا طي النسيان في رحلة اللجوء والهروب إلى أوروبا. يوضح جوناثان ميليت: “لقد أمضيت عامًا في البحث عن الخلايا، والالتقاء بأعضاء معينين، والاستماع إلى القصص”. “إن هذا الكم الهائل من المعلومات هو الذي سمح لي بإنشاء شخصياتي”.في الدور الرئيسي، يلعب آدم بيسا، الرصين والقوي، دور الأب الذي فقد كل شيء. رجل تطارده كوابيس التعذيب ورعب الحرب، ممزق بين تعطشه للعدالة وإغراء الخوف من الأسوأ. في شوارع ستراسبورغ، يتعقب بلا كلل رجلاً ليس لديه سوى صورة ضبابية عنه في ذاكرته، وهو سجانه السابق في سجن صيدنايا العسكري في سوريا الذي يديره جلادو الأسد بوحشية بالغة لا تعترف بأي قانون إنساني ولا تراعي أي خط أحمر. مطاردة محفوفة بالمخاطر لأن القرائن ضعيفة والمحقق على الحافة،
شبكات سرية
هذه الشبكات السرية التي يقودها مواطنون غامضون كانت موجودة بالفعل، ومكنت بشكل خاص من اعتقال أبو حمزة، المسؤول السابق في تنظيم الدولة الإسلامية، في عام 2019. لم تهتم الصحافة به كثيراً، مثلما اهتمت بأخبار اعتقال جلادي الأسد كونهم الأكثر وحشية ورعباً في الذاكرة السوريةبمجرد بلوغ عتبة الأمان، ما الذي تبقى من صدمات الماضي، وكيفية التعامل مع هذه الكوابيس الغازية والمؤرقة؟ ماذا يجب أن نفعل مع هذا الألم المغروس في الأعماق؟ من خلال مصير حميد، يتم تسليط الضوء على القصة الفريدة لكل منفي… لكل سوري… لكل لاجئ هرب من سوريا بحثا عن الأمان، لكن أهوال ما عاشه في سوريا التي يحكم الأسد بالحديد والنار لم تبارحه قط.
يوضح “ما أبحث عنه عندما أكتب، دون أن أغفل أي شيء من قسوة هذه الحقائق، هو مكان النور، الأمل المحتمل. سواء تحقق هذا الأمل أم لا، فإنه يصبح حركة الفيلم. لا أبحث عنه نؤمن بالدراما التي ليس لها مخرج، في المواقف الصعبة التي لا يمكننا الهروب منها.”