ولاعطاء نبذه وجيزه عن هؤلاء الاربعه تجدر الاشاره إلى أن الجماعه السوريه التى تعيش في المنفى منذ حوالي ثلاثين عاما ، يعاني عدد كبير من أعضائها من ظروف أمنيه ومعاشيه قاسيه في عدد من الدول العربيه وغير العربيه ، ونظرا لطول مدة المحنه وضغط الحياة في بلاد المهجر ، فإن توازنات كثيره تلعب دورها في تحديد الشخصيه المرشحه للقياده وخاصة منصب المراقب العام الذي يعتبر القائد والموجه وخلال الفتره الماضيه ولمدة طويله بقى المراقب العام يمثل شخصية تفرض إرادتها بأساليب عديده ومتعدده لا مجال لتفصيلها هنا .
لا بد من القول هنا أن هناك بعض المحددات تلعب دورا في تحديد إسم المراقب العام ، ومن أهمها النوعيه أو الاتجاه الذي سيتمخض عن إنتخابات مجلس الشورى الجديد الذي سينتخب المراقب العام . ويبرز هنا الدور المتوقع لعودة السيد عدنان سعد الدين إلى صفوف الجماعه بعد إبعاد قسري وعنيد دام 17 مارسه المراقب الحالي السيد البيانوني ليقصي خصمه اللدود تحت هذه الحجة أو تلك ، ولكنه عاد مؤخرا بكامل عضويته وصلاحياته ، صحيح أنه تقدّم في السن وأنهكه المرض ، ولكنه ما زال يمثل قطبا مهما لجميع الساخطين على تصرفات البيانوني خلال الخمس عشرعاما الماضيه ، وأكثر تلك التصرفات طبعا هو الترامي غير المبرر على أقدام النظام ، وتعليق المعارضه الضعيفه أصلا ضده بحجة أحداث غزه الاخيره .
العامل الاخر المرشح للعب دور مهم في إختيار المراقب العام ربما كان المدينه التى ينتمي إليها هذا المرشح أو ذاك ، أو لنقل الدور المناطقي المرتقب بروزه في ذلك الاختيار ، فمن المعروف أن المراقب الحالي كان من مدينة حلب في شمال سوريه ، وسط غياب شبه كامل لتأثير دمشق على ساحة الاخوان السوريين وذلك بسبب الانشقاق القديم بين جناحي حلب ودمشق ، وقد برز النفوذ والتأثير للدور المناطقي من خلال إعتماد المراقب العام الحالي على أبناء بلده بشكل واضح مثل الناطق بإسم الجماعه السيد زهير سالم ، وكذلك ترشيح عبيده نحاس لدور قيادي لولا مانع السن الذي حال دون ذلك ، إلى نفوذ وتاثير أبناء حلب في غير مؤسسه من مؤسسات الجماعه ، مما يدفع- ربما – لتغيير ذلك بعد أن سئم الناس من أسلوبهم وطريقتهم في تحليل وتفسير الامور وتسيير الدفّه مرة نحو الاستسلام الكامل للنظام ، ومرة أخرى من خلال القفز في الاتجاه المعاكس للتحالف مع خدام ثم العوده الى ما يسمى بتعليق المعارضه .
وباستعراض سريع للمتوفر من المعلومات حول المرشحين الاربعه نلاحظ ما يلي :
أولا السيد منير الغضبان من مواليد تل منين في ريف دمشق عام 1942، تخرج من كلية الشريعه من جامعة دمشق عام 1968 وعمل في التدريس في السعوديه وله مؤلفات عديده وخاصة في السيره النبويه ويعتبر من مشرعي ومنظري الجماعه السوريه .وقد تولّى منصب نائب المراقب العام وكذلك منصب المراقب العام . وهو أكاديمي معروف له عدد كبير من المؤلفات من أهمها للمثال وليس للحصر :كتاب معاويه بن أبي سفيان الصحابي المجاهد ، وكذلك كتاب التحالف السياسي في الاسلام . وكذلك كتاب المنهج الحركي للسيره النبويه .
ثانيا : السيد محمد فاروق طيفور من مواليد مدينة حماه في اواسط الستينات من العمر ، وقد شغل عدد من المناصب القياديه بعد أن تفرّغ للعمل الميداني مع الاخوان السوريين وترك عمله كمهندس في السعوديه ، ويشغل حاليا نائب المراقب العام ويتمتع بشخصيه قويه ، وكان من الاشخاص غير المتوافقين كليا مع سياسات المراقب العام الحالي ويقال أنّ التوتر بلغ أشدّه بينهما عندما حاول البيانوني تقديمه للمحكمه لانه إعترض على أسلوبه القائم على فرض ما يريد بأي صوره وبأي شكل من الاشكال ، وقد حال دون ذلك تدخل السيد عدنان سعد الدين الذي عاد بقوه ليمثل أحد المراجع المهمه للجماعه بعد ذلك الاقصاء الطويل .
ثالثا : السيد عادل فارس وهو من مواليد عام 1944 من مدينة حلب ، خريج كلية الهندسه عام 1967 ، وقد تعرّض للاعتقال في سوريه مرتين عام 1973 وعام 1979 ثم غادر سوريه بعد الافراج عنه. تقلد عدة مرات مراتب قياديه في الجماعه وهو محسوب بشكل كلّي على توجه البيانوني المسيطر على كل مفاصل الاخوان السوريين منذ أوائل التسعينات عندما أيّد الاخوان الدوليين الشق الحلبي من الجماعه التى إنشطرت إلى شطرين في أواسط الثمانينات بعد خلاق قوي بين مركز حلب الدافع بقوّه للمصالحه مع النظام ، وبين مركز حماه ومن يتبعه الرافض للصلح الا بشروط تضمن العودة الكريمه والحره للجماعه الى الوطن ويسمح لها بالنشاط العلني القانوني ، وقد رفض النظام طبعا الطرح الحلبي بالرغم من كل تنازلاته وعاد ممثلهم المرحوم عبد الفتاح أبي غدّه خالي الوفاض من حلب بعد أن مكث عدة شهور لاتمام الصلح مع حافظ اسد .
رابعا : السيد المهندس رياض الشقفه من مواليد حماه في اواسط الستينات من العمر ، وهو مهندس تفرّغ للعمل كليا مع الاخوان منذ بداية المحنه وله مواقف مشهوده في التضحيه والبذل وخاصة في ذروة المحنه بعد الغزو الامريكي للعراق وتعرّض الاخوان هناك للتنكيل والاهانه من النظام الجديد على أساس أنهم من بقايا نظام صدام ، وقد تعرّض لمحاولة خطيره للاغتيال في بغداد لا يعرف بالتحديد من كان وراءها ويقال أن ّخلافات داخليه أو عملاء للمخابرات السوريه قامت بالاغتيال بسبب الدور القيادي البارز الذي لعبه السيد الشقفه خلال العقود الثلاثه من عمله مع الاخوان في شتى المواقع والمجالات . وقد عرف عنه الصمت والمثابره والنزول الى بيوت الاخوان والاحساس بمعاناتهم في تلك المحنه الطويله ، ومشاركته تلك المعاناه.
ربما كان أيضا من المرشحين غير المعلنيين السيد زهير سالم وهو الناطق الرسمي باسم الاخوان والذي تم إستقدامه مع عدد من معاونيه الى لندن للتفرغ للعمل الاعلامي ، ولكنه لا يعدو أن يكون ظلّا وفيّا ومخلصا لسياسات البيانوني ويقول البعض أنّه هو الموجّه الحقيقي المخفي لتلك السياسات التى ثبت فشلها ، فاذا حصل وإنتخب مراقبا عاما هو أو أحد من يمثل تلك السياسات فسيكون مكافأة مجانيه للفشل تماما كما يحدث في عدد من الانظمه العربيه التى تخلو من المؤسسات المراقبه والمحاسبه لعمل الاجهزه التنفيذيه .
لا يختلف إثنان على أهمية تلك الانتخابات على مصير ومستقبل تلك الجماعه التى قدّمت الكثير من التضحيات في سوريه خلال العقود الماضيه ، ولكن خليطا من قلة التوفيق والفوضى والاهمال تسببت به القيادات الحاليه للجماعه سبب خسائر فادحه على كل الصعد في واقع الاخوان السوريين في المهجر ، وربما كان أكثر تلك الصعد هو فقدان الثقه من الافراد في زعاماتهم بعد ما رأوه من تخبط وإختلال في التوازن خاصة خلال الاعوام الثلاثه الاخيره ، والتجربه الفاشله مع خدام التى أفقدت قيادتهم أي مبادره وتركتهم في محل إستجداء العطف والصفح من نظام اقل ما يقال فيه أنه لا يرحم ولا يرعى في مؤمن الا ولا ذمه ، هذا طبعا اذا نحينا جانبا ما قيل عن ممارسات خاطئه وتميزيه إتبعها المراقب العام الحالي ، وإستغلاله لمنصبه من أجل الحصول على اللجوء في بريطانيه هو وعدد من افراد عائلته .
لا بد من القول هنا أن هناك بعض المحددات تلعب دورا في تحديد إسم المراقب العام ، ومن أهمها النوعيه أو الاتجاه الذي سيتمخض عن إنتخابات مجلس الشورى الجديد الذي سينتخب المراقب العام . ويبرز هنا الدور المتوقع لعودة السيد عدنان سعد الدين إلى صفوف الجماعه بعد إبعاد قسري وعنيد دام 17 مارسه المراقب الحالي السيد البيانوني ليقصي خصمه اللدود تحت هذه الحجة أو تلك ، ولكنه عاد مؤخرا بكامل عضويته وصلاحياته ، صحيح أنه تقدّم في السن وأنهكه المرض ، ولكنه ما زال يمثل قطبا مهما لجميع الساخطين على تصرفات البيانوني خلال الخمس عشرعاما الماضيه ، وأكثر تلك التصرفات طبعا هو الترامي غير المبرر على أقدام النظام ، وتعليق المعارضه الضعيفه أصلا ضده بحجة أحداث غزه الاخيره .
العامل الاخر المرشح للعب دور مهم في إختيار المراقب العام ربما كان المدينه التى ينتمي إليها هذا المرشح أو ذاك ، أو لنقل الدور المناطقي المرتقب بروزه في ذلك الاختيار ، فمن المعروف أن المراقب الحالي كان من مدينة حلب في شمال سوريه ، وسط غياب شبه كامل لتأثير دمشق على ساحة الاخوان السوريين وذلك بسبب الانشقاق القديم بين جناحي حلب ودمشق ، وقد برز النفوذ والتأثير للدور المناطقي من خلال إعتماد المراقب العام الحالي على أبناء بلده بشكل واضح مثل الناطق بإسم الجماعه السيد زهير سالم ، وكذلك ترشيح عبيده نحاس لدور قيادي لولا مانع السن الذي حال دون ذلك ، إلى نفوذ وتاثير أبناء حلب في غير مؤسسه من مؤسسات الجماعه ، مما يدفع- ربما – لتغيير ذلك بعد أن سئم الناس من أسلوبهم وطريقتهم في تحليل وتفسير الامور وتسيير الدفّه مرة نحو الاستسلام الكامل للنظام ، ومرة أخرى من خلال القفز في الاتجاه المعاكس للتحالف مع خدام ثم العوده الى ما يسمى بتعليق المعارضه .
وباستعراض سريع للمتوفر من المعلومات حول المرشحين الاربعه نلاحظ ما يلي :
أولا السيد منير الغضبان من مواليد تل منين في ريف دمشق عام 1942، تخرج من كلية الشريعه من جامعة دمشق عام 1968 وعمل في التدريس في السعوديه وله مؤلفات عديده وخاصة في السيره النبويه ويعتبر من مشرعي ومنظري الجماعه السوريه .وقد تولّى منصب نائب المراقب العام وكذلك منصب المراقب العام . وهو أكاديمي معروف له عدد كبير من المؤلفات من أهمها للمثال وليس للحصر :كتاب معاويه بن أبي سفيان الصحابي المجاهد ، وكذلك كتاب التحالف السياسي في الاسلام . وكذلك كتاب المنهج الحركي للسيره النبويه .
ثانيا : السيد محمد فاروق طيفور من مواليد مدينة حماه في اواسط الستينات من العمر ، وقد شغل عدد من المناصب القياديه بعد أن تفرّغ للعمل الميداني مع الاخوان السوريين وترك عمله كمهندس في السعوديه ، ويشغل حاليا نائب المراقب العام ويتمتع بشخصيه قويه ، وكان من الاشخاص غير المتوافقين كليا مع سياسات المراقب العام الحالي ويقال أنّ التوتر بلغ أشدّه بينهما عندما حاول البيانوني تقديمه للمحكمه لانه إعترض على أسلوبه القائم على فرض ما يريد بأي صوره وبأي شكل من الاشكال ، وقد حال دون ذلك تدخل السيد عدنان سعد الدين الذي عاد بقوه ليمثل أحد المراجع المهمه للجماعه بعد ذلك الاقصاء الطويل .
ثالثا : السيد عادل فارس وهو من مواليد عام 1944 من مدينة حلب ، خريج كلية الهندسه عام 1967 ، وقد تعرّض للاعتقال في سوريه مرتين عام 1973 وعام 1979 ثم غادر سوريه بعد الافراج عنه. تقلد عدة مرات مراتب قياديه في الجماعه وهو محسوب بشكل كلّي على توجه البيانوني المسيطر على كل مفاصل الاخوان السوريين منذ أوائل التسعينات عندما أيّد الاخوان الدوليين الشق الحلبي من الجماعه التى إنشطرت إلى شطرين في أواسط الثمانينات بعد خلاق قوي بين مركز حلب الدافع بقوّه للمصالحه مع النظام ، وبين مركز حماه ومن يتبعه الرافض للصلح الا بشروط تضمن العودة الكريمه والحره للجماعه الى الوطن ويسمح لها بالنشاط العلني القانوني ، وقد رفض النظام طبعا الطرح الحلبي بالرغم من كل تنازلاته وعاد ممثلهم المرحوم عبد الفتاح أبي غدّه خالي الوفاض من حلب بعد أن مكث عدة شهور لاتمام الصلح مع حافظ اسد .
رابعا : السيد المهندس رياض الشقفه من مواليد حماه في اواسط الستينات من العمر ، وهو مهندس تفرّغ للعمل كليا مع الاخوان منذ بداية المحنه وله مواقف مشهوده في التضحيه والبذل وخاصة في ذروة المحنه بعد الغزو الامريكي للعراق وتعرّض الاخوان هناك للتنكيل والاهانه من النظام الجديد على أساس أنهم من بقايا نظام صدام ، وقد تعرّض لمحاولة خطيره للاغتيال في بغداد لا يعرف بالتحديد من كان وراءها ويقال أن ّخلافات داخليه أو عملاء للمخابرات السوريه قامت بالاغتيال بسبب الدور القيادي البارز الذي لعبه السيد الشقفه خلال العقود الثلاثه من عمله مع الاخوان في شتى المواقع والمجالات . وقد عرف عنه الصمت والمثابره والنزول الى بيوت الاخوان والاحساس بمعاناتهم في تلك المحنه الطويله ، ومشاركته تلك المعاناه.
ربما كان أيضا من المرشحين غير المعلنيين السيد زهير سالم وهو الناطق الرسمي باسم الاخوان والذي تم إستقدامه مع عدد من معاونيه الى لندن للتفرغ للعمل الاعلامي ، ولكنه لا يعدو أن يكون ظلّا وفيّا ومخلصا لسياسات البيانوني ويقول البعض أنّه هو الموجّه الحقيقي المخفي لتلك السياسات التى ثبت فشلها ، فاذا حصل وإنتخب مراقبا عاما هو أو أحد من يمثل تلك السياسات فسيكون مكافأة مجانيه للفشل تماما كما يحدث في عدد من الانظمه العربيه التى تخلو من المؤسسات المراقبه والمحاسبه لعمل الاجهزه التنفيذيه .
لا يختلف إثنان على أهمية تلك الانتخابات على مصير ومستقبل تلك الجماعه التى قدّمت الكثير من التضحيات في سوريه خلال العقود الماضيه ، ولكن خليطا من قلة التوفيق والفوضى والاهمال تسببت به القيادات الحاليه للجماعه سبب خسائر فادحه على كل الصعد في واقع الاخوان السوريين في المهجر ، وربما كان أكثر تلك الصعد هو فقدان الثقه من الافراد في زعاماتهم بعد ما رأوه من تخبط وإختلال في التوازن خاصة خلال الاعوام الثلاثه الاخيره ، والتجربه الفاشله مع خدام التى أفقدت قيادتهم أي مبادره وتركتهم في محل إستجداء العطف والصفح من نظام اقل ما يقال فيه أنه لا يرحم ولا يرعى في مؤمن الا ولا ذمه ، هذا طبعا اذا نحينا جانبا ما قيل عن ممارسات خاطئه وتميزيه إتبعها المراقب العام الحالي ، وإستغلاله لمنصبه من أجل الحصول على اللجوء في بريطانيه هو وعدد من افراد عائلته .