مشروع 200 وحدة سكنية في دمشق
يظهر الملف الأول المسرب جهوداً تقودها شركة خانه الإيرانية، إحدى الشركات الهندسية والمعمارية التابعة للغول الاقتصادي الإيراني بنياد، بهدف بناء 200 وحدة سكنية متوزعة في مناطق حول العاصمة دمشق.
ويبين الملف السري المعنون بـ "الزيارة التفقدية الثانية في يناير 2022 لسوريا وتقييم المناطق والأراضي المقترحة لبناء 200 وحدة سكنية"، صورة للوفد الإيراني وهو يزور منطقة مقترحة من قبل ناهد مرتضى، المدير التنفيذي لشركة مساري، في منطقة السيدة زينب.
ويعد المهندس ناهد مرتضى، أحد رجالات إيران الاقتصاديين في سوريا، إذ عين عضواً في غرفة التجارة الإيرانية السورية المشتركة، ويملك ويدير هو وأبناؤه وأقاربه (ناهد ومحمد وأحمد ويوسف) العديد من الشركات العقارية والهندسية في سوريا كشركة (البناؤون المتحدون) ومساري وغيرها، ويعتبر المسؤول الفني عن إدارة مقام السيدة زينب جنوب العاصمة السورية.
وفي هذه الحيثية بالتحديد، يؤكد الملف على إمكانية الاستفادة من "نفوذ" السيد ناهد مرتضى لاستخدامها في تحصيل التسهيلات والمرافق الحكومية، لأنه يعتبر المسؤول عن التعريف بالمنطقة.
دور للحرس الثوري
ويشير الملف إلى إمكانية الاستعانة بـ "مساعدة الحرس الثوري الإيراني"، نظراً لأن منطقة السيدة زينب تعتبر منطقة زيارات دينية.
ويضيف الملف: نظرًا لانخفاض المستوى الاجتماعي للمنطقة، يمكن استكمال المشروع بكلفة بناء أقل، ونتيجة لذلك، سيتم بناء المزيد من الوحدات. ويتابع الملف: نظراً لوجود المتقدمين الأجانب (العراقيين) والمهاجرين السوريين يتم توفير شروط بيع الوحدات بشكل أسرع.
ويشدد الملف على نقطة في غاية الأهمية عندما يبين أن ظروف البناء وغياب الجهات المشرفة على المشروع وإهمالها، سيجعل من عملية تنفيذ المشروع تتقدم بشكل أسرع.
ويتفقد الوفد الإيراني مجموعة أخرى من الأراضي المقترحة في منطقة السيدة زينب مثل أرض السوداني ومنطقة أخرى تقع على مدخل منطقة السيدة زينب في القسم الأعلى من أرض الدشتي (عبد الحميد الدشتي رجل الأعمال الكويتي الشيعي).
ومن المناطق الأخرى المقترحة في الملف المسرب، يمكن مشاهدة منطقة سكنية حديثة التأسيس في جديدة عرطوز تبعد قرابة 17 كيلومتراً عن دمشق، ومنطقتين أخريين تم اقتراحهما من قبل شركة الكوترا العقارية، إحداهما بالقرب من جزيرة يتم بناؤها حديثاً، والأخرى بالقرب من مدينة الكوترا التي يتم بناؤها من قبل الشركة نفسها، ومنطقة أخرى في السيدة زينب (غير محددة الموقع والصور) تم اقتراحها من قبل شركة الفاضل (حسام محمد خير قصار).
ويكشف الملف عن أرضين مقترحتين يتم تقديمهما من قبل شركة نور الفرات والسيد إحسان (مهدي إحسان منش مدير وشرك مؤسس شركة نور الفرات)، الأولى في منطقة الهامة تبعد قرابة 17 كيلومتراً عن دمشق، حيث تم بناء عدة أبراج (12-13 طابقاً) بالقرب منها، والأخرى في منطقة الصبورة.
ويشير الملف إلى زيارات قام بها الوفد الإيراني لمناطق في قرى الأسد ومشروع دمر والديماس، مؤكداً أن عدم وجود أراض ومتقدمين للمشاركة في عملية البناء هناك لا يوفر فرصة فعلية للدخول والبناء في هذه المناطق.
ويؤكد الملف على ضرورة تأسيس شركة إيرانية وسورية على شكل استثمار، حيث يقوم الطرف السوري بتقديم الأرض المقترحة للمشروع، وبعد التوافق يتم شراء الأرض وتنفيذ المشروع، مشيراً إلى إمكانية الاستفادة من قدرات شركة (تطوير العقاري) على شراء الأراضي من "الحكومة السورية" بسعر معقول، بحيث تكون شركة (تطوير العقاري) هي صاحبة الأرض، في حين تتولى شركة خانه الإيرانية وشركة المسار العقارية السورية عملية البناء، ومن ثم يتم تحديد حصة كل شركة وبيع أسهمهم بحسب الاتفاق.
ويظهر الملف صور زيارة أخرى لمشاريع شركة الأيهم والأراضي المقترحة من قبلهم في جديدة عرطوز، حيث يتم اقتراح تقديم جزيرة مكونة من 10 بلوكات مع 240 وحدة.
ومن بين الأسماء والمواقع الأخرى التي تظهر أن الإيرانيين مهتمون بالعمل والتعاون فيها:
- تفقد مشروع ماروتا سيتي
- مفاوضات مع السيد علي حلوابي، مدير مشاريع مؤسسة الإسكان السورية، بهدف تقديم أراض أفضل، وتفقد مشروع ضاحية الفيحاء.
- اجتماع مع السيد الدكتور عبيدي (على الأغلب رجل حقوقي أو يعمل في شركة محاماة أو حقوقية سورية) بهدف التعاون معه في كيفية تسجيل الشركات في سوريا.
- اجتماع مع سيد ربيع موسوي (رجل أعمال شيعي لبناني محسوب على حزب الله ويمتلك العديد من الشركات العقارية في سوريا) من أجل التعاون المشترك.
- حضور في هايبر ماركت شام سيتي والتحقق من الأسعار والقيم.
- زيارة لمشروع الإعمار في منطقة الزبداني (أرض بمساحة 30 هكتاراً يعفور ، شراء برج بنك البركة الإماراتي في يعفور، وبرج آخر بجانبه).
شركة خانه الإيرانية تحصل على عدة مشاريع أبراج سكنية في مشروع ماروتا سيتي.
في هذا الملف المسرب الحديث نسبياً (سبتمبر 2023)، يظهر مخطط إيراني تقوده شركة (بايا سامان بارس التابعة لشركة خانه الإيرانية، إحدى الشركات الفرعية لمستضعفان)، لإنشاء حزام اجتماعي متوائم مع إيران حول العاصمة دمشق وسعي لتشكيل ما يشبه المراسي الجغرافية المكونة من مجمعات سكنية موالية لربط مطار دمشق الدولي مع غربي دمشق وبالتالي الحدود السورية اللبنانية، وذلك مروراً بمناطق مثل السيدة زينب،وتنظيم كفرسوسة، باسيليا، وماروتا سيتي، المقر الجديد بالسفارة الإيرانية، ومشروع دمر، وقرى الأسد، الهامة، قدسيا، يعفور، عرطوز، وقرى الأسد، وغيرها من مناطق غرب دمشق.
ويأتي هذا الكشف في الوقت الذي تحولت فيه أغلب المناطق المذكورة أعلاه لعنوان متكرر ومعتاد لأخبار تتعلق بقصف إسرائيلي مزعوم، واغتيالات مستهدفة لقيادات إيرانية رفيعة المستوى.
وفي التفاصيل، يظهر أن شركة خانه الإيرانية حصلت على عدة مشاريع عمرانية وأبراج سكنية في مشروع ماروتا سيتي السوري، حيث بلغت القيمة المتوسطة لكل أرض من الأراضي الستة المقترحة هناك قرابة 3.25 ملايين دولار، مع قيمة تقديرية وسطية لبناء كل مشروع في الأراضي الستة أكثر من 8 ملايين دولار، وأرباح متوقعة تتراوح ما بين 12% - 53%.