** المفكر المغربي إدريس الكنبوري للأناضول:
- وسائل الإعلام الغربية تستدعي المثقفين لتضليل الرأي العام الأوروبي لأنهم يدركون أن الحرب فكرية وثقافية
- دور المثقف العربي ضعيف وضحل جدا ولا يقوم بالدور المطلوب منه
- منصات التواصل الاجتماعي أصبحت حاضرة بقوة ومؤثرة وفاعلة
- الآن انقلبت المعادلة، وعلى المثقف أن ينصت لنبض الشارع العربي
- ما نراه بالجامعات الأمريكية والأوروبية مقارنة مع نظيرتها العربية يدعو للأسف.. .
تضليل الرأي العام
وحسب الكنبوري، مؤلف "العراق أولا: المشروع الأمريكي الإسرائيلي في العالم العربي"، فإن "أدوار المثقفين محورية في التعريف والدفاع عن القضية الفلسطينية؛ فالمعركة بالدرجة الأولى ثقافية وفكرية".
وأردف: "خاصة وأن للمثقف الصهيوني أو الأمريكي أو الأوروبي بشكل عام دور أساسي ومركزي، حتى أن هناك تبادلا للأدوار بين رجل الإعلام ورجل الثقافة".
وزاد بأن "وسائل الإعلام الغربية تستدعي المثقفين لتضليل الرأي العام الأوروبي؛ لأنهم يدركون أن الحرب فكرية ثقافية".
واستطرد: "بالتالي فإن الأساس هو الأساس النظري، بمعنى التعريف بالقضية الصهيونية والتاريخ المشوه المتصهين لفلسطين، وبالتالي يظل دور المثقف فاعلا في التدافع الذي يطبع هذه القضية".
دور ضعيف
في مقابل "الحضور البارز" للمثقفين الغربيين في النقاش بشأن القضية الفلسطينية، أعرب الكنبوري عن أسفه لما أسماه "الدور الضعيف والضحل جدا بالنسبة للمثقف العربي، والذي لا يقوم بالدور المطلوب منه".
ورأى أن "هذا لا يعود بالأساس إلى مسؤولية المثقف، ولكن إلى أدوار السلطة، على اعتبار أن الإعلام بالعالم العربي خاضع للسلطة".
وبشأن حضور المثقفين على منصات التواصل الاجتماعي، اعتبر الكنبوري، مؤلف "زمن الخوف"، أنه "قليل جدا.. والتحدث عن المثقف العربي يجرنا إلى التحدث عن أنواع المثقفين، فهناك المثقف العلماني والمثقف الملتزم".
وتابع أن "المثقف العلماني لا يهتم ولا شأن له بالقضية الفلسطينية، وعندما يحاول أن يدلي برأيه يتحدث من زاوية رسمية، بمعنى أنه يسير "في جانب الحائط" بدون أن يكون مزعجا للسلطة العربية".
وأردف: "وبالتالي يدرك أن المطلوب منه دعم الرواية الأمريكية، وصوته لا يختلف عن صوت السياسي في العالم العربي، المتمثل في دعم خيارات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
أما "المثقف الملتزم"، وفق الكنبوري، فهو "يشعر أنه يسير فوق حقل ألغام، وبالتالي فسقفه على مستوى حرية التعبير محدود جدا، خاصة في ظل الحصار المضروب على بعض المثقفين في العالم العربي".
وأضاف أن "بعض الجهات (لم يسمها) وصلوا إلى التشكيك أو اتهام المثقفين بالتطرف والعنف، واستعمال المصطلحات التي أصبحت سائدة على الصعيد الأمريكي والأوروبي، وهي مصطلحات متحيزة للرواية الصهيونية".
أصوات الشعوب
وحسب الكنبوري، فإنه "يمكن القول إن صوت المثقف اليوم لم يعد مطلوبا كما كان في السابق. فاليوم هناك أصوات قوية حاضرة جدا، ويتعلق الأمر بالشعوب العربية".
وعزا ذلك إلى أن "منصات التواصل الاجتماعي أصبحت حاضرة بقوة ومؤثرة وفاعلة، وبالتالي فهذا يوسع مساحات التعبير لدى المواطنين، بينما تتقلص حرية التعبير لدى المثقفين".
وقال الكنبوري إن "الحضور الثقافي العربي على مستوى القضية هو حضور محدود جدا، إذا قارناه بدور المثقف في العقود الماضية، حيث كان المثقف حاضرا بقوة".
وتابع: "لأن القضية الفلسطينية آنذاك كانت قضية وطنية بالنسبة لبعض الأطياف الثقافية والسياسية وقضية دينية، ولكن الآن تراجع تعاطي المثقف مع القضية الفلسطينية".
وزاد بأن "الفجوة اليوم واسعة بين ما يحصل منذ 7 أشهر في قطاع غزة وفلسطين وبين التجاوب لدى المثقف العربي مع القضية، حيث كان من المنتظر أن تكون معركة ثقافية وفكرية وحضور قوي جدا للمثقف العربي".
ورأى الكنبوري أن "هناك محدودية للتعاطي مع هذه القضية، باستثناء بعض المنابر التي فتحت أبوابها للمثقف العربي، مثل الإعلام التركي والقطري".
وأردف أن "الإعلام الأمريكي والفرنسي والإسباني يتطرق بشكل كبير للقضية وصحف هذه البلدان يوميا تفتح أبوابها للمفكرين والفلاسفة والمثقفين للتعبير عن آرائهم ونشرها وتعميمها، بالإضافة إلى الندوات على مستوى وسائل الإعلام السمعية البصرية، ولكن هذا الصوت خافت على الصعيد العربي".
حراك الجامعات
و"طوفان الأقصى"، حسب الكنبوري، "كشف غياب دور المثقف العربي والمغربي في دعم القضية الفلسطينية، وما نراه بالجامعات الأمريكية والأوروبية مقارنة مع نظيرتها العربية يدعو للأسف".
وشنت فصائل فلسطينية، في 7 أكتوبر الماضي، هجمات باسم "طوفان الأقصى" على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت مئات الإسرائيليين؛ "ردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الفصائل.
ومنذ أبريل/ نيسان الماضي، ينظم طلاب وأكاديميون في جامعات دول عديدة، بينها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا، فعاليات احتجاجية رفضا للحرب المتواصلة على غزة، والمطالبة بحصول الفلسطينيين على حقوقهم، ولاسيما الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ورأى الكنبوري أن "دور الجامعات العربية كان يمكن أن يكون فاعلا وقويا، ولكن الجامعات الغربية هي التي كانت قطب الرحى في هذا الحدث".
وتابع: "وحتى اليوم لم نرَ تجاوبا للجامعات العربية مع هذا الصوت والحراك، خاصة أن الجامعات العربية من المفروض أن تكون إطارا لتوليد وتجديد المواقف وتوجيه الرأي العام".
وزاد بأن "دور المثقف اليوم أصبح تابعا لصوت الشارع العربي، وعوض أنه كان يسبق الشارع في مواقفه القوية في وقت سابق، الآن انقلبت المعادلة، وعلى المثقف أن ينصت لنبض الشارع العربي ويتبع الشارع الذي يعتبر متقدما على حساب المثقف العربي".
أدوار المثقفين
وبشأن كيفية انخراط المثقفين في الدفاع عن القضية الفلسطينية، رأى الكنبوري أن "ذلك يتطلب التعبير عن المواقف، وحشد الرأي العام، والمشاركة ومحاولة توعية المواطنين بهذه القضية في الندوات".
وأضاف أن هناك "تفاوتا في الوعي بالقضية الفلسطينية. هناك بعض أشباه المثقفين الذين أصبحوا يشككون في المقاومة ويكررون الرواية الصهيونية الأمريكية".
وأردف الكنبوري، مؤلف "سنموت في أورشليم"، أن هذا الوضع "يستدعي عملا أوسع للمثقف الملتزم؛ لأن دوره لم يعد فقط تجاه المواطنين، بل أصبح مطلوبا تجاه العديد من المثقفين الذي لا يدركون عمق الصراع".
وفي الوطن والشتات بأنحاء العالم، أحيا الفلسطينيون في 15 مايو/ أيار الجاري الذكرى الـ76 لنكبة فلسطين، وأكدوا تمسكهم بحق عودة اللاجئين، وإقامة الدولة المستقلة، والوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر للعام الـ18.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها باتخاذ بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني.
- وسائل الإعلام الغربية تستدعي المثقفين لتضليل الرأي العام الأوروبي لأنهم يدركون أن الحرب فكرية وثقافية
- دور المثقف العربي ضعيف وضحل جدا ولا يقوم بالدور المطلوب منه
- منصات التواصل الاجتماعي أصبحت حاضرة بقوة ومؤثرة وفاعلة
- الآن انقلبت المعادلة، وعلى المثقف أن ينصت لنبض الشارع العربي
- ما نراه بالجامعات الأمريكية والأوروبية مقارنة مع نظيرتها العربية يدعو للأسف.. .
تضليل الرأي العام
وحسب الكنبوري، مؤلف "العراق أولا: المشروع الأمريكي الإسرائيلي في العالم العربي"، فإن "أدوار المثقفين محورية في التعريف والدفاع عن القضية الفلسطينية؛ فالمعركة بالدرجة الأولى ثقافية وفكرية".
وأردف: "خاصة وأن للمثقف الصهيوني أو الأمريكي أو الأوروبي بشكل عام دور أساسي ومركزي، حتى أن هناك تبادلا للأدوار بين رجل الإعلام ورجل الثقافة".
وزاد بأن "وسائل الإعلام الغربية تستدعي المثقفين لتضليل الرأي العام الأوروبي؛ لأنهم يدركون أن الحرب فكرية ثقافية".
واستطرد: "بالتالي فإن الأساس هو الأساس النظري، بمعنى التعريف بالقضية الصهيونية والتاريخ المشوه المتصهين لفلسطين، وبالتالي يظل دور المثقف فاعلا في التدافع الذي يطبع هذه القضية".
دور ضعيف
في مقابل "الحضور البارز" للمثقفين الغربيين في النقاش بشأن القضية الفلسطينية، أعرب الكنبوري عن أسفه لما أسماه "الدور الضعيف والضحل جدا بالنسبة للمثقف العربي، والذي لا يقوم بالدور المطلوب منه".
ورأى أن "هذا لا يعود بالأساس إلى مسؤولية المثقف، ولكن إلى أدوار السلطة، على اعتبار أن الإعلام بالعالم العربي خاضع للسلطة".
وبشأن حضور المثقفين على منصات التواصل الاجتماعي، اعتبر الكنبوري، مؤلف "زمن الخوف"، أنه "قليل جدا.. والتحدث عن المثقف العربي يجرنا إلى التحدث عن أنواع المثقفين، فهناك المثقف العلماني والمثقف الملتزم".
وتابع أن "المثقف العلماني لا يهتم ولا شأن له بالقضية الفلسطينية، وعندما يحاول أن يدلي برأيه يتحدث من زاوية رسمية، بمعنى أنه يسير "في جانب الحائط" بدون أن يكون مزعجا للسلطة العربية".
وأردف: "وبالتالي يدرك أن المطلوب منه دعم الرواية الأمريكية، وصوته لا يختلف عن صوت السياسي في العالم العربي، المتمثل في دعم خيارات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
أما "المثقف الملتزم"، وفق الكنبوري، فهو "يشعر أنه يسير فوق حقل ألغام، وبالتالي فسقفه على مستوى حرية التعبير محدود جدا، خاصة في ظل الحصار المضروب على بعض المثقفين في العالم العربي".
وأضاف أن "بعض الجهات (لم يسمها) وصلوا إلى التشكيك أو اتهام المثقفين بالتطرف والعنف، واستعمال المصطلحات التي أصبحت سائدة على الصعيد الأمريكي والأوروبي، وهي مصطلحات متحيزة للرواية الصهيونية".
أصوات الشعوب
وحسب الكنبوري، فإنه "يمكن القول إن صوت المثقف اليوم لم يعد مطلوبا كما كان في السابق. فاليوم هناك أصوات قوية حاضرة جدا، ويتعلق الأمر بالشعوب العربية".
وعزا ذلك إلى أن "منصات التواصل الاجتماعي أصبحت حاضرة بقوة ومؤثرة وفاعلة، وبالتالي فهذا يوسع مساحات التعبير لدى المواطنين، بينما تتقلص حرية التعبير لدى المثقفين".
وقال الكنبوري إن "الحضور الثقافي العربي على مستوى القضية هو حضور محدود جدا، إذا قارناه بدور المثقف في العقود الماضية، حيث كان المثقف حاضرا بقوة".
وتابع: "لأن القضية الفلسطينية آنذاك كانت قضية وطنية بالنسبة لبعض الأطياف الثقافية والسياسية وقضية دينية، ولكن الآن تراجع تعاطي المثقف مع القضية الفلسطينية".
وزاد بأن "الفجوة اليوم واسعة بين ما يحصل منذ 7 أشهر في قطاع غزة وفلسطين وبين التجاوب لدى المثقف العربي مع القضية، حيث كان من المنتظر أن تكون معركة ثقافية وفكرية وحضور قوي جدا للمثقف العربي".
ورأى الكنبوري أن "هناك محدودية للتعاطي مع هذه القضية، باستثناء بعض المنابر التي فتحت أبوابها للمثقف العربي، مثل الإعلام التركي والقطري".
وأردف أن "الإعلام الأمريكي والفرنسي والإسباني يتطرق بشكل كبير للقضية وصحف هذه البلدان يوميا تفتح أبوابها للمفكرين والفلاسفة والمثقفين للتعبير عن آرائهم ونشرها وتعميمها، بالإضافة إلى الندوات على مستوى وسائل الإعلام السمعية البصرية، ولكن هذا الصوت خافت على الصعيد العربي".
حراك الجامعات
و"طوفان الأقصى"، حسب الكنبوري، "كشف غياب دور المثقف العربي والمغربي في دعم القضية الفلسطينية، وما نراه بالجامعات الأمريكية والأوروبية مقارنة مع نظيرتها العربية يدعو للأسف".
وشنت فصائل فلسطينية، في 7 أكتوبر الماضي، هجمات باسم "طوفان الأقصى" على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت مئات الإسرائيليين؛ "ردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الفصائل.
ومنذ أبريل/ نيسان الماضي، ينظم طلاب وأكاديميون في جامعات دول عديدة، بينها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا، فعاليات احتجاجية رفضا للحرب المتواصلة على غزة، والمطالبة بحصول الفلسطينيين على حقوقهم، ولاسيما الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ورأى الكنبوري أن "دور الجامعات العربية كان يمكن أن يكون فاعلا وقويا، ولكن الجامعات الغربية هي التي كانت قطب الرحى في هذا الحدث".
وتابع: "وحتى اليوم لم نرَ تجاوبا للجامعات العربية مع هذا الصوت والحراك، خاصة أن الجامعات العربية من المفروض أن تكون إطارا لتوليد وتجديد المواقف وتوجيه الرأي العام".
وزاد بأن "دور المثقف اليوم أصبح تابعا لصوت الشارع العربي، وعوض أنه كان يسبق الشارع في مواقفه القوية في وقت سابق، الآن انقلبت المعادلة، وعلى المثقف أن ينصت لنبض الشارع العربي ويتبع الشارع الذي يعتبر متقدما على حساب المثقف العربي".
أدوار المثقفين
وبشأن كيفية انخراط المثقفين في الدفاع عن القضية الفلسطينية، رأى الكنبوري أن "ذلك يتطلب التعبير عن المواقف، وحشد الرأي العام، والمشاركة ومحاولة توعية المواطنين بهذه القضية في الندوات".
وأضاف أن هناك "تفاوتا في الوعي بالقضية الفلسطينية. هناك بعض أشباه المثقفين الذين أصبحوا يشككون في المقاومة ويكررون الرواية الصهيونية الأمريكية".
وأردف الكنبوري، مؤلف "سنموت في أورشليم"، أن هذا الوضع "يستدعي عملا أوسع للمثقف الملتزم؛ لأن دوره لم يعد فقط تجاه المواطنين، بل أصبح مطلوبا تجاه العديد من المثقفين الذي لا يدركون عمق الصراع".
وفي الوطن والشتات بأنحاء العالم، أحيا الفلسطينيون في 15 مايو/ أيار الجاري الذكرى الـ76 لنكبة فلسطين، وأكدوا تمسكهم بحق عودة اللاجئين، وإقامة الدولة المستقلة، والوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر للعام الـ18.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها باتخاذ بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني.