وأصبحت المدينة سنة بعد أخرى مرتعاً للحزن الدائم واللطم القاهر وسيل من الدماء، وكل هذا يعيش عليه ومن خلاله كثير من البشر..».
أكتب ذلك بمناسبة شريط خطبة مسجلة للداعية عبدالحميد المهاجر يقول فيها أمام جمهرة من المستمعين بأنه أصيب بمرض عام 1984، ونقل الى لندن لتلقي العلاج، وهناك قام طبيب يهودي صهيوني باعطائه ابرة نتج عنها اصابته بشلل تام، وانه كان قادرا فقط على تحريك يديه، وقد اخبره رئيس المستشفى، وذكر اسما انكليزيا، انه سيبقى كذلك حتى نهاية عمره! وقال المهاجر انه عندما اختلى بنفسه اضاء ضوء الغرفة الأحمر الذي يمنع دخول أحد عليه وتوجه بالدعاء للسيدة فاطمة الزهراء، فما لبثت ان لبت النداء وشفته من شلله وها هو الآن في تمام صحته!
انتهى المهاجر من خطبته وسط تهليل وتكبير جمهوره وسيل عارم من الدموع تملأ مآقيهم، من دون ان يكلف أحدهم نفسه سؤال الخطيب عن ملابسات ما ذكر او التيقن من حقيقة روايته أو مجرد التساؤل عن معناها.
والقصة، بكل تلفيقاتها، تتضمن اساءة غير مباشرة لمقام فاطمة، فكيف نصدق انها ترضى ببقاء العراق، وكربلاء بالذات، من دون ماء نظيف ولا كهرباء مستمرة ولا شوارع مرصوفة، ولا مدارس جيدة ولا معاهد علمية ولا صناعة، حتى نصف متقدمة ولا منازل كافية، ويعاني شعبها من البطالة والعجز والمرض والفقر ويعيش الحزن طوال قرون، كيف نرضى انها تقبل بكل هذا البؤس وتذهب الى لندن لتعالج السيد عبدالحميد المهاجر من شلله؟
ان صناعة الحزن واستدرار الدموع ولطم الصدور وشق الرؤوس لن تتوقف طالما بقي امثال هؤلاء، فمثله والمئات غيره لم يحاولوا يوماً تجيير ملحمة الحسين لتنمية الوطن أو رفع شأنه، وبث الحماسة على العمل الجاد في نفوس أهله وتقدم مجتمعه، لان جميع هذه الأمور «لا توكل خبزا» بالنسبة إليهم ولا تحافظ على مكانتهم، ويهمهم بالتالي بقاء الاوضاع على ما هي عليه، أو حتى زيادة جرعتها، مثل ما أصبحنا نراه من مواكب دينية مليونية في العراق وغيرها.
أكتب ذلك بمناسبة شريط خطبة مسجلة للداعية عبدالحميد المهاجر يقول فيها أمام جمهرة من المستمعين بأنه أصيب بمرض عام 1984، ونقل الى لندن لتلقي العلاج، وهناك قام طبيب يهودي صهيوني باعطائه ابرة نتج عنها اصابته بشلل تام، وانه كان قادرا فقط على تحريك يديه، وقد اخبره رئيس المستشفى، وذكر اسما انكليزيا، انه سيبقى كذلك حتى نهاية عمره! وقال المهاجر انه عندما اختلى بنفسه اضاء ضوء الغرفة الأحمر الذي يمنع دخول أحد عليه وتوجه بالدعاء للسيدة فاطمة الزهراء، فما لبثت ان لبت النداء وشفته من شلله وها هو الآن في تمام صحته!
انتهى المهاجر من خطبته وسط تهليل وتكبير جمهوره وسيل عارم من الدموع تملأ مآقيهم، من دون ان يكلف أحدهم نفسه سؤال الخطيب عن ملابسات ما ذكر او التيقن من حقيقة روايته أو مجرد التساؤل عن معناها.
والقصة، بكل تلفيقاتها، تتضمن اساءة غير مباشرة لمقام فاطمة، فكيف نصدق انها ترضى ببقاء العراق، وكربلاء بالذات، من دون ماء نظيف ولا كهرباء مستمرة ولا شوارع مرصوفة، ولا مدارس جيدة ولا معاهد علمية ولا صناعة، حتى نصف متقدمة ولا منازل كافية، ويعاني شعبها من البطالة والعجز والمرض والفقر ويعيش الحزن طوال قرون، كيف نرضى انها تقبل بكل هذا البؤس وتذهب الى لندن لتعالج السيد عبدالحميد المهاجر من شلله؟
ان صناعة الحزن واستدرار الدموع ولطم الصدور وشق الرؤوس لن تتوقف طالما بقي امثال هؤلاء، فمثله والمئات غيره لم يحاولوا يوماً تجيير ملحمة الحسين لتنمية الوطن أو رفع شأنه، وبث الحماسة على العمل الجاد في نفوس أهله وتقدم مجتمعه، لان جميع هذه الأمور «لا توكل خبزا» بالنسبة إليهم ولا تحافظ على مكانتهم، ويهمهم بالتالي بقاء الاوضاع على ما هي عليه، أو حتى زيادة جرعتها، مثل ما أصبحنا نراه من مواكب دينية مليونية في العراق وغيرها.