من صربيا الى مونتينيغرو الى مقدونيا، باتت اعداد المطاعم والمقاهي التي تحمل طابع الحنين الى يوغوسلافيا السابقة او "يوغو-نوستالجيا" اكثر من ان تعد او تحصى، وفي كل من هذه المطاعم تجد صور الزعيم الراحل معلقة على الجدران بينما يرتدي الندلاء قمصانا بيضاء اللون وبنطلونات زرقاء ويلفون رقابهم بمناديل حمراء، على غرار الزعيم الراحل.
واذا كانت هذه الظاهرة حديثة العهد فإن شوارع يوغوسلافيا السابقة التي لا تزال تحمل اسم تيتو هي بدورها شاهد على ذاك العصر، ومنها على سبيل المثال شارع كبير في ضاحية بلغراد وآخر في ساراييفو (البوسنة)، اما في زغرب فلم تغير ساحة تيتو في العاصمة الكرواتية اسمها.
وبعد عشرة اعوام على نيلها الاستقلال تستعد سلوفينيا لاطلاق اسم "طريق تيتو" على احد المحاور المرورية الرئيسة في العاصمة.
غير ان هذه الجمهوريات اليوغوسلافية السابقة لا تنظر بعين واحدة الى زعيمها السابق، فالكثيرون من سكان هذه الجمهوريات المستقلة اليوم، لم يغفروا لتيتو اعتماده الشدة مع اخصامه السياسيين، كائنا من كانوا.
ويقول المؤرخ الصربي سيدومير انتيتش ان تيتو ارتكب "احدى افظع الجرائم" ما بعد الحرب العالمية الثانية عبر تصفية "عشرات آلالاف او مئات الالاف كما يعتقد البعض" بعد التحرير.
اما المؤرخ البوسني فيردزاد فورتو فيقول "علينا ان ننظر اكثر الى الجوانب القاتمة لحكم تيتو، ولا سيما تلك المتعلقة بالعنف السياسي".
ويضيف "يتم تقديم تيتو اما بصورة ابننا الاكبر واما بصورة اكبر مجرم في التاريخ، ولكننا لا نزال نهمل اجراء دراسة تاريخية نقدية".
وفي هذا الصدد يقول سيدومير انتيتش ان تيتو "اعتقد انه سيخلف وراءه ارثا ثلاثيا: الادارة الذاتية، الاخوة والوحدة، وعدم الانحياز. ولكن هذه الافكار الثلاث سقطت جميعها بعد وفاته".
من جهته يقول عظم فلاسي وهو محام شهير في كوسوفو وصديق سابق للزعيم الراحل ان "تيتو كان ديكتاتورا، ولكن لا يمكنكم ان تقارنوه بماو تسي تونغ او ستالين او انور خوجا" الزعيم الالباني السابق.
ويضيف "على العكس من ذلك، يمكننا اعتبار تيتو ليبراليا عندما نقارنه" بهؤلاء الزعماء.
ويعطي عظم فلاسي اقليم كوسوفو مثالا على ما يقول، فهذا الاقليم الصربي الذي اعلن استقلاله عن صربيا من جانب واحد في شباط/فبراير 2008 استفاد بحسب فلاسي من "تحرر وطني كبير" بفضل دستور 1974 الذي منح الاقليم حكما ذاتيا ما لبث ان الغاه سلوبودان ميلوسيفيتش.
وفي هذا الصدد تقول فيوليتا اكوفسكا المؤرخة في كلية سكوبي (مقدونيا) "لقد نجح تيتو خلال عقود عدة في ضبط المشاعر القومية في هذا الشطر من البلقان".
وفي مونتينيغرو لا يزال ماركو بيركوفيتش رافضا لانهيار يوغوسلافيا. ولهذ الغاية اسس "قنصلية" يوغوسلافية في مدينة تيفات الساحلية في جنوب غرب الجبل الاسود. ويقول "تيتو يجسد حقبة اكثر سعادة كنا فيها نعيش في ظل دولة كبيرة وقوية".
وبالنسبة لكثيرين فان تذكر عهد تيتو لا بد وان يترافق بالحنين الى جواز السفر اليوغوسلافي، فهذا الجواز كان يخول حامله التجول في سائر انحاء اوروبا من دون الحاجة الى تأشيرة دخول وتفادي "الذل" الذي يعانونه اليوم بحسب فريدزارد فروتو الذي يؤكد ان مواطني البلقان يشعرون بالذل اليوم لدى ذهابهم الى السفارات الاوروبية طلبا لتأشيرة دخول.
غير ان الزمن نال بعض الشيء من ذكرى الجنرال تيتو، فالعديد من صغار السن في الجمهوريات اليوغوسلافية السابقة لم يسمعوا حتى باسم الزعيم السابق على غرار سيمونا، وهي مقدونية في الثانية عشرة تجيب باستغراب ردا على سؤال لوكالة فرانس برس عما تعرفه عن الزعيم الراحل: "تيتو، ماذا يعني ذلك؟".
-------------------------------------
الصورة : من يذكر ذلك التاريخ ؟ تيتو مع الرئيس ناصر ونكروما
واذا كانت هذه الظاهرة حديثة العهد فإن شوارع يوغوسلافيا السابقة التي لا تزال تحمل اسم تيتو هي بدورها شاهد على ذاك العصر، ومنها على سبيل المثال شارع كبير في ضاحية بلغراد وآخر في ساراييفو (البوسنة)، اما في زغرب فلم تغير ساحة تيتو في العاصمة الكرواتية اسمها.
وبعد عشرة اعوام على نيلها الاستقلال تستعد سلوفينيا لاطلاق اسم "طريق تيتو" على احد المحاور المرورية الرئيسة في العاصمة.
غير ان هذه الجمهوريات اليوغوسلافية السابقة لا تنظر بعين واحدة الى زعيمها السابق، فالكثيرون من سكان هذه الجمهوريات المستقلة اليوم، لم يغفروا لتيتو اعتماده الشدة مع اخصامه السياسيين، كائنا من كانوا.
ويقول المؤرخ الصربي سيدومير انتيتش ان تيتو ارتكب "احدى افظع الجرائم" ما بعد الحرب العالمية الثانية عبر تصفية "عشرات آلالاف او مئات الالاف كما يعتقد البعض" بعد التحرير.
اما المؤرخ البوسني فيردزاد فورتو فيقول "علينا ان ننظر اكثر الى الجوانب القاتمة لحكم تيتو، ولا سيما تلك المتعلقة بالعنف السياسي".
ويضيف "يتم تقديم تيتو اما بصورة ابننا الاكبر واما بصورة اكبر مجرم في التاريخ، ولكننا لا نزال نهمل اجراء دراسة تاريخية نقدية".
وفي هذا الصدد يقول سيدومير انتيتش ان تيتو "اعتقد انه سيخلف وراءه ارثا ثلاثيا: الادارة الذاتية، الاخوة والوحدة، وعدم الانحياز. ولكن هذه الافكار الثلاث سقطت جميعها بعد وفاته".
من جهته يقول عظم فلاسي وهو محام شهير في كوسوفو وصديق سابق للزعيم الراحل ان "تيتو كان ديكتاتورا، ولكن لا يمكنكم ان تقارنوه بماو تسي تونغ او ستالين او انور خوجا" الزعيم الالباني السابق.
ويضيف "على العكس من ذلك، يمكننا اعتبار تيتو ليبراليا عندما نقارنه" بهؤلاء الزعماء.
ويعطي عظم فلاسي اقليم كوسوفو مثالا على ما يقول، فهذا الاقليم الصربي الذي اعلن استقلاله عن صربيا من جانب واحد في شباط/فبراير 2008 استفاد بحسب فلاسي من "تحرر وطني كبير" بفضل دستور 1974 الذي منح الاقليم حكما ذاتيا ما لبث ان الغاه سلوبودان ميلوسيفيتش.
وفي هذا الصدد تقول فيوليتا اكوفسكا المؤرخة في كلية سكوبي (مقدونيا) "لقد نجح تيتو خلال عقود عدة في ضبط المشاعر القومية في هذا الشطر من البلقان".
وفي مونتينيغرو لا يزال ماركو بيركوفيتش رافضا لانهيار يوغوسلافيا. ولهذ الغاية اسس "قنصلية" يوغوسلافية في مدينة تيفات الساحلية في جنوب غرب الجبل الاسود. ويقول "تيتو يجسد حقبة اكثر سعادة كنا فيها نعيش في ظل دولة كبيرة وقوية".
وبالنسبة لكثيرين فان تذكر عهد تيتو لا بد وان يترافق بالحنين الى جواز السفر اليوغوسلافي، فهذا الجواز كان يخول حامله التجول في سائر انحاء اوروبا من دون الحاجة الى تأشيرة دخول وتفادي "الذل" الذي يعانونه اليوم بحسب فريدزارد فروتو الذي يؤكد ان مواطني البلقان يشعرون بالذل اليوم لدى ذهابهم الى السفارات الاوروبية طلبا لتأشيرة دخول.
غير ان الزمن نال بعض الشيء من ذكرى الجنرال تيتو، فالعديد من صغار السن في الجمهوريات اليوغوسلافية السابقة لم يسمعوا حتى باسم الزعيم السابق على غرار سيمونا، وهي مقدونية في الثانية عشرة تجيب باستغراب ردا على سؤال لوكالة فرانس برس عما تعرفه عن الزعيم الراحل: "تيتو، ماذا يعني ذلك؟".
-------------------------------------
الصورة : من يذكر ذلك التاريخ ؟ تيتو مع الرئيس ناصر ونكروما