فخلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق مع نظيره السوري فيصل المقداد، عبر عبد اللهيان عن ترحيب بلاده للانفتاح الأخير "للعلاقات السورية مع بعض الدول"، وقال "نرحب بأيّ مبادرة لإجراء محادثات بهدف التوصّل إلى تفاهم في المنطقة". أضاف "نحن مرتاحون جداً لأن الدول الإقليمية (..) اتخذت مواقف واقعية بالنسبة إلى الدور الهام لسوريا"، مذكرا من نسي "أن إيران ساندت دمشق طوال 12 عاماً من الحرب".
ورهان البعض على امكانية إبعاد الاسد ولو لخطوات عن ايران يذكرنا بالرهان بُعيد التدخل العسكري الروسي المباشر في العام 2015، يومها اعتبروا أن إيران ستكون الخاسر الاكبر من هذا التدخل، حينها تجاهلوا أن ايران هي من استنجدت بروسيا لتتدخل بعدما كادت من خلال ميليشياتها ونظام الاسد أن يخسر المعركة أمام تقدم المعارضة السورية في مختلف المناطق، فكانت النتيجة ان تدخلت روسيا وساهم سلاحها الجوي باعادة سيطرة الميليشيات الايرانية ونظام الاسد على معظم الاراضي السورية.
واليوم يقول المراهنون على امكانية تعريب الاسد ان على الدول العربية الاسراع بانقاذ ما يمكن انقاذه من سوريا من النفوذ الايراني الذي، وفقا لهم، ازداد بعد انشغال روسيا بحربها على اوكرانيا. ينسى هؤلاء ايضا ان روسيا لم تضعف من نفوذ ايران في سوريا، وانهما تكاملتا ولم تتنافسا في كثير من الاماكن. وينسون زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى موسكو في 2018 ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واتفاقهما على منع أي وجود إيراني في جنوب سوريا على مسافة لا تقل عن 70 إلى 80 كيلومترا من الحدود السورية الإسرائيلية.
ورهان البعض على امكانية إبعاد الاسد ولو لخطوات عن ايران يذكرنا بالرهان بُعيد التدخل العسكري الروسي المباشر في العام 2015، يومها اعتبروا أن إيران ستكون الخاسر الاكبر من هذا التدخل، حينها تجاهلوا أن ايران هي من استنجدت بروسيا لتتدخل بعدما كادت من خلال ميليشياتها ونظام الاسد أن يخسر المعركة أمام تقدم المعارضة السورية في مختلف المناطق، فكانت النتيجة ان تدخلت روسيا وساهم سلاحها الجوي باعادة سيطرة الميليشيات الايرانية ونظام الاسد على معظم الاراضي السورية.
واليوم يقول المراهنون على امكانية تعريب الاسد ان على الدول العربية الاسراع بانقاذ ما يمكن انقاذه من سوريا من النفوذ الايراني الذي، وفقا لهم، ازداد بعد انشغال روسيا بحربها على اوكرانيا. ينسى هؤلاء ايضا ان روسيا لم تضعف من نفوذ ايران في سوريا، وانهما تكاملتا ولم تتنافسا في كثير من الاماكن. وينسون زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى موسكو في 2018 ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واتفاقهما على منع أي وجود إيراني في جنوب سوريا على مسافة لا تقل عن 70 إلى 80 كيلومترا من الحدود السورية الإسرائيلية.
واظهرت الاعوام اللاحقة ان موسكو لا هي راغبة ولا هي قادرة على ابعاد ايران ولو لامتار قليلة، ورغم ذلك لا يزال البعض يراهن مرة على الوجود الروسي ومرة على انسحاب الروسي، متجاهلين ان تجارب حكم الاسدين الاب والابن برهنت ان فصلهما او ابعادهما عن ايران امر غير قابل للتطبيق، خصوصا مع الاسد الابن الذي كان شريكا لايران بكل جرائمها في المنطقة ويدين اليوم لها ببقائه في قصره يمارس اعماله المعتادة بقتل السوريين.
ينسى المروجون لقضية التطبيع أن عزل نظام بشار عن العمل العربي المشترك هو بسبب جرائمه بحق السوريين، ولم يكن يوما من الأيام السبب وراء التحاق بشار بالمشروع الإيراني في المنطقة. وكأن مجرد اعادة بشار الى الجامعة العربية كفيل بحد ذاته بإقصاء إيران عن المشهد السوري، متناسين أن عضوية العراق الكاملة في الجامعة العربية والدعم العربي الكبير لشعب العراق ولحكومته لم يبعد العراق عن ايران، بل يكاد الحرس الثوري وقياداته أن يجدوا في العراق من التأييد الرسمي والشعبي ما لا يجدوه في إيران نفسها.
لا يزال البعض يراهن مرة على الوجود الروسي ومرة على انسحاب الروسي، متجاهلين ان تجارب حكم الاسدين الاب والابن برهنت ان فصلهما او ابعادهما عن ايران امر غير قابل للتطبيق
فالشعب الايراني قادر على شتم قاسم سليماني واحراق صوره قي مدن ايران، بينما يعجز المواطن العراقي عن فعل نفس الشيء في بغداد او البصرة أو كربلاء والنجف، فهل كانت عضوية العراق في الجامعة كفيلة بإبعاده عن إيران، وكذلك الامر بالنسبة للبنان.
فإيران التي باتت تتغلغل في المغرب العربي وتحاول تثبيت مواقع قدم لها في بعض دوله، لن تترك سوريا لمجرد أن العرب قد قرروا اعادة دعم نظام بشار، بل ربما يكون هذا مطلبا ايرانيا سيعفي الخزينة الايرانية من تمويل مشروعها في سوريا، بحيث يصبح التمويل عربي والثمار تحصدها إيران.
إن تغيير واقع التوازنات السياسية في المنطقة وإخراج إيران منها يأتي عبر إحداث تغيير سياسي عميق يطيح ببنية الانظمة الطائفية التي تتغذى من خزان ايران، فواقع الحال يقول ان اي تطبيع مع نظام الاسد لن يخدم سوى ايران التي حاولت بدعم روسي مرارا وتكرارا عقد مؤتمرات باسم اللاجئين مرة وباسم اعادة الاعمار مرة اخرى لتحصل على تمويل لنظام الاسد، ايران التي، وبالشراكة مع الاسد، حولت سوريا الى اكبر مصنع لانتاج المخدرات وتصديرها لتعوض ما تتسبب به العقوبات من شح بالاموال لتمويل ميليشياتهاـ يأتي اليوم من يعرض عليها باسلوب غير مباشر ومن دون اي يدري ربما، تمويلا جديدا. باسم المتضررين من الزلزال، باسم اعادة من يرغب من اللاجئين او باسم اعادة بناء ما تسببت هي ونظام الاسد وروسيا بدماره. اموال ما ان تصل الى جيب الاسد ستكون قد وصلت لميليشيات ايران، فالجيب واحد كما يقولون.
ليس هذا وحسب، ولكن التطبيع مع الاسد الذي قد يصل يوما ما الى اعادته ونظامه الى جامعة الدول العربية سيكون بمثابة اعتراف بانتصار ايراني في سوريا واعطائها صوتا اضافيا يضاف الى اصوات تتحدث الفارسية بلسان عربي مبين
-----------
مجلة المجلة.
فإيران التي باتت تتغلغل في المغرب العربي وتحاول تثبيت مواقع قدم لها في بعض دوله، لن تترك سوريا لمجرد أن العرب قد قرروا اعادة دعم نظام بشار، بل ربما يكون هذا مطلبا ايرانيا سيعفي الخزينة الايرانية من تمويل مشروعها في سوريا، بحيث يصبح التمويل عربي والثمار تحصدها إيران.
إن تغيير واقع التوازنات السياسية في المنطقة وإخراج إيران منها يأتي عبر إحداث تغيير سياسي عميق يطيح ببنية الانظمة الطائفية التي تتغذى من خزان ايران، فواقع الحال يقول ان اي تطبيع مع نظام الاسد لن يخدم سوى ايران التي حاولت بدعم روسي مرارا وتكرارا عقد مؤتمرات باسم اللاجئين مرة وباسم اعادة الاعمار مرة اخرى لتحصل على تمويل لنظام الاسد، ايران التي، وبالشراكة مع الاسد، حولت سوريا الى اكبر مصنع لانتاج المخدرات وتصديرها لتعوض ما تتسبب به العقوبات من شح بالاموال لتمويل ميليشياتهاـ يأتي اليوم من يعرض عليها باسلوب غير مباشر ومن دون اي يدري ربما، تمويلا جديدا. باسم المتضررين من الزلزال، باسم اعادة من يرغب من اللاجئين او باسم اعادة بناء ما تسببت هي ونظام الاسد وروسيا بدماره. اموال ما ان تصل الى جيب الاسد ستكون قد وصلت لميليشيات ايران، فالجيب واحد كما يقولون.
ليس هذا وحسب، ولكن التطبيع مع الاسد الذي قد يصل يوما ما الى اعادته ونظامه الى جامعة الدول العربية سيكون بمثابة اعتراف بانتصار ايراني في سوريا واعطائها صوتا اضافيا يضاف الى اصوات تتحدث الفارسية بلسان عربي مبين
-----------
مجلة المجلة.