نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان

هل يشعل العراق حرباً إقليمية؟

09/11/2024 - عاصم عبد الرحمن


كنت سأشتري بيتاً في حلب...نص متداول في مواقع التواصل السورية




تتداول مواقع التواصل السورية نصا للشاعر السوري محمد سليمان زاده بعنوان - كنت سأشتري بيتا في حلب- ويعود انتشار النص للاثر الكبير الذي تتركه تلك المدينة في قلوب عشاقها خصوصا اؤلئك الذين شردهم النظام منها بالقصف الجوي والتدمير الممنهج بمشاركة الروس وفي ما يلي النص كاملا :


كنت سأشتري بيتاً في حلب
لم تكفني النقود
حلب غالية يا أمي
وبيوتها لا تُشترى
كنت سأستأجر غرفة في حلب
أتزوج فيها وأُنجب أطفالاً
لا يعرفون التعب
لكن حلب أزحم مدينة في العالم
وكل غرفها شبه مؤجرة
الحب استأجر غرفة فيها
والحزن استأجر غرفة أخرى
والموت استأجر باقي الغرف
...
كنت سأشتري باباً في حلب
باب تفتحه فترى البحر
ومراكب السوريين
تغلقه فتسمع صرير باب القلعة
وصهيل خيول الأيوبيين
بابٌ في الليل يصير معبراً
يحمل الجميع مفتاحه
يهرب الأطفال منه
إلى خيمهم البعيدة خلف الحدود
ويتسلل الثوار منه
ليقوموا بالتحديث الأخير لحالة الموت
باب كبير كالثقب الذي في قلبي
كبير.. وثقيل ومغلق
كباب الحرية
.....
في الصف الخامس اكتشفت أنني
أستطيع أن أرسم
فرسمت بيتاً على الورق
رسمته قرب النهر في حلب
لونت عشب حديقته
ورسمت أحذية الضيوف في العتبة
رسمت ضحكاتهم تتصاعد من المدخنة
ورسمت امرأة نحيفة وناعمة تشبه أمي
ورسمت رجلاً طويلاً ضخماً يشبه أبي
رسمت شمساً تبتسم
وزهرة عباد الشمس
والعصافير والخراف
وإشارات موسيقية لصوت المزمار
رسمت الدجاجات وهي تنقر الحبوب
رسمت كل الحياة هناك
وفشلت أن أرسم نفسي أنا
وحين سافرت
اكتشفت بأنني لا أستطيع السفر
فقلت في روحي
أنا لم أسافر يا حلب
أنا هنا ...
والذي سافر مني كان قصاصة ورق فحسب
أنا هنا يا حلب
كل ليلة أعود إلى بيتي
وأنسى المفتاح في (كولن)
كل ليلة أتفقد بيوت الجيران
الستائر مغلقة في غرفة أحمد
أحمد نومه ثقيل
منذ خمسة أعوام لم يستيقظ
الضوء خافت في غرفة عثمان
عثمان يدرس طوال الليل
لينجح في امتحان اللغة
زجاج النافذة محطم في غرفة سركيس
يا للأطفال يلعبون الكرة
يحطمون زجاج الحي
وبخفة ساحر يختبئون في المقبرة
أنا هنا يا حلب
كل ليلة أعود وأنسى بطاقتي الشخصية
الحاجز لا يصدق أنني ابنك
فأعدد له أسماء أحيائك
أبوابك التسعة
أسواقك التسعة والثلاثين
ساحاتك ودور السينما والمسارح
المقاهي وروادها وأسماء العاملين
المقاصف ومقاعد الحديقة العامة
وأوصاف الجالسين عليها
لكنهم لا يصدقونني
كل ليلة يعدمني الحاجز خلف الساتر الترابي
كل ليلة أنام في (كولن)
وأستيقظ في ساحة سعد الله الجابري
أضيع في شوارعك
يذاع اسمي في المساجد
طفل ضائع بنطاله أبيض قميصه أحمر
حافي القدمين
كل ليلة يحدث كل هذا
وأعود تاركاً روحي هناك
.....
كنت سأشتري أي شيء في حلب
لكن حلب غالية يا أمي
وبيوتها لا تُشترى
فاشتريت تذكرة سفر
وبباقي النقود اشتريت مفكرة
كل صباح من بعيد
أكتب فيها
صباح الخير يا حلب.
 ----------------
شاعر وكاتب سوري
 

محمد سليمان زادة
الجمعة 6 سبتمبر 2024