تجلى أكثر ما تجلى بكف النظر عن دخول ميليشيات حزب الله إلى سورية، وتدفق الميليشيات الإيرانية المذهبية، وكان بموافقة إسرائيل، سواء ضمنيا، أو من خلال قنوات لم تعدمها إيران، مع انه كان باستطاعة إسرائيل القضاء على حزب الله بعدما ارسل عشرات الألوف من مقاتليه إلى سورية. في السنوات الأخيرة لم تضرب إسرائيل إلا شحنات الأسلحة إلى لبنان، كان كل ما يضيرها تقصفه سواء مستودعات أسلحة أو أبحاث أو قيادات، ولا تمس كل ما يحافظ على بقاء النظام، وتحت رعاية أمريكية. وإذا حصل خلاف فهو خلاف بين متآمرين اساؤوا تقدير الضوابط فيما بينهم ولم يراعوا خطوطا حمراء، كانت بالاتفاق بينهم، وهو ما سمح لحزب الله أن يسرح ويمرح ويمارس جرائمه في جميع أنحاء سورية، إلى حد استباحتها، ولم تقل عن افعال إبادة. كما كان تحريض الروس على التدخل بإسهام من إيران، واستئذان من الأمريكان وإسرائيل، وتحت انظار الغرب وبالتواطؤ معه. فالتوجهات لم تكن خافية، وهي عدم اسقاط النظام.
لا نقول جديدا، هذا ما يعرفه الجميع، لم يحدث شبيها له في التاريخ، لا في الحروب العالمية الكبرى ولا في الحروب طويلة الأمد، كل هذا اختزل في الحرب التي أعلنها النظام على الشعب. أما مساهمة البلدان العربية فتجلت في وضع يدها على المعارضة، وتقاسم الفصائل المتأسلمة المقاتلة، لئلا تمتد الثورة إلى بلدانهم، وإدارة حرب تمكث ضمن حدود سورية، وتستهلك نفسها بنفسها.
حدث السابع من أكتوبر في غزة، ورط إيران بالتهديدات وحزب الله بقواعد اشتباك، حاول ان تبقى على هذا المنوال، على ان تبدو وكأنها حرب، لكنها لم تكن حربا، ولو أنها ابعدت سكان الشمال الإسرائيليين عن بيوتهم، وكانت فعليا لا أكثر من مشاركة في الصخب حول الحرب الهمجية لإسرائيل. وهو ما ستتخذه حجة للقضاء على حزب الله. وكان بإجماع غربي ومساندة أمريكية.
اليوم، يمكن القول، لن يطول الوقت حتى تنتهي قصة حزب الله ومعها إيران، وبذلك لا تتخلص سورية وحدها من المشروع الإيراني، بل لبنان وفلسطين والعرب جميعا.
بالعودة إلى السوريين، لا غرابة في أن تندلع ضد إيران وحزب الله صيحات الشماتة، ولو أنها مشاعر إنسانية سلبية، من الطبيعي أن تدهم السوريين الذين عانوا من حزب الله الذى أمعن في القتل وسفك الدماء، طوال أكثر من عقد، تكبدت سورية خلاله من الضحايا ما يقارب مليون شهيد وتهجير ثمانية ملايين، مع إحساس بالقهر والاهانة إزاء عدو محتل.
إذا كان هناك درس نتعلم منه، فهو أن العرب تركوا القضية الفلسطينية لإيران، بينما هي قضية عربية هم أولى بها، وإذا أرادوا أن يحسنوا صنعا، فالأوضاع في الداخل الفلسطيني وعالميا، مواتية لاسترداد الفلسطينيين إلى الحاضنة العربية.
وبالنسبة للسوريين عليهم التفكير بما بعد الشماتة، لا خلاف ابدا على أن النظام وإيران وإسرائيل وروسيا وامريكا أعداء، وبالضرورة حزب الله عدو لنا في سورية، بينما مكانه كما اختار هو الحرب مع إسرائيل، فليحاربها، ولسنا ضده، إلا إذا كنا إلى جانب إسرائيل، وهي ليست عدو لنا فقط، بل لأنها أيضا شكلت دائما حماية للنظام.
إن الدرس الذي يجب الاستفادة منه، انتزاع الحاضنة الشيعية من إيران، واستعادتها الى لبنان وفلسطين والعرب.
لدى السوريين قضية كبرى، قضية عظيمة، إنها قضية وجودهم وحياتهم ومستقبلهم، فلا يجوز المغامرة بها في حسابات صغيرة وضيقة، لن تفضي إلا إلى المزيد من التشرذم، فلنعمل حسابا للجيل القادم، ليكون جديرا بحياة حرمنا منها.
----------
العربي القديم
لا نقول جديدا، هذا ما يعرفه الجميع، لم يحدث شبيها له في التاريخ، لا في الحروب العالمية الكبرى ولا في الحروب طويلة الأمد، كل هذا اختزل في الحرب التي أعلنها النظام على الشعب. أما مساهمة البلدان العربية فتجلت في وضع يدها على المعارضة، وتقاسم الفصائل المتأسلمة المقاتلة، لئلا تمتد الثورة إلى بلدانهم، وإدارة حرب تمكث ضمن حدود سورية، وتستهلك نفسها بنفسها.
حدث السابع من أكتوبر في غزة، ورط إيران بالتهديدات وحزب الله بقواعد اشتباك، حاول ان تبقى على هذا المنوال، على ان تبدو وكأنها حرب، لكنها لم تكن حربا، ولو أنها ابعدت سكان الشمال الإسرائيليين عن بيوتهم، وكانت فعليا لا أكثر من مشاركة في الصخب حول الحرب الهمجية لإسرائيل. وهو ما ستتخذه حجة للقضاء على حزب الله. وكان بإجماع غربي ومساندة أمريكية.
اليوم، يمكن القول، لن يطول الوقت حتى تنتهي قصة حزب الله ومعها إيران، وبذلك لا تتخلص سورية وحدها من المشروع الإيراني، بل لبنان وفلسطين والعرب جميعا.
بالعودة إلى السوريين، لا غرابة في أن تندلع ضد إيران وحزب الله صيحات الشماتة، ولو أنها مشاعر إنسانية سلبية، من الطبيعي أن تدهم السوريين الذين عانوا من حزب الله الذى أمعن في القتل وسفك الدماء، طوال أكثر من عقد، تكبدت سورية خلاله من الضحايا ما يقارب مليون شهيد وتهجير ثمانية ملايين، مع إحساس بالقهر والاهانة إزاء عدو محتل.
إذا كان هناك درس نتعلم منه، فهو أن العرب تركوا القضية الفلسطينية لإيران، بينما هي قضية عربية هم أولى بها، وإذا أرادوا أن يحسنوا صنعا، فالأوضاع في الداخل الفلسطيني وعالميا، مواتية لاسترداد الفلسطينيين إلى الحاضنة العربية.
وبالنسبة للسوريين عليهم التفكير بما بعد الشماتة، لا خلاف ابدا على أن النظام وإيران وإسرائيل وروسيا وامريكا أعداء، وبالضرورة حزب الله عدو لنا في سورية، بينما مكانه كما اختار هو الحرب مع إسرائيل، فليحاربها، ولسنا ضده، إلا إذا كنا إلى جانب إسرائيل، وهي ليست عدو لنا فقط، بل لأنها أيضا شكلت دائما حماية للنظام.
إن الدرس الذي يجب الاستفادة منه، انتزاع الحاضنة الشيعية من إيران، واستعادتها الى لبنان وفلسطين والعرب.
لدى السوريين قضية كبرى، قضية عظيمة، إنها قضية وجودهم وحياتهم ومستقبلهم، فلا يجوز المغامرة بها في حسابات صغيرة وضيقة، لن تفضي إلا إلى المزيد من التشرذم، فلنعمل حسابا للجيل القادم، ليكون جديرا بحياة حرمنا منها.
----------
العربي القديم