رامي مخلوف
مسألة الغباء هي التي تحتاج وقفه وقد أثبتت الأسابيع الماضية أن النظام السوري بمجمله غبي وبطئ الفهم لكن البعض يخرج رامي مخلوف من هذه الدائرة بإعتباره رجل أعمال ناجح والنجاح غير متاح للأغبياء ،ويهمل هؤلاء أن نجاح رامي وأمثاله ليس مرده الذكاء ولا الألمعية ولا صوابية القرارات ودقة توقيتها كما هو معروف في عالم الأعمال لكن نجاح هذا الرجل هو ذات نجاح اللصوص وزعماء المافيا ، فحين تكون هناك دولة تحميك بقوانينها ورئيسها ووزراء اقتصادها وتخطيطها وماليتها وبنكها المركزي أقول حين تكون بذلك الوضع ولا تنجح "فأنت حمار"لكن لا يمكن نسبة نجاحك الى الذكاء والمثابرة .
الرصاصة القاتلة التي أطلقها رامي مخلوف على نظامه لغبائه وجشعه بالربط بين أمن النظام السوري وأمن إسرائيل جاءت في لحظة ذعر ، فجمعة التحدي التي جاءت بعد تحريك الدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ ضد المدنيين العزل وسقط فيها عددد كبير من شهداء الثورة السورية أصابت جميع رجال الصف الاول من النظام بالرعب فهاهم يستخدمون كل ما في ترسانتهم من أسلحة ثقيلة ضد درعا وبانياس وحمص وتلبيسة والبيضاوالرستن وداريا "عشرون ألف جندي لتلكلخ وحدها" وتكون النتيجة زيادة في عدد الذين يخرجون للتظاهر في كافة المحافظات وان الذي بدأ بالخوف النظام وليس الشعب .
في ذلك المناخ المرعب لنظام يظن نفسه الأقوى مخابراتيا في الشرق الأوسط أطلق رامي مخلوف عبارته الشهيرة " لن تنعم أسرائيل بالاستقرار ان لم يكن هناك أستقرار في سوريا " وأختار أن ينغمها ويغنيها في الدار الأميركية " نيويورك تايمز " لتسمعها إسرائيل وتسارع الى النجدة بفرملة إنتقادات أوباما والحق الحق أقول لكم إني توقعت أن ينفيها أو يقال أن كلامه تم تحريفه عن مقاصده كما جرت العادة مع اية تصريحات تطلق كبالونات اختبار لكن رامي والنظام السوري من ورائه لم يفعلا غير إرسال السفير السوري عماد مصطفى الى وزارة الخارجية ليقول أن رامي مجرد مواطن عادي لا يشغل منصبا ، وان ما قاله لا يعكس موقف النظام .
والمضحك المبكي في هذا الفصل من الغباء السياسي السوري إن الذي غضب من التصريح ليس المقاومة وفريق الممانعة والصمود بل الاسرائيليين والاميركيين في واشنطن وتل أبيب الذين تعاملوا معه كتهديد مبطن خصوصا بعد ان أجتاز فلسطينيون وسوريون حاجز حدود الجولان المحتل في ذكرى النكبة .
في هذا التوقيت وبسبب الذعر وضعف التقدير لمضاعفات تصريح من هذا النوع غاب عن ذهن النظام الذي لوح بصفقة مع تل ابيب ان تعاونت كما تتعاون ايران "وفريق من اللبنانيين" في قمع الثورة السورية غاب عنه أن اسرائيل ان فكرت في صفقة ، فسوف تبحث عنها مع أقوياء وليس مع مهزوزين على وشك السقوط وهكذا جاءت رصاصة رامي مخلوف الخارجة عن المألوف في الخطاب الممانع بنتائج عكسية انزلته من علياء السلطة و من مرتبة ابن عمة الرئيس الشكلي وابن الرئيس الفعلي الى مجرد "مواطن عادي" .
على صعيد المقاومة لبنانيا لا مشكلة ، فصاحب الانتصارات الربانية يصلي ليل نهار كي ينتصر حليفه الدمشقي ويبرر له كل ما يفعل ولو اباد نصف الشعب السوري "لأن الثورة حلال في تونس وليبيا ومصر والبحرين وحرام في سوريا كما يفتي لهم ولي الله الفقيه " لكن فلسطينيا ظهر التصدع فورا ، ورأينا حماس تسقط إعتراضاتها على فتح ويطير مشعل من دمشق للقاهرة ليصالح رجال عباس بإنتظار تأمين ملجأ للمقاومة غير دمشق التي كشف رامي مخلوف حقيقة موقفها بعبارة واحدة نزعت عن الصامدين الممانعين آخر ورقة توت .
إن خطورة ما قام به رامي مخلوف يتمثل في نزع أقوى أسلحة النظام السوري أمام جماهيره السورية و العربية ليس أمام المواطنين العاديين فقط بل المفكرين والكتاب والصحافيين الذين أهرقوا حبرا غزيرا في الدفاع عنه ، والذين تعاطفوا معه ضد خصومه لمجرد حمله نظريا راية المقاومة في زمن عز فيه المقاومين ، وتلك الراية المضللة التي أسقطها رامي مخلوف بعبارة واحدة تركته دون غطاء سياسي في زمن العواصف ونزعت عن خطابه السياسي أقوى ما فيه لتجعله عروبيا وفلسطينيا في موقع أقل من المعتدلين الذي اعتاش على إنتقادهم .
لقد كان النظام السوري سابقا يقول لجماهيره أنه منبوذ ومعزول دوليا وعربيا لصموده في وجه مخططات اسرائيل والامبريالية ولدفاعه عن المقاومة والآن وبعد ان عاد للنبذ والعزل سقطت تلك الحجة فالكل يعرف ان عزلته الحالية سببها سفكه لدماء مواطنيه .
إن هذا الموقف المتخاذل في سبيل حماية الذات والمصالح جعل المقاومة نفسها تستيقظ على حقائق جديدة ، وتعيد النظر في تحالفاتها ، فليس صحيحا أن يقال أن المقاومة لا تنتعش الا في ظل الأنظمة السلطوية والديكتاتوريين ، والذي يضعها في ذلك الموقع يسئ اليها ،ويضعها على عداء مباشر مع الأحرار في كل مكان .
وغدا حين تخرج تلك "الفرقة السلفية المندسة " المتخصصة فقط بإطلاق النار على الذين يتظاهرون ضد بشار الأسد ويزيد عدد شهداء سوريا من مدنيين وعسكريين سيكرر الاعلام الرسمي السوري في تبرير القتل "كليشيه الصمود والتصدي والممانعة " لكن الأغنية الرسمية سيكون لها هذه المرة وبعد تصريحات ابن عمة الرئيس الشكلي وابن الرئيس الفعلي وقعا مختلفا في آذان العرب والسوريين .
شكرا رامي مخلوف لغبائك، وجشعك ، فقد ساعدت من لم يحسم موقفه لينضم الى ثورة لن تتوقف قبل الإطاحة بالذين كذبوا طويلا على الشعب السوري وتلاعبوا بمقدراته و ثرواته وأحلام مواطنيه الذين كانوا وسيظلوا بعد سقوطكم المدوي مع مقاومة ترفض جميع أشكال الفساد ، و الإستبداد وتقدس الحرية .
الرصاصة القاتلة التي أطلقها رامي مخلوف على نظامه لغبائه وجشعه بالربط بين أمن النظام السوري وأمن إسرائيل جاءت في لحظة ذعر ، فجمعة التحدي التي جاءت بعد تحريك الدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ ضد المدنيين العزل وسقط فيها عددد كبير من شهداء الثورة السورية أصابت جميع رجال الصف الاول من النظام بالرعب فهاهم يستخدمون كل ما في ترسانتهم من أسلحة ثقيلة ضد درعا وبانياس وحمص وتلبيسة والبيضاوالرستن وداريا "عشرون ألف جندي لتلكلخ وحدها" وتكون النتيجة زيادة في عدد الذين يخرجون للتظاهر في كافة المحافظات وان الذي بدأ بالخوف النظام وليس الشعب .
في ذلك المناخ المرعب لنظام يظن نفسه الأقوى مخابراتيا في الشرق الأوسط أطلق رامي مخلوف عبارته الشهيرة " لن تنعم أسرائيل بالاستقرار ان لم يكن هناك أستقرار في سوريا " وأختار أن ينغمها ويغنيها في الدار الأميركية " نيويورك تايمز " لتسمعها إسرائيل وتسارع الى النجدة بفرملة إنتقادات أوباما والحق الحق أقول لكم إني توقعت أن ينفيها أو يقال أن كلامه تم تحريفه عن مقاصده كما جرت العادة مع اية تصريحات تطلق كبالونات اختبار لكن رامي والنظام السوري من ورائه لم يفعلا غير إرسال السفير السوري عماد مصطفى الى وزارة الخارجية ليقول أن رامي مجرد مواطن عادي لا يشغل منصبا ، وان ما قاله لا يعكس موقف النظام .
والمضحك المبكي في هذا الفصل من الغباء السياسي السوري إن الذي غضب من التصريح ليس المقاومة وفريق الممانعة والصمود بل الاسرائيليين والاميركيين في واشنطن وتل أبيب الذين تعاملوا معه كتهديد مبطن خصوصا بعد ان أجتاز فلسطينيون وسوريون حاجز حدود الجولان المحتل في ذكرى النكبة .
في هذا التوقيت وبسبب الذعر وضعف التقدير لمضاعفات تصريح من هذا النوع غاب عن ذهن النظام الذي لوح بصفقة مع تل ابيب ان تعاونت كما تتعاون ايران "وفريق من اللبنانيين" في قمع الثورة السورية غاب عنه أن اسرائيل ان فكرت في صفقة ، فسوف تبحث عنها مع أقوياء وليس مع مهزوزين على وشك السقوط وهكذا جاءت رصاصة رامي مخلوف الخارجة عن المألوف في الخطاب الممانع بنتائج عكسية انزلته من علياء السلطة و من مرتبة ابن عمة الرئيس الشكلي وابن الرئيس الفعلي الى مجرد "مواطن عادي" .
على صعيد المقاومة لبنانيا لا مشكلة ، فصاحب الانتصارات الربانية يصلي ليل نهار كي ينتصر حليفه الدمشقي ويبرر له كل ما يفعل ولو اباد نصف الشعب السوري "لأن الثورة حلال في تونس وليبيا ومصر والبحرين وحرام في سوريا كما يفتي لهم ولي الله الفقيه " لكن فلسطينيا ظهر التصدع فورا ، ورأينا حماس تسقط إعتراضاتها على فتح ويطير مشعل من دمشق للقاهرة ليصالح رجال عباس بإنتظار تأمين ملجأ للمقاومة غير دمشق التي كشف رامي مخلوف حقيقة موقفها بعبارة واحدة نزعت عن الصامدين الممانعين آخر ورقة توت .
إن خطورة ما قام به رامي مخلوف يتمثل في نزع أقوى أسلحة النظام السوري أمام جماهيره السورية و العربية ليس أمام المواطنين العاديين فقط بل المفكرين والكتاب والصحافيين الذين أهرقوا حبرا غزيرا في الدفاع عنه ، والذين تعاطفوا معه ضد خصومه لمجرد حمله نظريا راية المقاومة في زمن عز فيه المقاومين ، وتلك الراية المضللة التي أسقطها رامي مخلوف بعبارة واحدة تركته دون غطاء سياسي في زمن العواصف ونزعت عن خطابه السياسي أقوى ما فيه لتجعله عروبيا وفلسطينيا في موقع أقل من المعتدلين الذي اعتاش على إنتقادهم .
لقد كان النظام السوري سابقا يقول لجماهيره أنه منبوذ ومعزول دوليا وعربيا لصموده في وجه مخططات اسرائيل والامبريالية ولدفاعه عن المقاومة والآن وبعد ان عاد للنبذ والعزل سقطت تلك الحجة فالكل يعرف ان عزلته الحالية سببها سفكه لدماء مواطنيه .
إن هذا الموقف المتخاذل في سبيل حماية الذات والمصالح جعل المقاومة نفسها تستيقظ على حقائق جديدة ، وتعيد النظر في تحالفاتها ، فليس صحيحا أن يقال أن المقاومة لا تنتعش الا في ظل الأنظمة السلطوية والديكتاتوريين ، والذي يضعها في ذلك الموقع يسئ اليها ،ويضعها على عداء مباشر مع الأحرار في كل مكان .
وغدا حين تخرج تلك "الفرقة السلفية المندسة " المتخصصة فقط بإطلاق النار على الذين يتظاهرون ضد بشار الأسد ويزيد عدد شهداء سوريا من مدنيين وعسكريين سيكرر الاعلام الرسمي السوري في تبرير القتل "كليشيه الصمود والتصدي والممانعة " لكن الأغنية الرسمية سيكون لها هذه المرة وبعد تصريحات ابن عمة الرئيس الشكلي وابن الرئيس الفعلي وقعا مختلفا في آذان العرب والسوريين .
شكرا رامي مخلوف لغبائك، وجشعك ، فقد ساعدت من لم يحسم موقفه لينضم الى ثورة لن تتوقف قبل الإطاحة بالذين كذبوا طويلا على الشعب السوري وتلاعبوا بمقدراته و ثرواته وأحلام مواطنيه الذين كانوا وسيظلوا بعد سقوطكم المدوي مع مقاومة ترفض جميع أشكال الفساد ، و الإستبداد وتقدس الحرية .