صحيح ان الحذر واجب، والخوف مشروع، ولا بد أن تظل العيون والعقول والضمائر حاضرة ومتحفزة، لكن الصحيح أيضاََ هو عدم الوقوع في دائرة الشك والخوف الدائم، وغير المبرر وغير المحمود.
فنظام الشبيحة سقط تاريخيا، وسقط شعبيا، وسقط دوليا، وسقط أيضا سياسيا واجتماعيات واقتصاديا في سوريا، ولن تستطيع اي قوة او طرف في العالم إعادة احيائة وترميمه، نظرا للحقائق التي خلقت على الأرض السورية، وفي الدولة السورية والمجتمع السوري.
لن تستطيع اي قوة في العالم، مهما عظم شانها إعادة تعويم نظام العصابة.
فإعادته للجامعة العربية، وعقد صفقات وتبادلات قنصلية وتجارية معه، هي محزنة، لكنها لن تغير من واقع نظام العصابة بشيئ.
فبالإضافة إلى أن هذا النظام مدان دوليا كمرتكب للجرائم البشعة ضد الشعب السوري ، ومفقر للشعب ومدمر لاقتصاد البلد، وجاذب لعصابات الاجرام والمحتلين والغزاة إلى الأرض السورية والمنطقة، فإن هذا النظام ايضاََ لا يسيطر على نصف الأراضي السورية، وان أكثر من نصف الشعب السوري هو خارج سيطرته. والنظام لا يسيطر على قرابة 1400 كيلو متر من الحدود الوطنية السورية مع دول الجوار. وقرابة نصف المدن السورية مدمرة، وحوالي 80% من البنية التحتية للجمهورية العربية السورية مدمرة وغير صالحة للاستعمال. ودول المنطقة والعالم ، بالإضافة للشعب السوري يدرك تماما عدم امكانية تجاوز هذه المشاكل والصعاب الا بإزالة عصابة الأسد عن الحكم في سوريا باي طريقة من الطرق.
حتى لا نقع في الخطأ، علينا كوطنيين سوريين ان ندافع عن مصالح شعبنا ووحدة شعبنا ووطننا بكل قوة وثقة، وعلينا طرح وجهة نظرنا بكل وضوح في كل وقت وفي جميع الامكنة وأمام جميع الأطراف. ونوجه النقد لأي طرف يمس مصالح شعبنا وثووتنا، لكن علينا في نفس الوقت على عدم الانجرار خلف شعارات ومهاترات القوى الحزبية والاديولوجية السورية التي شوهت قضية الشعب السوري، ووضعت نفسها في خدمة طرف إقليمي في حقبة صراع المحاور المشكلة في المنطقة، وذلك على حساب مصلحة شعبنا الوطنية.
وعلينا عدم الوقوع في فخ معاداة الدول العربية والدولية لمجرد انها تقيم او ستقيم علاقات دبلوماسية مع هذا النظام القاتل.
فالدول العربية ودول الجوار هي عمقنا الاستراتيجي، وواجبنا الحفاظ على أفضل العلاقات مع هذا العمق، واجبنا العمل على كسب الأطراف العربية والاقليمية، في كل الظروف، ومهما كانت صعبة ومريرة، لتصبح هذه الأطراف صديقة وحليفة لشعبنا الحر الثائر.
وبحكم واقع الجغرافيا والثقافة والتاريخ، والمصلحة الاقتصادية أيضاََ، فإن مصلحة شعبنا تكمن في تعزيز علاقاتنا مع عمقنا الاستراتيجي وعدم معاداته، تماشيا مع رغبات وأهداف قوى الإسلام السياسي العبثي والفاشل.
فنظام الشبيحة متهالك، ويجري البحث عن السبل والطرق الممكنة لانهاء وجوده من المنطقة.
وكثير من الأطراف والدول، وليس الشعب السوري وحدة، من عانا ويعاني من جرائم هذه العصابة.
وأطراف كثيرة، في المنطقة وخارج المنطقة، تنتظر وتعمل على التخلص منه ومن جرائمه إلى الأبد.
من المؤكد بأنها مسألة وقت فقط
وسينتهي نظام الغدر والفساد والجريمة المنظمة بلا رجعة.
--------
مواقع التواصل