أنا الذي زار فرع (الأمن السياسي) قبل أن يزور المدرسة.
أنا من تعلّم كيف يتهجى (مخابرات) قبل أن يقول (بابا).
أنا من سكن بيوتاً بائسة مهددة دائماً بمداهمات الأمن.
أنا من سُرّح أباه المهندس، وأمه المدرّسة من العمل.
أنا من زار سجن صيدنايا وتدمر ودوما والمسلمية قبل أن يستطيع إمساك القلم.
أنا من ذهب طفلاً إلى مواعيد سرية ليلتقي.. أمه !
أنا من لم يجرؤ لسنوات على مناداة أمه (ماما) كي لا تنكشف هويتها وتُعتقل.
أنا من طُلبَ منه -قبل أن يتعرف على باسم ورباب وميسون ومازن في كتاب القراءة المدرسي- أن يفتدي أحد ما بالروح والدم.
أنا من تلقى في سنِّ السابعة صفعة من ضابط الشرطة العسكرية عندما غنّى أمام قضبان سجن صيدنايا: هي يا سجّانة .. هي يا عتم الزنزانة !
أنا من وقف طفلاً لسنوات،طوال الليل، أمام فرع الشرطة العسكرية في القابون، ينتظر (إذناً) بزيارة أباه المعتقل.
أنا من لم يرَ أباه يتناول القهوة في صالون المنزل صباحاً.
أنا من لم يرَ أمه تعد الفطور و(سندويشات) المدرسة.
أنا من اكتشف مؤخراً أنه كان رغم كل شيء: طلائعياً وشبيبياً.. إلخ..
أنا من طُلب منه طفلاً أن يتصدّى؛ للامبريالية و الصهيونية والرجعية، ويفتدّي القائد المناضل بروحه ودمه، حين كان أطفال العالم يتعلمون العزف على البيانو، ورسمَ بقرة ترعى في حقل.
أنا من ارتدى لسنوات زي المدرسة العسكري، حين كان أطفال العالم يرتدون ألوان الحياة.
أنا من درس لسنوات في كتب (القومية الاشتراكية) أنّ بلده هي حزب واحد.. لها قائد واحد.. وكان ذلك يسمى (التربية الاجتماعية).
أنا من حفظ (المنطلقات النظرية لحزب البعث) ونال عليها 7 علامات في امتحان الثانوية العامة، حين كان العالم مشغولاً بدراسة نظام (ويندوز).
أنا من قال له عميد كلية الآداب في جامعة حلب، حين اعتصمتُ ورفاقي في ساحة الجامعة ضد الاحتلال الأميركي للعراق: جاي تدرس ولا تاكل خرا !
أنا نصف معارفي و أصدقائي وأهلي معتقلون سابقون، أو حاليون، أو منفيون.. والنصف الآخر ممنوعٌ من السفر.
أنا من تعلّم أن للأمن فروع عسكرية و جوية و سياسية و.. وأنّه من اختصاصها جميعاً.
أنا من لم يحمل أحدٌ من عائلته يوماً سكيناً في وجه أحد.
أنا من لم يصفعْ وجه أحد يوماً.
أنا حسام القطلبي.. سوري الجنسية.. ولا أحمل جنسية أخرى.
أنا صاحبُ طفولة ضائعة، وشباب محطم.
أنا أحبّ البوعزيزي.
أنا من تعلّم كيف يتهجى (مخابرات) قبل أن يقول (بابا).
أنا من سكن بيوتاً بائسة مهددة دائماً بمداهمات الأمن.
أنا من سُرّح أباه المهندس، وأمه المدرّسة من العمل.
أنا من زار سجن صيدنايا وتدمر ودوما والمسلمية قبل أن يستطيع إمساك القلم.
أنا من ذهب طفلاً إلى مواعيد سرية ليلتقي.. أمه !
أنا من لم يجرؤ لسنوات على مناداة أمه (ماما) كي لا تنكشف هويتها وتُعتقل.
أنا من طُلبَ منه -قبل أن يتعرف على باسم ورباب وميسون ومازن في كتاب القراءة المدرسي- أن يفتدي أحد ما بالروح والدم.
أنا من تلقى في سنِّ السابعة صفعة من ضابط الشرطة العسكرية عندما غنّى أمام قضبان سجن صيدنايا: هي يا سجّانة .. هي يا عتم الزنزانة !
أنا من وقف طفلاً لسنوات،طوال الليل، أمام فرع الشرطة العسكرية في القابون، ينتظر (إذناً) بزيارة أباه المعتقل.
أنا من لم يرَ أباه يتناول القهوة في صالون المنزل صباحاً.
أنا من لم يرَ أمه تعد الفطور و(سندويشات) المدرسة.
أنا من اكتشف مؤخراً أنه كان رغم كل شيء: طلائعياً وشبيبياً.. إلخ..
أنا من طُلب منه طفلاً أن يتصدّى؛ للامبريالية و الصهيونية والرجعية، ويفتدّي القائد المناضل بروحه ودمه، حين كان أطفال العالم يتعلمون العزف على البيانو، ورسمَ بقرة ترعى في حقل.
أنا من ارتدى لسنوات زي المدرسة العسكري، حين كان أطفال العالم يرتدون ألوان الحياة.
أنا من درس لسنوات في كتب (القومية الاشتراكية) أنّ بلده هي حزب واحد.. لها قائد واحد.. وكان ذلك يسمى (التربية الاجتماعية).
أنا من حفظ (المنطلقات النظرية لحزب البعث) ونال عليها 7 علامات في امتحان الثانوية العامة، حين كان العالم مشغولاً بدراسة نظام (ويندوز).
أنا من قال له عميد كلية الآداب في جامعة حلب، حين اعتصمتُ ورفاقي في ساحة الجامعة ضد الاحتلال الأميركي للعراق: جاي تدرس ولا تاكل خرا !
أنا نصف معارفي و أصدقائي وأهلي معتقلون سابقون، أو حاليون، أو منفيون.. والنصف الآخر ممنوعٌ من السفر.
أنا من تعلّم أن للأمن فروع عسكرية و جوية و سياسية و.. وأنّه من اختصاصها جميعاً.
أنا من لم يحمل أحدٌ من عائلته يوماً سكيناً في وجه أحد.
أنا من لم يصفعْ وجه أحد يوماً.
أنا حسام القطلبي.. سوري الجنسية.. ولا أحمل جنسية أخرى.
أنا صاحبُ طفولة ضائعة، وشباب محطم.
أنا أحبّ البوعزيزي.