دمشق -لؤي بشارة - اكد مدير فرقة انانا السورية جهاد مفلح ان الاقبال الذي لقيه عمله "صقر قريش" الذي قدم ستين عرضا على مدى ثلاثة اشهر في مسرح معرض دمشق الدولي القديم نجم عن تطويره تقنيات الرقص وحرصه على التوجه الى كافة شرائح الجمهور.
وقد اختتمت انانا عرضها هذا الذي يروي سيرة عبد الرحمن الداخل بعد ان قدمته ستين مرة على مدى ثلاثة اشهر حضرها ما يقارب 60 الف شخص.
وقال جهاد مفلح مدير فرقة انانا في حديث لوكالة فرانس برس ان هذا "الاقبال" ناجم عن تطويره المستمر لتقينات الراقصين وادخال تقنيات رقص جديدة في عروض الفرقة وحرصها على "التوجه الى كافة شرائح الجمهور".
وجهاد مفلح الراقص السابق في فرقة "كركلا" اللبنانية ومؤسس انانا عام 1990 يستمر في عرض "صقر قريش" الذي يخرجه ايضا في تطوير واستخدام تقنيات جديدة لراقصيه.
ويستخدم المخرج هيكلا معدنيا مزودا بروافع ليسمح لبعض راقصيه بتادية مشاهد "طائرة" على ارتفاع عشرين مترا. ويدخل ايضا لوحات يقدمها مجموعة راقصين على قوائم خشبية طويلة.
وديكورات العمل الضخمة المستوحاة من الفن المعماري الاموي في الاندلس والشام تصل الى ارتفاع 16 مترا. ويقدم العمل لوحات مؤسسة على رقص "الباليه" واخرى تستعين بمدرسة "الرقص المعاصر" فيما يقدم بعض راقصيه لوحات تعتمد على فن "الجمباز".
ويقول مفلح ان استخدام التقنيات الجديدة "هو من ضمن محاولاتنا المستمرة للاقتراب من الناس وكي ندخل الى اماكن جديدة في الرقص ولا نبقى متقوقعين على ما فعلناه" مشيرا الى ان تقنية الرقص "الطائر" مستقدمة على يد مهندسين وخبراء صينيين اقاموا ثلاثة شهور في دمشق لتدريب الراقصين عليها.
ويقدم العرض ما يشبه "السيرة الذاتية" للقائد العربي عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الملقب ب "الداخل". يبدا مع طفولته وهو يمشي بين حمام الجامع الاموي ويسرد في مشاهد متتابعة الحكاية التاريخية لتراجع الحكم الاموي وضعف آخر خلفائه وصولا الى استيلاء العباسيين على الخلافة.
ويتتبع العرض في مشاهد راقصة واغان خاصة هروب عبد الرحمن الداخل وملاحقة جيش العباسيين له من الشام الى مصر ومنها الى المغرب قبل ان يدخل الاندلس (ومن هنا لقبه) ويوحد الحكم فيها تحت امرته. وينتهي العرض بالوصف الشهير الذي اطلقه الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور على موحد الاندلس بالقول انه "صقر قريش".
وخلال تصوير ملاحقة العباسيين لعبد الرحمن الداخل عند وصوله نهر الفرات تندفع قماشة مطاطية زرقاء ضخمة من اعلى طبقات الديكور الى اسفلها مجسدة نهر الفرات وعندما تصل خشبة المسرح لتغمر القائد الهارب (يلعب دوره الراقص معتصم عمايري) يرتفع في الهواء عاليا و"يطير" بعيدا مسحوبا على شبكة توصيلات معدنية وسط دهشة مطارديه. مثل هذا الاستخدام لتقنية "الطيران" الراقص يجده المخرج "استخداما وظيفيا ودراميا".
وفي استعراضه لتلك الملاحقات يسخدم العرض جمالا على المسرح وحصانا ومجسما لقارب القائد التاريخي في ابحاره الى الاندلس.
ويشير مخرج العرض الى ان قصة "صقر قريش" يفترض ان تقدم كعمل راقص موسيقي بدون حوارات او غناء لكنه يتساءل "كيف نقدم تراثنا بدون الشعر وتراثنا كله شعر" ويضيف موضحا "نحن في فرقة انانا نتجه الى عروض بصرية وسمعية لنقترب اكثر من الناس واذا قدمنا صقر قريش كعرض راقص صرف يمكن ان يحضرنا المثقفون فيما هدفنا ان تحضرنا جميع شرائح المجتمع".
وفرقة انانا يبلغ تعداد راقصيها الآن حوالي مائة راقصا وراقصة ينتمون الى ثلاثة اجيال. وقد قدمت عروضا عديدة منها "جوليا دومنا" و"ابناء الشمس" و"زنوبيا ملكة الشرق" ويستعان بها لافتتاح مهرجانات واسابيع ثقافية عربية وسافرت مرات عديدة ضمن وفود رسمية منها الوفد الرئاسي الى الصين منذ سنوات.
واذ لا ينكر مدير ومؤسس الفرقة "الدعم الكبير" الذي تلقاه "انانا" من السلطات فهو يقول ان "هذا الدعم حصلنا عليه لاننا تعبنا على انفسنا وعندما قدمنا اول عرض لنا (هواجس الشام عام 1999) كنا 18 راقصا مفلسين تماما".
ومن جهة اخرى فان مفلح يرى ان "اي مشروع فني ليس له جدوى اقتصادية هو مشروع فاشل" لكنه يفرق بين ذلك وبين العمل الفني التجاري مؤكدا ان الفرقة "لم تقدمه (العمل التجاري) ايام كانت بامس الحاجة للتمويل ولن تقدمه بعض ان صار وضعها جيدا".
ويرد مفلح على من يقول مفندا الدعم الرسمي للفرقة بانها صارت "فرقة السلطة" والممثل والسفير الوحيد للثقافة السورية بانه على "استعداد دائم لطرق الابواب كي أحصل على الدعم لمشاريع الفرقة وهذا حقي على الدولة التي انا اعمل فيها ولها" مشيرا الى ان "الدعم يحصل عليه كل من لديه مشروع حقيقي ومؤسس بشكل جيد".
ومن الخطوات اللافتة التي تظهر مدى "الراحة" المادية التي تعيشها الفرقة هو حصولها على عقد لاستثمار مسرح مدينة المعارض القديم لمدة 15 سنة حيث سيكون مقرا ومسرحا للفرقة بعد تحسينه ومن ثم تحويله الى تجمع ثقافي خاص يضم ايضا معرضا للفنون ومدرسة باليه.
وقد اختتمت انانا عرضها هذا الذي يروي سيرة عبد الرحمن الداخل بعد ان قدمته ستين مرة على مدى ثلاثة اشهر حضرها ما يقارب 60 الف شخص.
وقال جهاد مفلح مدير فرقة انانا في حديث لوكالة فرانس برس ان هذا "الاقبال" ناجم عن تطويره المستمر لتقينات الراقصين وادخال تقنيات رقص جديدة في عروض الفرقة وحرصها على "التوجه الى كافة شرائح الجمهور".
وجهاد مفلح الراقص السابق في فرقة "كركلا" اللبنانية ومؤسس انانا عام 1990 يستمر في عرض "صقر قريش" الذي يخرجه ايضا في تطوير واستخدام تقنيات جديدة لراقصيه.
ويستخدم المخرج هيكلا معدنيا مزودا بروافع ليسمح لبعض راقصيه بتادية مشاهد "طائرة" على ارتفاع عشرين مترا. ويدخل ايضا لوحات يقدمها مجموعة راقصين على قوائم خشبية طويلة.
وديكورات العمل الضخمة المستوحاة من الفن المعماري الاموي في الاندلس والشام تصل الى ارتفاع 16 مترا. ويقدم العمل لوحات مؤسسة على رقص "الباليه" واخرى تستعين بمدرسة "الرقص المعاصر" فيما يقدم بعض راقصيه لوحات تعتمد على فن "الجمباز".
ويقول مفلح ان استخدام التقنيات الجديدة "هو من ضمن محاولاتنا المستمرة للاقتراب من الناس وكي ندخل الى اماكن جديدة في الرقص ولا نبقى متقوقعين على ما فعلناه" مشيرا الى ان تقنية الرقص "الطائر" مستقدمة على يد مهندسين وخبراء صينيين اقاموا ثلاثة شهور في دمشق لتدريب الراقصين عليها.
ويقدم العرض ما يشبه "السيرة الذاتية" للقائد العربي عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الملقب ب "الداخل". يبدا مع طفولته وهو يمشي بين حمام الجامع الاموي ويسرد في مشاهد متتابعة الحكاية التاريخية لتراجع الحكم الاموي وضعف آخر خلفائه وصولا الى استيلاء العباسيين على الخلافة.
ويتتبع العرض في مشاهد راقصة واغان خاصة هروب عبد الرحمن الداخل وملاحقة جيش العباسيين له من الشام الى مصر ومنها الى المغرب قبل ان يدخل الاندلس (ومن هنا لقبه) ويوحد الحكم فيها تحت امرته. وينتهي العرض بالوصف الشهير الذي اطلقه الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور على موحد الاندلس بالقول انه "صقر قريش".
وخلال تصوير ملاحقة العباسيين لعبد الرحمن الداخل عند وصوله نهر الفرات تندفع قماشة مطاطية زرقاء ضخمة من اعلى طبقات الديكور الى اسفلها مجسدة نهر الفرات وعندما تصل خشبة المسرح لتغمر القائد الهارب (يلعب دوره الراقص معتصم عمايري) يرتفع في الهواء عاليا و"يطير" بعيدا مسحوبا على شبكة توصيلات معدنية وسط دهشة مطارديه. مثل هذا الاستخدام لتقنية "الطيران" الراقص يجده المخرج "استخداما وظيفيا ودراميا".
وفي استعراضه لتلك الملاحقات يسخدم العرض جمالا على المسرح وحصانا ومجسما لقارب القائد التاريخي في ابحاره الى الاندلس.
ويشير مخرج العرض الى ان قصة "صقر قريش" يفترض ان تقدم كعمل راقص موسيقي بدون حوارات او غناء لكنه يتساءل "كيف نقدم تراثنا بدون الشعر وتراثنا كله شعر" ويضيف موضحا "نحن في فرقة انانا نتجه الى عروض بصرية وسمعية لنقترب اكثر من الناس واذا قدمنا صقر قريش كعرض راقص صرف يمكن ان يحضرنا المثقفون فيما هدفنا ان تحضرنا جميع شرائح المجتمع".
وفرقة انانا يبلغ تعداد راقصيها الآن حوالي مائة راقصا وراقصة ينتمون الى ثلاثة اجيال. وقد قدمت عروضا عديدة منها "جوليا دومنا" و"ابناء الشمس" و"زنوبيا ملكة الشرق" ويستعان بها لافتتاح مهرجانات واسابيع ثقافية عربية وسافرت مرات عديدة ضمن وفود رسمية منها الوفد الرئاسي الى الصين منذ سنوات.
واذ لا ينكر مدير ومؤسس الفرقة "الدعم الكبير" الذي تلقاه "انانا" من السلطات فهو يقول ان "هذا الدعم حصلنا عليه لاننا تعبنا على انفسنا وعندما قدمنا اول عرض لنا (هواجس الشام عام 1999) كنا 18 راقصا مفلسين تماما".
ومن جهة اخرى فان مفلح يرى ان "اي مشروع فني ليس له جدوى اقتصادية هو مشروع فاشل" لكنه يفرق بين ذلك وبين العمل الفني التجاري مؤكدا ان الفرقة "لم تقدمه (العمل التجاري) ايام كانت بامس الحاجة للتمويل ولن تقدمه بعض ان صار وضعها جيدا".
ويرد مفلح على من يقول مفندا الدعم الرسمي للفرقة بانها صارت "فرقة السلطة" والممثل والسفير الوحيد للثقافة السورية بانه على "استعداد دائم لطرق الابواب كي أحصل على الدعم لمشاريع الفرقة وهذا حقي على الدولة التي انا اعمل فيها ولها" مشيرا الى ان "الدعم يحصل عليه كل من لديه مشروع حقيقي ومؤسس بشكل جيد".
ومن الخطوات اللافتة التي تظهر مدى "الراحة" المادية التي تعيشها الفرقة هو حصولها على عقد لاستثمار مسرح مدينة المعارض القديم لمدة 15 سنة حيث سيكون مقرا ومسرحا للفرقة بعد تحسينه ومن ثم تحويله الى تجمع ثقافي خاص يضم ايضا معرضا للفنون ومدرسة باليه.