نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


زيارة أحمد العودة لتركيا تثير التساؤلات.. هل في جعبته مشروع يهدّد الثورة السورية؟




أثارت زيارة أحمد العودة، قائد اللواء الثامن التابع لروسيا في محافظة درعا إلى العاصمة التركية أنقرة، تساؤلات السوريين حول طبيعة هذه الزيارة غير المعتادة، ليخرج العميد أحمد رحال في تسجيل مصوّر يتهم فيه شخصيات معارضة بأنَّها تنسّق مع العودة من أجل مشروع للشمال السوري يتضمن "قبول بشار الأسد مقابل عدم تقسيم البلاد".

وقال الرحال: إنَّ "بشار الحاج علي وزكريا ملاحفجي التقيا مع العودة في إسطنبول من أجل الحديث حول ثلاثة مشاريع للشمال السوري"، وتساءل عن ماهية هذه المشاريع وخطورتها على الثورة السورية، قائلاً: إنَّ "المشروع يتحدث عن اتجاه سوريا للتقسيم، وبالتالي سيكون الجزء الأكثر ضعفاً هو المنطقة التابعة لتركيا، وكي لا تبقى ضعيفة يجب إدخال هذه المنطقة لحكم بشار الأسد".


هذا الاتهام، دفع ممثل الائتلاف الوطني في الاتحاد الأوروبي وبلجيكا، بشار الحاج علي، لنشر توضيح على صفحته في فيسبوك ، نفى فيه كلام الرحال بأنَّه "عارٍ عن الصحة"، مؤكداً أنَّه لا يتقاضى من الائتلاف ولا من أيّة جهة أخرى مرتّباً أو تعويضاً عن عمله السياسي، قائلاً إنَّه التقى لأول مرة في حياته بـ"العودة" يوم الجمعة 19/ 10 / 2022، وذلك بناءً على اتصال من صديق مشترك غير موجود حينها في مدينة إسطنبول.

وبدوره، نفى العضو السابق في الائتلاف زكريا ملاحفجي، لشبكة "آرام" إجراء أيّ لقاء مع أحمد العودة، معتبراً ما قيل عنه مجرد "افتراء لا يستند إلى دليل"، موضحاً أنَّ زياراته للداخل السوري مستمرة في التدريب والمحاضرات والعمل الإنساني وتلبية دعوات الأهالي، في حين يرى أنَّ أيّ مشروع لسوريا لا يمكن أن يتم بهذا الشكل كون يوجد في سوريا ما لا يقل عن خمسة جيوش وتحالف دولي والعديد من الميليشيات التابعة لإيران وروسيا.

واليوم الخميس، نشر العميد الرحال تسجيلاً رد فيه على كلام الحاج علي، مرفقاً بشهادة شاب يدعى مصطفى الحلبي، قال إنَّه حضر اللقاء المذكور ولديه تسجيلات توثق ذلك، متهماً الحاج علي بـ"الكذب في منشوره"، بدوره الرحال أكد أنَّ "ما يهمه من الأمر حماية المنطقة الثائرة من مشروع خطير".

 

هذا ما يطرح سؤالاً هل تستطيع دولة بمفردها أن تفرض واقعاً ما في سوريا دوناً عن الأطراف الدولية التي لها قواعد عسكرية فيها، فكيف يمكن لسوريين من طرف النظام أو المعارضة أن يطرحوا واقعاً ما بمعزل عن الأطراف الدولية.

الدبلوماسي بشار الحاج علي، يجيب شبكة "آرام"، بأنَّه لا يمكن تحميل أشخاص أو كيانات سورية مسؤولية طرح مشاريع حل للشأن السوري، إلا إذا كان هناك من يريد الترويج على ظهر السوريين بهذه المشاريع.

ويوضح أنَّ السوريين بكلّ أطيافهم والمتمثلين بهيئات المعارضة هم بالحد الأدنى يوافقون على قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بإيجاد حلّ سياسي في سوريا، وهذا الحل يلبّي الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري لأنَّ العملية السياسية وتحقيق الحقوق يحتاج وقتاً طويلاً، فالثورة لم تنتصر بعد لأنَّه تم محاصرة الثائرين ضمن نطاق القبول بالتسوية أو التهجير أو القتل.

مشاريع متعددة لسوريا

هناك جهات متعددة تطرح مشاريع لإيجاد حلّ لإنهاء المأساة السورية، وهناك جهات هدفها التخريب على تنفيذها، ومما يتسرّب في الآونة الأخيرة هناك مبادرة عربية لحل سياسي تدريجي تقودها الأردن وهي غير معروفة بعد. وفقاً للحاج علي.

ويشير إلى طرح المبعوث الأممي غير بيدرسون مشروع "خطوة بخطوة" وهو يُعدّ "خطوة عائمة غير مقبولة من قبل المعارضة والشعب السوري"، ما يضعنا أمام تساؤلات لمشروع غير معلوم أبعاده حول مصير سوريا، وهناك أيضاً حديث حول مشروع تطرحه دول أستانا (تركيا، روسيا، إيران).

إذاً مهما تعددت الطروحات السياسية، فلا يمكن لأيّ جهة أو دولة أو تحالف دولي بأن يجد حلاً لسوريا دون موافقة بقية الدول، بحسب الحاج علي، فالقضية السورية "قضية دولية بامتياز، لا ينفي عنها أحقية الثورة السورية ومطالبها الأساسية".

وبالتالي، فإنَّ قضية الحلّ ليست بيد السوريين وحدهم ولا بيد دولة دون أخرى سواء تركيا منفردة أو حلف أستانا أو أمريكا أو إسرائيل، فالمنظومة الدولية (الأمم المتحدة والدول الفاعلة) هي التي تركب نظاماً بدل آخر، والاعتراف بالدولة هو شأن المنظومة الدولية.

وحول المعلومات التي أوردها العميد الرحال، يقول الحاج علي: "غير صحيحة وتلفيق"، مضيفاً: "ما دام بشار الأسد موجود فنحن على عهد الثورة، ولا يختلف سوري على وحدة سوريا لكن حتماً دون وجود نظام الأسد ولا بأيّ مرحلة من مراحل الحلّ السياسي"، كما يتفق الثائرون على أنَّ كلاً من "قسد والجولاني وبشار الأسد" ليسوا من الثورة بشيء، ولمواجهة التقسيم من المهم ربط الشمال بالجنوب السوري وربط هذه المنطقة بالحلّ السياسي الكلي.

ويذكر، أنَّ درعا في العام 2018 وُضعت أمام خيارين إما التهجير للشمال السوري أو التسوية بضمانة روسيا فاختار "العودة" الذي يتولى قيادة المنطقة الشرقية لدرعا، "التسوية" لما لمنطقة الجنوب من أهمية استراتيجية محلية وعربية، فميليشيات الأسد وإيران تحاول دائماً اقتحام المنطقة أو دعشنتها مثلما يحصل حالياً في مدينة جاسم.

ويوضح الحاج علي، لـ"آرام" أنَّ سبب مجيئه إلى إسطنبول هو دعوته لحضور اجتماع لهيئة الائتلاف والجانب التركي، مضيفاً: "قدّرتُ أهمية تلك الدعوة فلبيّتها وخلالها اجتمعنا مع الخارجية التركية التي أكدت لنا أنَّ تركيا مع الشعب السوري والقرارات الدولية بهذا الصدد، وأنَّ ميليشيا قسد هي خط أحمر بالنسبة لهم ولنا كسوريين".

ويلفت الحاج علي، إلى أنَّ سبب زيارة العودة -حسبما أخبره بلسانه- بشأن عائلي لزيارة شقيقته، فلم يتمّ التطرّق في الحديث معه سوى عن وضع السوريين في الداخل وخاصة في حوران، وملخص الحديث بيننا: إنَّه "بدون حلّ سياسي يحقق طموحات السوريين والسوريات لن تستقر سوريا، ولا يمكن أن يتمّ هذا الحل بوجود العصابة المغتصبة للسلطة في دمشق، وإنّ بقاءها يعني بقاءنا في ثورة".

وما تزال زيارة أحمد العودة الذي يصفه الثوار بـ"الخائن" كونه تابع لروسيا، في الشهر الماضي إلى تركيا، التي جاءت وفق شبكات محلية، بدعوة من الجانب التركي، زيارة مبهمة لم يتم الكشف عن أيّ تفاصيل حولها.

اقرأ المزيد: بدعوة من أنقرة.. أحمد العودة يجري زيارة مفاجئة إلى تركيا

وتتابين الردود حول فيديو العميد الرحال، فهناك من توافق معه إذ أعاد العميد زاهر الساكت نشره على صفحته في فيسبوك مرفقاً بجملة: "دليل ثابت على هؤلاء عملاء لعصابات أسد ويرتدون ثوب الثورة، وهم: أحمد العودة، بشار الحاج علي، زكريا ملاحفجي".

بينما يرى محمد العويد في منشور على فيسبوك، أنَّ العميد رحال تعجّل في تحليله وقراءته، وذكر أنَّ أهمية "الانفتاح التركي" في سياق التوجه السابق، وربّما تحسينه، رغم صعوباته متمثلاً، بالحراك الشعبي الرافض، وبالاشتراطات التركية على الروس أو النظام، و لن تمتنع محاولة التجريب، ومن هنا أتت زيارة العودة قادماً من عمان وما تمثله من تشجيع، وتدرسه تركيا، قبل أن تسبقها "قسد" وما تمثله من تهديد لها.


آرام – عائشة صبري
السبت 5 نونبر 2022