كرمان وجه لامع من وجوه حركة الحقوق المدنيّة في اليمن. خطفُها واعتقالها أجّجا الانتفاضة في بلدها. فحين أعطيت لها الجائزة وصلها الخبر وهي في "ساحة التغيير" في صنعاء، حيث تقيم منذ أشهر في أحد المخيّمات التي رهنت بقاءها برحيل علي عبد الله صالح.
كرمان، المولودة في 1979، رئيسة المنظّمة اليمنيّة لـ"صحافيّات بلا حدود"، كتبت مقالات وأخرجت أفلاماً وثائقيّة في خدمة قضيّتها كما سُجنت عدّة مرّات.
رزان زيتونة، المحامية والناشطة منذ 2001 في سبيل حقوق الانسان في سوريّا، نالت، هي الأخرى، جائزة آنا بولتيكوفسكايا، الصحافيّة الروسيّة التي كان لتقاريرها عن انتهاكات حقوق الانسان في الشيشان وفي عموم القوقاز أن تسبّبت باغتيالها.
رزان زيتونة المولودة في 1977، أنشأت، في 2005، موقعاً على الانترنت لمتابعة انتهاك حقوق الانسان في بلدها. مذّاك بدأ اسمها يكسر الحاجز السوريّ الكثيف ويتعرّف إليه العالم.
الحدثان تكريم للمرأة العربيّة وللناشطة العربيّة المعنيّة بالشأنين الانسانيّ والعامّ. وهما أيضاً تكريم لجيل وللغة بعينهما:
- الجيل الذي فتح عينيه على الدنيا مع توسّع الاهتمام الكونيّ بالحرّيّات وحقوق الانسان، ولكنْ أيضاً مع شيوع وسائط الاتّصال والتواصل المعولم، من الانترنت إلى الفايسبوك وتويتر والتليفون المحمول.
- واللغة التي غدت لغة كونيّة: الديموقراطيّة، حقوق الانسان، الكرامة البشريّة، الدولة المدنيّة... هذه المصطلحات – المفاهيم التي يتشكّل منها قاموس توكّل كرمان ورزان زيتونة وكثيرات ممّن يتماهين معهما.
... ولسوف يظهر بالتأكيد بعض المتحذلقين وبعض المعقّدين ممّن يستنكرون الخضوع لمعايير "الرجل الابيض" وكون "الرجل الأبيض" من يضع لنا العلامات ومن يتظاهر بـ"تحرير نسائنا"!
لكنّ الرجال الذين يملكون القدرة على التأثير في مجتمعاتنا، وعلى رأسهم علي عبد الله صالح وبشّار الأسد، لا يعدون توكّل ورزان بغير السجن وربّما الموت. فشكراً لـ"الرجل الأبيض" الذي كافأ أبهى وألمع ما فينا.