من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن كل نظام دفاع جوي وصاروخ يجري تسليمه إلى أوكرانيا يعد بمنزلة رصيد ينقذ الأرواح ويحافظ على حياة المدن والمجتمعات في أوكرانيا، مشددًا على ضرورة أن يقوم الشركاء بتسليم المساعدات في الوقت المناسب لدعم صمود أوكرانيا، مؤكدًا أن الحزمة التي تساعد حقًا هي التسليم الفعلي للأسلحة لا مجرد الإعلان عن الحزمة.
وجرى إجلاء أكثر من 300 ألف مواطن أوكراني من حدود منطقة خاركيف، وفق ما ذكره وزير الداخلية الأوكراني، إيهور كليمنكو، مضيفًا أن قوات تابعة للحرس الوطني دمرت ما لا يقل عن 10 وحدات من المركبات المدرعة للقوات الروسية، وسيارات ومعدات خاصة، في ظل مواصلة خوض معارك دفاعية.
وأمس الجمعة، حاولت القوات الروسية اختراق خط الدفاع على أحد محاور القتال لكنها لم تنجح واستمر القتال بوتيرة متفاوتة، كما جرى إجلاء المدنيين من بعض المناطق تحت وطأة القصف الروسي، بينما تستمر المعارك لوقف محاولات الروس التوغل بشكل أعمق في الأراضي الأوكرانية، وتحديدًا في خاركيف، شرقي أوكرانيا وثاني أكبر مدنها.
وبحسب تقرير صدر اليوم، السبت، عن معهد دراسة الحرب (تأسس في 2007 بواشنطن)، فإن القوات الروسية بدأت عملية هجومية أمس الجمعة، على طول الحدود الروسية- الأوكرانية في شمال خاركيف، وحققت مكاسب من الناحية التكتيكية.
المعهد أشار إلى احتمالية أن تكون هذه هي المرحلة الأولية لعملية هجومية شمال خاركيف، ذات أهداف تشغيلية محدودة، لكنها تهدف إلى تحقيق تأثير استراتيجي يتمثل في جذب القوى البشرية والعتاد الأوكراني من القطاعات الحيوية الأخرى إلى الجبهة شرقي أوكرانيا.
في الوقت نفسه، لا تشير الجهود المحدودة التي تقوم بها القوات الروسية إلى أنها تتابع على الفور عملية هجومية واسعة النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها، مع ترجيحات بأن القوات الروسية قد تكافح للاستيلاء على خاركيف إذا كان هذا هدفها.
وقد تستفيد القوات الروسية من موطئ القدم التكتيكي في شمال خاركيف بالأيام المقبلة لتكثيف العمليات الهجومية، ومتابعة الجهد الهجومي الذي قد يهدف إلى صد القوات الأوكرانية من الحدود، أو التقدم داخل نقاط المدفعية لخاركيف.
وكان الرئيس الأوكراني دعا، في 11 من نيسان الماضي، إلى تعجيل انضمام أوكرانيا إلى “حلف شمال الأطلسي”، لمواجهة التهديدات الروسية تجاه أوروبا.
وقال زيلينسكي في كلمة ألقاها خلال مشاركته بقمة البحار الثلاثة في ليتوانيا، إن بوتين يريد تدمير أوكرانيا، ومن دون القوات الأوكرانية لن تكتمل قوة أوروبا، “يمكننا حقًا أن نحمي بعضننا من النزعة الانتقامية الروسية”، مؤكدًا أن هذا العام هو الوقت المناسب لاتخاذ الخطوات اللازمة “لجعل انتصارنا على الإرهاب الروسي حقيقة”، وفق قوله.