وقال جوزانسكي وزلايات، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه بعد نحو شهر من اندلاع الحرب، و"بينما ظل القتال في غزة يثير الاحتجاجات في العالم العربي"، استضافت العاصمة السعودية الرياض في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري قمة طارئة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
ولفتا إلى أن مشاركة كل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني إلى المملكة منذ سنوات عديدة، والرئيس السوري بشار الأسد في القمة "كانت جديرة بالملاحظة بشكل خاص".
وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، واستأنفت الرياض وطهران (حليفة بشار الأسد) علاقتهما الدبلوماسية بموجب اتفاق توسطت فيه الصين في 10 مارس/ آذار الماضي؛ ما أنهى قطيعة استمرت نحو 7 سنوات.
وأضاف جوزانسكي وزلايات أنه في مقابل حضور رئيسي والأسد "كان غياب رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان (عن القمة) ملحوظا؛ ربما بسبب التوتر المستمر بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود.
بدون قرارات عملية
و"استغل بن سلمان هذه المناسبة (القمة) لتسليط الضوء على مكانة المملكة المتجددة واهتمامها بقيادة العالم العربي، كما سعى إلى إظهار الاهتمام والانخراط في أزمة غزة وعدم ترك المسرح لإيران بدعمها لـحماس وموقفها ضد إسرائيل والولايات المتحدة"، كما زاد جوزانسكي وزلايات.
وأردفا أن "ابن سلمان حريص في الوقت نفسه على مواصلة اتجاه الانفراج الإقليمي، الذي يتسم بتجديد علاقات بلاده مع إيران".
وبعيدا عن العلن، تتخذ أنظمة عربية حاكمة مواقف سلبية من "حماس"؛ نظرا لارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، التي تصدرت المشهد خلال احتجاجات الربيع العربي في دول عربية عديدة بداية من عام 2011.
وقال جوزانسكي وزلايات إنه "كما كان متوقعا، لم يسفر اللقاء عن قرارات عملية، وعكس البيان الختامي القاسم المشترك الأدنى: الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية للقطاع، وإنهاء الحصار، مع مطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار ملزم".
وتابعا أن "التقارير أفادت بأن الإمارات والبحرين والسعودية على ما يبدو منعت قرارا مقترحا لإلزام الدول بقطع العلاقات مع إسرائيل ووقف الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق أراضيها، مع تعطيل إمدادات النفط لحلفاء إسرائيل، كما حدث في حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973)".
السلوك العام
و"يمكن لإسرائيل أن تكتفي بنتائج اللقاء والسلوك العام في هذا الوقت للسعودية والدول العربية المرتبطة بعلاقات مع إسرائيل، والذي يعكس رغبتها في: هزيمة حماس، وكبح جماح طموحات إيران، والحفاظ على علاقات طبيعية مع إسرائيل"، جوزانسكي وزلايات.
وقبل اندلاع الحرب، كانت الولايات المتحدة تعمل على صفقة ضخمة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية صاحبة المكانة الدينية البارزة في العالمين العربي والإسلامية والدولة الثرية الغنية بالنفط.
ووفقا لتقرير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، ترغب السعودية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على أسلحة أكثر تطورا وتشغيل دورة وقود نووية كاملة، بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية.
واستدرك جوزانسكي وزلايات: لكن "في الوقت نفسه، فإن البعد النسبي للدول العربية عن الأزمة في غزة يظهر أيضا أنه يجب تعديل التوقعات بشأن احتمال مشاركتها في الترتيبات الأمنية وإدارة غزة "في اليوم التالي" لحماس".
ويقول الاحتلال إن يسعى إلى القضاء على قدرات "حماس" العسكرية وقدرتها على الاستمرار في إدارة غزة، وتتواتر تكهنات عن احتمال أن تلعب دول عربية دورا في إدارة القطاع الفلسطيني.
-----------------
يوئيل جوزانسكي وإيلان زلايات/ معهد دراسات الأمن القومي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد