نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


العربي الحائر




قد يكون بين التفاؤل والتشاؤم قيد شعرة ضعيفة، وربما خيط من خيوط العنكبوت. إلاّ أن الفاصل بين تلك المعادلة، هو الحالة النفسية للإنسان، وهي حالة مهمة في تحديد المسار، سواء نحو الحياة، أو بداية لمرحلة الموت، أو النهاية، نحو الدمار الذاتي.


إن الأوضاع في المجتمعات العربية، بشكل عام، تدعو إلى إعادة النظر في حالة الإنسان، وهي حالة لا تبشر بالخير، ففي الوقت الذي تحقق البشرية إنجازات وانتصارات في المجرى العام لها، نجد أن ملامح اليأس، بل السوداوية هي السائدة، وهذا يتطلب القراءة النفسية والاجتماعية والاقتصادية، لما أدت إليه الحياة السياسية في أرجاء مختلفة من الوطن العربي.

مر بالوطن العربي، العديد من النماذج السياسية، على مدى نصف قرن من الزمان، رفعت الشعارات، وتفاعلت معها الجماهير، وفي لحظات من الأمل كادت تعتقد بأنها قد وصلت إلى قمة النجاح، وأنها تسير ضمن خطة تنموية نحو النهضة التي طال انتظارها. وربما دبت أحلام الحياة الكريمة، وتعزيز الكرامة والعزة العربية، من المحيط إلى الخليج.

إن ذاكرة الشعوب هي التي تحدد تلك المراحل، ولعل المقارنة بين القيادات السياسية، هي إحدى مؤشرات لحالة الشعوب، ولعل المرحلة الفيصيلية ـ الناصرية، هي من أهم المراحل التي برزت فيها قيادات سياسية ذات توجه نحو ترسيخ الكرامة والعزة العربية.

وعلى الرغم من أن تلك الاتجاهات أفرزت معسكرين في الوطن العربي، فإن كاريزما القيادة في كلتا الحالتين كانت حالة صحية للصحوة القوية الإسلامية والعربية.

كان الصراع داخلياً بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، سواء في الجوانب السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، ولعل بروز مصطلحات مثل القوى الرجعية والقوى التقدمية، هو إفراز لتلك المرحلة المهمة من التاريخ الشعبي في الوطن العربي.

ومن أهم إنجازات تلك المرحلة؛ الاهتمام بالتعليم، وترسيخ مفهوم الدولة، وبروز الطبقة الوسطى، والتركيز على مساهمة المرأة في الحياة العامة.

وعلى الرغم من أن الزعيمين يختلفان في اتجاهاتهما الإيديولوجية، فإنهما حركا المياه الراكدة على مدى ما يزيد على أربعة قرون من الزمان. وكانت تلك فترة حيوية، برزت فيها الحركات السياسية بكل اتجاهاتها في المجتمع العربي، فكان الحراك السياسي ملمحاً واضحاً في الوطن العربي، ولعبت وسائل الإعلام دوراً كبيراً في بث ونشر الوعي بين عامة الناس.

إلا أن القراءة الموضوعية لتلك المرحلة، تتطلب البعد عن العاطفة الوجدانية، سواء مع ذلك الخط أو الاتجاه أو ضده، أو من أنصار أحد المعسكرين إن جاز التعبير. فقد كان المضمون المشترك لهما، هو الكرامة العربية، ومحاربة كل من يحاول أن يطمس بروز الشخصية والكيان والكرامة العربية والإسلامية.

هذا النوع من القيادات السياسية، وبخاصة في العالم الثالث، نادر جداً، ولا يظهر إلا في حالات شبه استثنائية. إن شخصية كل من جمال عبدالناصر وفيصل آل سعود، من القيادات العربية المؤثرة، وإن كانت اتجاهاتهما مختلفة، إلا إن الهدف واحد، وهو الدفاع عن حقوق العرب في الحياة، ومناهضة القوى المعادية للعرب، وبخاصة الحركة الصهيونية.

في تلك الفترة، برزت للوجود أول دولة اتحادية عربية في العصر الحديث، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة زعيم عربي آمن بالوحدة والاتحاد، وبرز في تلك المرحلة من مراحل تطور المجتمع العربي، وهو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أدرك مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أن مصير هذه البقعة من الوطن هو الاتحاد والوحدة، لضرب السياسة البريطانية المعتمدة على مبدأ «فرق تسد». هذا الاتحاد هو تحقيق لطموحات العرب في الوحدة، في ظل المد الداعي للتشتت والتشرذم.

إن الواقع العربي الحالي، يؤكد على أهمية التلاحم العربي، بعيداً عن الطائفية والعرقية وغيرها من العوامل التي تسعى من خلالها القوى المعادية للأمة العربية والإسلامية، لترسيخ الفرقة بين العرب بشكل أساسي. ولعل بروز الصراعات في أرجاء مختلفة من الوطن العربي، يؤكد على أن معاول الهدم لم تستسلم، بل هي تحاول دائماً خلق الصراعات والانقسامات بين أبناء الأمة الواحدة.

إن الوضع الحالي في الوطن العربي، هو الذي جعل تلك القوى تتلاعب بمصير هذه الأمة، لذلك فليس من الممكن في الواقع الراهن، أن تحل القضية الفلسطينية، أو أن يتحقق حلم العرب في الوحدة الاقتصادية، وهي الخطوة الأولى نحو إيجاد وتحقيق حلم الجامعة العربية.

إن على القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العربية، أن تدرك أن تحقيق الاستقرار للأنظمة السياسية يعود بالدرجة الأولى إلى التلاحم، وأن القوى الخارجية، سواء في الغرب أو الشرق، تدرك أن تلاحم هذه الأمة هو الخطوة نحو عودة الكرامة والعزة للعرب والمسلمين من جديد.

كما أن المشروعات الطائفية وغيرها من مشروعات الفتنة، ما هي إلا «حصان طروادة» الذي يستهدف إعادة المذلة والمهانة للعرب والمسلمين في القرن الجديد.
---------------------------------------

رئيس وحدة الدراسات ـ «البيان»

almutawa_mohammed@hotmail.com




د.محمد عبدالله المطوع
الخميس 25 مارس 2010