توحي عقوبات الولايات المتحدة المفروضة على ايران، وهي أشد من عقوبات مجلس الأمن وأكثر ايلامًا منها، بأننا على عتبة حرب. وتخشى اميركا وإسرائيل استخدام ايران القنبلة النووية وتدمير اسرائيل. وعليه، قد توجه الولايات المتحدة ضربة عسكرية استباقية الى ايران بواسطة الصواريخ مع انزال كوماندوس (مغاوير). ومثل الضربة هذه تسهم في فوز الديموقراطيين في الانتخابات الوسطية، في تشرين الثاني المقبل، وتمهد لفوز اوباما بولاية رئاسية ثانية. ولكن الضربة العسكرية خطأ رهيب ووخيم النتائج. والرد الإيراني قد يستهدف الأسطول الأميركي السادس وقواعده.
وقد تشن ايران سلسلة عمليات انتقامية في الولايات المتحدة تثير ذعر الأميركيين. وأثر العمليات هذه نفسي أكثر مما هو عسكري. ويحتمل أن توجه الولايات المتحدة ضربة قوية الى نظام الدولة الإيرانية من طريق اغراق ايران في الفوضى، وتدمير بنيتها التحتية لتكون عبرة. وقد تبلغ سدة السلطة الإيرانية قيادة تميل الى اميركا. فالاضطرابات الشعبية في طهران أظهرت أن ثمة قوى وميولاً ليبرالية فعلية. وقد يستغل الأميركيون التعدد القومي في ايران لتفكيك البلد هذا وتقطيع أوصاله. وعلى رغم أن الاحتمالات هذه أقرب الى الهذيان منها الى الواقع، فحرب العراق هي خير دليل على أن الولايات المتحدة غير معصومة من الخطأ.
ولا يستهان بآثار الضربة في ايران. ويترتب عليها قطع امداد الصين بالنفط من منطقة الخليج. فتعجز الصين عن تحريك الطلب الشامل وتوليده. فيصيب الركود الاقتصاد العالمي. وتسهم مخاوف المستثمرين من الرد العسكري الإيراني في اضعاف الدولار وتقلب أسعاره.
وشأن الدولار، لن يكون الجنيه الإسترليني في منأى من الخطر، فبريطانيا تدعم اميركا، وقد تتعرض لضربة ايرانية. ويفاقم ارتفاع أسعار النفط والاضطراب الأمني وكساد الاقتصاد العالمي مشكلات اوروبا. وأغلب الظن أن يحمل تدهور الأسواق ألمانيا وفرنسا على التخلي عن دعم «الحلقات الضعيفة» في منطقة اليورو. والمنطقة هذه لن تتفكك. فحكومات البلدان المتعثرة فقدت قدرتها على الإدارة النقدية المستقلة. وقد تفقد دول اوروبا الجنوبية، ما خلا ايطاليا، التأثير في سياسة منطقة اليورو النقدية.
وتجني روسيا مكاسب كبيرة جراء ارتفاع اسعار النفط. فتتعاظم أهمية روسيا وأهمية الدول العربية المنتجة للنفط. ويقلع الغرب عن التفجع على الديموقراطية في روسيا، ويرضى بإرساء الاستقرار. ولكن انقطاع تدفق النفط يحمل الصين على التوجه الى روسيا. فيضطر الى زيادة صادراتها من الطاقة، وربما الى السماح للشركات الصينية باستخراجها. والخطوة تسهم في تغير ميزان القوى. فتتهدد بالأفول مكانة روسيا في آسيا الوسطى والأراضي شرق الأورال
----------------------------------------------------------------------
مدير "معهد مسائل العولمة" في موسكو - ازفيستيا
وقد تشن ايران سلسلة عمليات انتقامية في الولايات المتحدة تثير ذعر الأميركيين. وأثر العمليات هذه نفسي أكثر مما هو عسكري. ويحتمل أن توجه الولايات المتحدة ضربة قوية الى نظام الدولة الإيرانية من طريق اغراق ايران في الفوضى، وتدمير بنيتها التحتية لتكون عبرة. وقد تبلغ سدة السلطة الإيرانية قيادة تميل الى اميركا. فالاضطرابات الشعبية في طهران أظهرت أن ثمة قوى وميولاً ليبرالية فعلية. وقد يستغل الأميركيون التعدد القومي في ايران لتفكيك البلد هذا وتقطيع أوصاله. وعلى رغم أن الاحتمالات هذه أقرب الى الهذيان منها الى الواقع، فحرب العراق هي خير دليل على أن الولايات المتحدة غير معصومة من الخطأ.
ولا يستهان بآثار الضربة في ايران. ويترتب عليها قطع امداد الصين بالنفط من منطقة الخليج. فتعجز الصين عن تحريك الطلب الشامل وتوليده. فيصيب الركود الاقتصاد العالمي. وتسهم مخاوف المستثمرين من الرد العسكري الإيراني في اضعاف الدولار وتقلب أسعاره.
وشأن الدولار، لن يكون الجنيه الإسترليني في منأى من الخطر، فبريطانيا تدعم اميركا، وقد تتعرض لضربة ايرانية. ويفاقم ارتفاع أسعار النفط والاضطراب الأمني وكساد الاقتصاد العالمي مشكلات اوروبا. وأغلب الظن أن يحمل تدهور الأسواق ألمانيا وفرنسا على التخلي عن دعم «الحلقات الضعيفة» في منطقة اليورو. والمنطقة هذه لن تتفكك. فحكومات البلدان المتعثرة فقدت قدرتها على الإدارة النقدية المستقلة. وقد تفقد دول اوروبا الجنوبية، ما خلا ايطاليا، التأثير في سياسة منطقة اليورو النقدية.
وتجني روسيا مكاسب كبيرة جراء ارتفاع اسعار النفط. فتتعاظم أهمية روسيا وأهمية الدول العربية المنتجة للنفط. ويقلع الغرب عن التفجع على الديموقراطية في روسيا، ويرضى بإرساء الاستقرار. ولكن انقطاع تدفق النفط يحمل الصين على التوجه الى روسيا. فيضطر الى زيادة صادراتها من الطاقة، وربما الى السماح للشركات الصينية باستخراجها. والخطوة تسهم في تغير ميزان القوى. فتتهدد بالأفول مكانة روسيا في آسيا الوسطى والأراضي شرق الأورال
----------------------------------------------------------------------
مدير "معهد مسائل العولمة" في موسكو - ازفيستيا