نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


الرئيس الذي يضحك ملئ شدقيه، بيينما شعبه يبكي دماً




في درعا، في اللاذقية، في الشام الشريف يقتل المتظاهرون العزل بوحشية، جميع السوريين يبكون دماً ماعدا أقلية سعيدة، دم مشاهدي أشرطة الفيديو للمذابح عبر الانترنت يتجمد لكن رئيس سوريا بشار الأسد يضحك بملئ فمه وهو ينظر في عيون شعبه


عض من يوصفون بممثلي الشعب من المتملقين يشجعونه بقولهم له أنت أسد أنت نمر وبدوره يطير من السعادة
شعب سوريا الذي انتظر أياماً بعد الاحداث الرهيبة ليسمع لماسيقوله الرئيس، الذي أمل بأن الرئيس سيقول قف لهذه التطورات، وبهذا الأمل تبسمر أمام شاشات التلفزيون ليسمع خطاب الرئيس في مجلس الشعب نظر بحيرة الى هذه التراجيدية المضحكة، لايصدق مايرى ومايسمع، يبدأ بأن (اسرائيل هي التي أثارت المشكلة) وينتهي بأن (نحن بجانب المقاومة ( حزب الله وحماس)) في خطاب غريب الشأن..وبين الحين والأخر مراوغات وكأنه يخادع أطفالاً (شعب درعا هو شعب قبضاي جداً) ومنظور غامض للاصلاح لدرجة الجنون (الشعب يريد إصلاحات، الاصلاح شئ جيد،نحن بالفعل مصلحين و بسبب أمور مثل إحتلال العراق واغتيال الحريري لم تترك لنا مجالا لنقوم بكل الاصلاحات التي نريد ولكننا سنقوم بها لاحقاً لكنني لاأستطيع القول متى سنقوم بها بالضبط) وماشابه
كل هذا في مزاج غريب، المتملقين يصفقون في كل فرصة، بشار الأسد يصفق لهم أيضاً، يضحكون ويتمتعون سوياً. يضحك 14 مرة في خطاب لم يستمر حتى لساعة من الزمن، شعبه يبكي دماً لكن بشار وكأنه راض جداً عن حاله، يبدو أنه راض جداً عن حال سوريا أيضاً. على الاقل يظن أنه لامكان للانفعال أليس في يوم الثلاثاء تجمع مئات الالاف في وسط العاصمة دمشق وهتفوا (ارواحنا ودماؤنا فداء لك يابشار) وأظهروا كم هم راضون عن النظام؟
نعم كانت حشود كبيرة، تجار الشام أوضحوا كيف تم جمع هذه الحشود ( قالوا بأنهم سيؤذوننا إذا لم نجمع كل موظفينا ونذهب للمظاهرة، قاموا بالضغط نفسه على المشرفين في البنوك والدوائر الحكومية، قالوا لطلاب المدارس( تعالوا غداً بلباس مدني وليس بلباس المدرسة، سنذهب للمظاهرات معاً)، تم جمع هذه الحشود بهذا الشكل
بطبيعة الحال يمكن أن ألافاً قاموا بالاشتراك طوعياً بالمظاهرة ظناً منهم بأنه سيعلن في ذلك الخطاب بأن بشار أسد ليس (كالاخرين)، لن يتسامح أكثر من ذلك مع (الاخرين) بعدما أسالوا كل هذه الدماء في الايام الاخيرة، أخيراً من أجل الوفاء بالوعود التي أعطاها منذ مجيئه للسلطة - 10 سنوات- سيقوم بتصفية (الاخرين) وسيقوم بالعجل بتلبية طلبات الشعب بالإصلاح، لكن تعالوا وانظروا الى ماقاله الرئيس في الخطاب العجيب الذي لايتناسب قدر ذرة مع شدة الوضع: يقولون بأنني أريد الإصلاحات لكن من حولي يقفون ضد الاصلاحات، هذا ليس بالصحيح، إن من حولي يضغطون علي دائماً لـ(قم بالاصلاحات)، للأسف فإن اسطورة أن الرئيس يريد أن يفعل أشياء جيدة لكن شقيقه ماهر المتحكم بالقوات الخاصة وابن عمه مدير المخابرات وشقيقه رجل الأعمال/الناهب يمنعونه من ذلك قد انتهت، أليس كذلك؟
عندما تذكر ماهر...قبل بضع سنوات تم قتل عشرات من السجناء الاسلاميين في سجن صيدنايا بعدما تمردوا على التعذيب من قبل رجال ماهر أسد وحشية لايمكن تصورها. مؤخراً ظهر تسجيل فيديو يظهر ماهر أسد وهو يصور بكامير هاتفه المحمول الأجساد الممزقة في تلك المذبحة براحة مخيفة-أحدى يديه في جيبه- ربما ليريه لأصحابه وأحبابه ويقول(انظروا انظروا كيف تشوه رأس الرجل)، وإلا لماذا يقوم لتحميل تلك المناظر الى هاتفه؟ إن أمن درعا واللاذقية موكول لهذا السادي! ليس فقط شعب درعا واللاذقية ولكن كل السوريين متروكين لرحمة ماهر أسد ولابناء عمومته ولاوليغاريشية البعث، على يد من؟ من قبل الرئيس بشار أسد! لم يلمح ضدهم حتى بشكل طفيف، على العكس قام بشار أسد بدعمهم بشكل صري مما يعني أنه معهم، للأسف هذه هي الصورة الآن
قام بشار أسد بخطوة جديدة بعد التذمر في جميع أنحاء سوريا من خطابه الذي لم يأتي بأي جديد مع أنه قام بإفساد كل شئ: تم تأليف لجان لتقدم للحكومة الاطر القانونية في ظرف 15 يوماً اللازمة لرفع حالة الطوارئ (لكن بإصدار قانون لمكافحة الارهاب بدلاً عنه) ولتصحيح أوضاع الأكراد الذين لايتمتعون بحقوق المواطنة...نفس الشئ سيعمل لنظام متعدد الأحزاب هو على جدول الأعمال...ياالهي هل بدأ بشار أسد الذي وعد بحل هذه المشاكل منذ عشرة سنوات بالسؤال حديثاً عن كيفية إنشاء البنية التحتية القانونية اللازمة؟ هل جاء إلى ذهنه الأن رسم الأطر النظرية لها؟ ألم يخطر بباله الى اليوم عن ( كيف علينا عمل هذه الأعمال كاملة)؟ ألم يقل (علينا اتمام التحضيرات النظرية لتنفيذ هذه الاصلاحات بدون إضاعة الوقت عندما تسنح الفرصة)تفاهة رائعة
سنقول (على أي حال أخيراً فإن بشار أسد سينقذ الموقف) لكن لا يمكننا بعد الآن قول هذا، كيف بإمكاننا قول هذا؟ بعد خطابه ذلك في مجلس الشعب حدثت مجزرة في اللاذقية، تم قتل طفل صغير في وسط الطريق بالرصاص. بينما تجري الدعاية لـ (سنقوم بالافراج عن السجناء السياسيين) يساق بعضهم كل يوم تحت اسم مخربين أو مخربين محتملين من بيوتهم الى أماكن مجهولة. لاتزال عجلة الاضطهاد تدور بسرعة قصوى. يتم التساؤل إلى أي مدى سيصل بشار أسد بالاصلاحات وهو الذي يبدو بأنه لاينوي فصل طريقه عن أخيه السادي أو أبناء عمه الذين يقومون بظلم الامة أو الاوليغارشية البعثية، حتى لو قام بالذهاب للأخير بماذا ستفيد هذه الاصلاحات؟ لنقل بأنه تم الذهاب الى نظام ديمقراطي متعدد الاحزاب، تم القيام أيضاً بانتخابات رئاسية متعددة المرشحين، ماذا سيحدث إذا لم يلتفت الشعب لحزب البعث ولبشار أسد؟ ألن يتدخل الشقيق-ابن العم في نتائج الانتخابات؟ ألن تقوم القوات الخاصة والمخابرات بانقلاب؟
يخطئ بشار أسد عندما يظن بأنه بإمكانه إدارة الموقف بأقوال (تسقط اسرائيل وتحي المقاومة) في حين أنه يقدم سوريا فداء لشقيقه ولاولاد عمومته ولحزب البعث. إن دعمه لفلسطين لايكفي لتكفير وحشية حزب البعث التي لاتنقص عن الفظائع الاسرائيلية. هذا النظام الذي يعامل شعب سوريا كما تعامل اسرائيل الفلسطينيين أو اللبنانيين لن تجمله ملصقات (بشار أسد-حسن نصر الله يداً بيد) المعلقة يمنة ويسرة. لن بالإمكان نيل إعجاب الشعب بميكياجات تحت اسم إصلاحات. شعب سوريا ليس بأحمق وقد وصلوا بسوريا لهذه الحالة بوضعه في موضع الاحمق، والان وفي محاولة الخروج بسوريا من هذه الحالة يضعون الشعب في موضع الاحمق أيضاً والشعب يتجهز للنظام مع الوقت
أنا في دمشق منذ ثلاثة أيام وإن شاء الله سأكون قد عدت لتركيا حينما تقرأون هذه السطر، وسأقوم الاسبوع القادم بكتابة مارأيت وسمعت في دمشق بإذن الله
-------------------------------------------------------------------

مقال نشر السبت في جريدة يني شفق للصحفي هاقان آل بيرق المعروف بأنه من المؤثرين على السياسة التركية مع سورية

هاقان آل بيرق
الاثنين 4 أبريل 2011