نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان

هل يشعل العراق حرباً إقليمية؟

09/11/2024 - عاصم عبد الرحمن


الديوك الرومية لا تطير المجموعة القصصية الأولى لـ محمد إبراهيم قشقوش




عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت المجموعة القصصية الأولى للقاص محمد إبراهيم قشقوش، بعنوان ( الديوك الرومية لا تطير). تقع المجموعة في 116 صفحة من القطع المتوسط، وتضمنت 19 قصة قصيرة. تصميم الغلاف والرسوم الداخلية للفنان أمين الصيرفي .


ترتكز المجموعة على فكرة القصة المشبعة التي تعلق

بذاكرة القارئ، وتعتمد على جماليات السرد والتفاصيل الصغيرة المدهشة للعالم والشخوص والزمان والمكان، كما أنها تعتمد علي اللغة المشهدية البصرية التي تصور العالم من خلال وصف المشهد، وترصد تفاصيله بدقة ووضوح. تتسم عوالم المجموعة بالتنوع والتجاور، ففيها الحالات الغرائبية أو ما يمكن أن يسمي بالواقعية السحرية، وفيها ما يحمل طابع النوستالجيا والحنين إلى زمن مضى، كما تحوي بعض القصص التي تعبر بروح السخرية عن ثقل الواقع وقهره لروح الإنسان البسيط في مجتمع لا يعبأ كثيرا بالبسطاء. مجموعة "الديوك الرومية لا تطير" تنبئ بكاتب موهوب يمتلك أدواته السردية، ويعرف كيف ينسج خيوط السرد بمهارة وجمال.

موسم الهجرة إلى أسفل من المجموعة القصصية "الديوك الرومية لا تطير"

• مرحلة ما قبل الهجرة : بدايةً لم يكن هناك مكان لقدم زائدة.. القاهرة كساندويتش لحم مفري يمتلئ عن آخره، الكل يلهث بين ضفتيه، في الأتوبيس قد أحرك قدمي لكنني لا أضمن ألا أدهس قدم أخرى لا تخصني، قد يضطرني ذلك المأزق أن أعود لمكاني، لكنني للأسف قد أجده شُغل. الأشخاص التسعة الذين اتحدت رؤوسهم برأسي صرنا نشترك معًا في شيء واحد؛ أننا كائن أسطوري لم يولد من قبل يملك عشرين رِجلاً وعشرين يدًا وعشرة رؤوس أنثوية وذكورية بعشرين عين وأنف واحدة تسحب نفسًا واحدًا كبيرًا. رغم أننا نملك عشرة رؤوس إلا أن تفكيرنا واحد، الكل ينصب حول فكرة واحدة؛ عدم الحركة.. الكل يخشى أن يفقد موقعه. من نافذة الأتوبيس.. الآخرون الأثرياء يقفون بسياراتهم اللامعة، أحدهم يستطيع أن يتحرك؛ فهناك مساحة براح بين سيارته والأخرى أمامه، غير أنه قد يصطدم بها، حين يفكر في الرجوع لن يجد ذلك البراح الذي كان قد تركه خلفه.. عندئذ سيدرك أن تلك السيارات التي تحوطه من الجهات الأربع قد تحولت لمتاريس تعوقه عن الحركة.. ووقتها فقط سيصبح واحدًا منا، وسيشاركنا تفكيرنا.

• • • • مرحلة الهجرة إلى أسفل :

في السنة الأولى من الهجرة اتجهت الآراء والأفكار نحو التوسع الرأسي لكسر العقدة المرورية.. بداية تم حفر أنفاق مترو وأخرى للسيارات وعبور المشاة وترع تمرّ من تحت قاع الترع. على جوانب الأنفاق السفلية قامت أكشاك صغيرة متنوعة لبيع الكتب والجرائد، وأخرى للتصوير الفوتوغرافي وسنترالات صغيرة.. تطور الحال عندما تمّ تحويل تلك الأكشاك لمقاهي ومطاعم تحت أرضية لخدمة عابري الأنفاق المرورية.

• • • • السنة العاشرة : الشلل العلوي والتلوث والصهد النهاري المزعج، يعادله الجو المكيف السفلي؛ دفع كثيرين للنزوح إلى أسفل. أعقب ذلك تحرك حكومي للقضاء على التعديات. ولأن التعديات كانت كثيرة فقد كان التباطؤ أكثر.في مرة لاحقة تم اكتشاف بيوت وورش ومصانع صغيرة مقامة على جانبي بعض الأنفاق، وكان ذلك أكبر تعدٍّ.

• • • • السنة الخامسة عشر : في خلال تلك السنة تم حفر أنفاق خاصة لبناء وحدات سكنية تحت أرضية وأخرى للمصانع والورش، كان ذلك للحدّ من التعديات على الأنفاق المرورية. الغزو السفلي جعل قاع القاهرة كقطعة من الجبن الذي تخلله الدود. أكبر تعدٍّ حدث عندما اكتشفت الشرطة حقل قمح صغير بإحدى الأنفاق غير الملحوظة، تُسرق مياهه من واحدة من الترع النفقية.مع استمرار النزوح إلى أسفل لم يتبقَّ بأعلى غير قوات الشرطة وقوة الجيش، وقتها فقط أدركت أنه لا داعي أو فائدة من بقائها بأعلى. كان هذا عندما بدأ نزوح قوات الشرطة والجيش إلى الأنفاق الأرضية.

• • • بعد مرور عشرات السنوات كان هناك من يسخر ويضحك غير مصدق، عندما يتحدث أحد عن أشخاص آدميين يعيشون فوق الأرض....كان الرد دائمًا ساخرًا..(أشخاص يعيشون بأعلى.. يا له من شيء خيالي!!).

• • • • •

محمد إبراهيم قشقوش

- قاص مصري من مدينة شبين الكوم.- حاصل على جائزة سعاد الصباح في القصة القصيرة 1999م- المركز الثاني، عن مجموعة (الديوك الرومية لا تطير)- له قيد النشر مجموعتان قصصيتان : ( معركة مع فرغل ) ، ( أشياء عادية )- نشرت أعماله القصصية ومقالاته في العديد من الصحف والمجلات العربية.


محمد إبراهيم قشقوش
الاربعاء 29 أكتوبر 2008