نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


"البوسطجية"






مع كل "عدم الاحترام" لمواقف السياسيين اللبنانيين الذين لعبوا في الآونة الاخيرة دور "البوسطجية" لدى نظام بشار الاسد وعادوا من اجتماعاتهم معه بتهديد وخلاصة، الا انهم مع ذلك مدعوون لرؤية اخرى ليس حرصاً على ما بقي من رصيدهم بل على مصلحة لبنان وهم جزء اكيد منه.


البوسطجية" عادوا بتهديد للداخليْن السوري واللبناني والدول العربية والعالمية بأن سقوط النظام السوري سيُشعل المنطقة العربية من المحيط الى الخليج، وسيفتتها طائفياً ومذهبياً، وسيقضي على ضوابط الجبهة مع اسرائيل. وتوعدوا بان النظام لم يستخدم الحل الامني بعد وانه ما زال يتعامل برأفة مع المغرَّر بهم وحتى مع المسلحين. واستنتجوا ان لبنان في ضوء هذه القراءة يجب ان لا يكون محايداً وان ينحاز الى دعم هذا النظام أمنياً وسياسياً واقتصادياً الى اقصى الدرجات بما فيها تسليم اللاجئين واعتقال الهاربين وخطف المعارضين.

والخلاصة التي توصلوا اليها، وعلى رأسهم للاسف الشديد دولة الرئيس سليم الحص، ان الثورة في سورية انتهت او بالعامية "خلصت".

طبعاً، لا التهديد صحيح ولا الخلاصة كذلك، بل يمكن الذهاب الى ابعد من ذلك عبر القول ان مزايدات اللبنانيين الكلامية تتجاوز ما يريده أركان النظام السوري عربياً ودولياً، فهو على سكة السقوط ويستجدي اي فرصة للمساعدة حتى ولو من اسرائيل. ولا مبرر هنا للتذكير بما كان يقوله معمّر القذافي وصدام حسين و"البوسطجية" الذين امتهنوا نقل الرسائل النارية منهما، بل يمكن التذكير بالتهديدات التي أطلقها "البوسطجية" اللبنانيون قبل انسحاب الجيش السوري من لبنان عقب استشهاد الرئيس رفيق الحريري وقبل خضوع أركان النظام السوري لتحقيقات اللجنة الدولية، وقبل تسليم عبد الله اوجلان للاتراك، وقبل موافقة دمشق على استقبال اللجنة العربية برئاسة قطر بعد رفضٍ غيّرته صور القذافي مقتولاً.

النظام السوري يقتل شعبه ولا يدّعي البطولة ضد اسرائيل والعالم ولا يريد هذا الادعاء. يقتل شعبه ومعارضيه السوريين وغير السوريين تحت سقف الممانعة والصمود ومساعدة المقاومين والمشاركة في الاستراتيجية الايرانية للمنطقة.

اما خلاصة "خلصتْ" فصحيحة، ولكن ليست الثورة بل مسيرة النظام في سورية. هذا هو المنطق الاقرب والرؤية الاوضح، وعلى "البوسطجية" اللبنانيين إدارة مرحلة سقوط النظام وما بعدها وليس المشاركة في ادارة النظام لعملية قتْل شعبه. ففي الادارة الاولى يربح لبنان الرهان على الشعب السوري الذي سيحفظ له وقفته معه ويقيم علاقات مميزة حقيقية، وفي الثانية يزرع لبنان جروحاً على جسد هذه العلاقة. ولا بأس في هذ المجال من حصول حركة تصحيح حقيقية لدى النخب الشيعية اللبنانية للوقوف مع حقوق الشعب السوري في الحرية والكرامة بعدما شوّه "حزب الله" حقيقة الموقف باختزاله التحرك الشعبي بالمؤامرة. فالشعب السوري المنتفض لم يربط استقرار سورية باستقرار اسرائيل ولم يستجد اللوبي اليهودي في واشنطن لمساعدته كي يبقى موقف الادارة الاميركية رمادياً حتى الآن، بل ان "حزب الله" يعرف تماماً ان الشعب السوري كان متقدماً على نظامه في موضوع المقاومة داخلياً وخارجياً.

كلمة اخيرة الى الرئيس الحص، الذي "توّج" حياته السياسية بالمواقف التي اعلنها عبر "تشرُّفه" بلقاء الرئيس الاسد واعلانه ان الثورة "خلصت" وان الرئيس "راض" عن البطريرك الماروني بشارة الراعي ... عُد الى كتابك "للحقيقة والتاريخ" واقرأ منه بعض ما كتبتَه انت عن ناقلي الرسائل من سورية وموزّعي "الرضا" الرئاسي الاسدي على هذا السياسي او ذاك ... وعُد الى مناشدتك الرئيس الاسد قبل اعوام إطلاق سراح المعارض ميشال كيلو الذي سجن ظلماً، وقُل للشعبين السوري واللبناني ماذا كان الجواب.


علي الرز
الاثنين 24 أكتوبر 2011