نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي

(عن الحرب بصفتها "الأهلية" ولكن!)

07/09/2024 - سميرة المسالمة *

(الأسد المتوجس من غَضبة الداخل)

31/08/2024 - إياد الجعفري*


أنت منذ الآن, غيرك...القصيدة التي نشرها محمود درويش بعد استيلاء حماس على السلطة




محمود درويش شاعر المقاومه الفلسطينيه ، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب .محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ، ولد عام 1942 في قرية البروة ، وفي عام 1948 لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا إلى فلسطين وبقي في قرية دير الأسد شمال بلدة مجد كروم في الجليل لفترة قصيرة، استقر بعدها في قرية الجديدة شمال غرب قريته الأم البروة. أكمل تعليمه الإبتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الأسد وهي قريه عربية فلسطينية تقع في الجليل الأعلى متخفيا ، فقد كان يخشى أن يتعرض للنفي من جديد إذا كشف اليهود أمر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروماً من الجنسية ، أما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف . انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في فلسطين ، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الإتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر . لم يسلم من مضايقات الإحتلال ، حيث أُعتقل أكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق بأقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاق أوسلو. شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى إسرائيل بتصريح لزيارة أمه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك. و يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث و إدخال الرمزية فيه . في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى ..


الشاعر محمود درويش - غلاف الديوان
الشاعر محمود درويش - غلاف الديوان
 

هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق،
ونرى دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا
ملائكة.. كما كنا نظن؟

وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا
أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟

كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء!

أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب
على غيرك!

أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً
مع مَنْ يحبّونَنا تلك هي دُونيّة المُتعالي،
وغطرسة الوضيع!

أيها الماضي! لا تغيِّرنا... كلما ابتعدنا عنك!

أيها المستقبل: لا تسألنا: مَنْ أنتم؟
وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً لا نعرف.

أَيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى
عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل!

الهوية هي: ما نُورث لا ما نَرِث. ما نخترع
لا ما نتذكر. الهوية هي فَسادُ المرآة
التي يجب أن نكسرها كُلَّما أعجبتنا الصورة!

تَقَنَّع وتَشَجَّع، وقتل أمَّه.. لأنها هي ما
تيسَّر له من الطرائد.. ولأنَّ جنديَّةً
أوقفته وكشفتْ له عن نهديها قائلة: هل
لأمِّك، مثلهما؟

لولا أن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار
لكل عصابةٍ نبيّ، ولكل صحابيّ ميليشيا

أعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين: إن لم
نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا
بأيدينا لئلا ننسى!

مهما نظرتَ في عينيّ.. فلن تجد نظرتي
هناك. خَطَفَتْها فضيحة!

قلبي ليس لي... ولا لأحد. لقد استقلَّ
عني، دون أن يصبح حجراً.

هل يعرفُ مَنْ يهتفُ على جثة ضحيّته –
أخيه: "الله أكبر" أنه كافر إذ يرى
الله على صورته هو: أصغرَ من كائنٍ
بشريٍّ سويِّ التكوين؟

أخفى السجينُ، الطامحُ إلى وراثة السجن،
ابتسامةَ النصر عن الكاميرا. لكنه لم يفلح
في كبح السعادة السائلة من عينيه. ربما.
لأن النصّ المتعجِّل كان أَقوى من المُمثِّل.

ما حاجتنا للنرجس ... ما دمنا فلسطينيين؟

وما دمنا لا نعرف الفرق بين الجامع والجامعة،
لأنهما من جذر لغوي واحد، فما حاجتنا
للدولة... ما دامت هي والأيام إلى مصير
واحد؟

لافتة كبيرة على باب نادٍ ليليٍّ: نرحب
بالفلسطينيين العائدين من المعركة. الدخول مجاناً.
وخمرتنا... لا تُسْكِر!

لا أستطيع الدفاع عن حقي في العمل، ماسحَ
أحذيةٍ على الأرصفة, لأن من حق.
زبائني أن يعتبروني لصَّ أحذية ـ هكذا
قال لي أستاذ جامعي!

""أنا والغريب على ابن عمِّي. وأنا وابن
عمِّي على أَخي. وأَنا وشيخي عليَّ". هذا
هو الدرس الأول في التربية الوطنية الجديدة،
في أقبية الظلام.

من يدخل الجنة أولاً؟ مَنْ مات برصاص
العدو، أم مَنْ مات برصاص الأخ؟ بعض
الفقهاء يقول: "رُبَّ عَدُوٍّ لك ولدته أمّك"!

حار الفقهاء أمام النائمين في قبور متجاورة:
هل هم شهداء حرية؟ أم ضحايا متناحرة في
عبث المسرحية؟ حار الفقهاء واتفقوا على
أمر واحد هو: أن الله أعلم.

القاتل قتيل أيضاً!

سألني: هل يدافع حارس جائع عن دارٍ
سافر صاحبها، لقضاء إجازته الصيفية في
الريفيرا الفرنسية أو الايطالية.. لا فرق.
قُلْتُ: لا يدافع!

وسألني: هل أنا + أنا = اثنين؟
قلت: أنت وأنت أقلُّ من واحد.!

لا أَخجل من هويتي، فهي ما زالت قيد
التأليف. ولكني أخجل من بعض ما ورد
في مقدمة ابن خلدون!
 


محمود درويش- الديوان
الجمعة 6 سبتمبر 2024